أشاحت وسائل الإعلام الغربية – العالمية – التي تتحكم في أكبر وسائل إعلامية من وكالات للأنباء وشبكات الكترونية ومنصات إعلامية وخلافه , عما يحدث في غزة متجاهلة الجرائم الإسرائيلية ومضللة للرأي العام الذي يمكنه أن يؤثر على قرارات حكوماته ويثنيها عن غيها المؤيد لإسرائيل وجرائمها.
شد الحبل بين الرأي العام وبين الحكومات والذي تمارسه وسائل الإعلام تغير ولم تعد تلك الوسائل الأكثر تأثيرا , تحولت دفة التأثير إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت المحرك للرأي العام وللأفكار في كل بقعة في العالم , ويذكرنا تأثيرها بما فعله جهاز الترانزستور في خمسينات القرن الماضي وستيناته عندما سيطر على الرأي العام وكان يصل إلى الناس في الصحارى والغابات لا تحول أي عوائق بينه وبينهم وكان ذلك مؤثرا للغاية في مرحلة صعود وانتشار الحركات التحررية في القارات المختلفة.
كان الترانزستور , والآن الموبايل الذي لا يخلو جيب لمواطن في أي مكان من جهاز أو أكثر منه . كلاهما صغير الحجم فعال للغاية يوفر الخدمة الإعلامية في أبسط وأسرع صورة , لكن يتميز الموبايل بالصورة مع الصوت , والأهم أنه يتيح لأي شخص فرصة المشاركة في توجيه الرسائل الإعلامية والتأثير في فئات وشرائح مختلفة ومناطق جغرافية بعينها وباللغات التي يفهمها الناس هناك.
استخدم الغرب وسائل التواصل الاجتماعي في تدبير ما أطلقوا عليه الربيع العربي , ثورة الياسمين في تونس واللوتس في مصر وكلها أسماء لأنواع من الزهور الجميلة التي تحدث أثرا إيجابيا عند سماع اسمها , وبالفعل احتشد الناس في الشوارع بالبلدان العربية وقبلها في بعض دول أوروبية وغير أوروبية لكي تسقط أنظمة وتغير مسارات شعوب , وتعاظم دور التواصل الاجتماعي وزادت منصاته ليتحول إلى شبكة عنكبوتية لا يمكن لأحد أن يفلت منها , فمن لا يستخدم الفيس بوك يستخدم الواتس ومن لا يستخدم التيليجرام يستخدم التيك توك وهكذا تقدم كل وسيلة وكل منصة أساليب سهلة للتعامل معها وتطعم موادها بأخرى مشوقة للمتابعين وبالتالي يزيد التأثير ويمكن من خلال ذلك توجيه الرأي العام . ومن المميز لتلك الوسائل عدم الاحتياج لإمكانيات كبيرة أو اجهزة معقدة لاستدعاء الأفراد والحشد كما حدث مؤخرا في الجامعات الأمريكي التي يساند طلابها قضية الشعب الفلسطيني , وهكذا يفعل مواطنو أصغر قرية في الريف إذا تعطلت مصالحهم أو رأوا حشد جهودهم لقضية ما.
لقد انطلق صوت المواطن الفرد في كل مكان ولا يستطيع أحد أن يكبته حتى لو قطعوا شبكة الانترنت لأن الناس قادرون على ابتكار الوسائل التي يمكنها تعويض ما ينقطع.