على طريقة «أحمد».. كيف تتخطى الفشل وتصبح نجما في ريادة الأعمال؟
أحمد مجدي زلط
بين شعور اليأس والرغبة في النجاح، كان يمتطي أحمد مجدي، أمواج الحياة بجرأة وإصرار، فقد استطاع أن يرتقي إلى القمة بالمثابرة والتفاني، ويتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ولم يكتف بتحصيل شهادة البكالوريوس، بل سعى نحو الماجستير في ريادة الأعمال من جامعة «School of Scandinavia» الأوروبية، ليبدأ بعدها رحلة جديدة نحو درجة الدكتوراه في المجال نفسه، وكل ذلك لم يأتِ بالصدفة، بل جاء بجهودٍ وتضحياتٍ واضحة، قبل أن يخسر كل ما لديه في لحظة، ويعود مُجددًا يرسخ أقدامه على أرض ثابتة.
رحلة «أحمد» في عالم الأعمال
كانت رحلة «أحمد» في عالم الأعمال، تشبه رحلة الراكب عبر بحار متلاطمة، عليه مواجهة أمواج الحياة والتحديات المتلاحقة، فيقول لـ«الوطن»: «في تحديات كثيرة واجهتني، مثل أنني اخترتُ مشاركة ناس ليسوا شبيهين بي، واختلفنا كثيرًا جدًا، مما أدى إلى توقف الشراكة وتعطل العمل لفترة طويلة».
ويضيف: «كذلك واجهتُ تحديات كثيرة في اختيار فريق العمل، لأنني كنت أختارهم بناءً على معايير معينة، وبعد ذلك اكتشفتُ أنني مخطئ».
واجه الشاب أزمات مشابهة لتجارب الشباب الآخرين، من محاولات لإحباطه، والتقليل من عمله، حتى إنه في لحظة يأس وارتكب أخطاء وصفها بالـ «فشل» خسر كل ما يملك من شركات، بمبالغ مالية وصلت إلى 2 ونصف مليون جنيه، وفقًا لحديثه لـ«الوطن»: «كان هناك ناس كثيرون جدًا يُحبطونني ويقللون من حلمي ويقولون لي أنني صغير على تحقيق أي شيء، وواجهتُ مشاكل كثيرة، ومن ضمن محاولات فشلي أنني أغلقت 3 شركات كنت أعمل عليها، والموضوع انتهى وقتها بخسارة 2 ونصف مليون جنيه».
من الفشل إلى النجاح
لم تقف مسيرته المهنية بل عاد للعمل بشركة ألمانية مرموقة في مصر، اكتسب من خلالها خبرات قيمة في إدارة المشاريع والتنظيم، وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهها في بداية طريقه، إلا أنه لم يفقد الأمل واستمر في التقدم.
تحولت بوصلة حياته المهنية نحو عالم التسويق والمبيعات، أبدع في تصميم استراتيجيات تسويقية مبتكرة، وساعد الشركات في تعزيز حضورها الرقمي ونجح في بناء هوياتها بشكل ملحوظ، وبينما كان يجتاز تحديات الحياة المهنية، وجد شغفه في مجال التدريب والاستشارات للشركات الناشئة، وشارك خبرته ومعرفته ليمنح الشركات الصغيرة الفرصة للتميز والنجاح.
«الناس اللي بتطور معندهاش وقت».. هذه العبارة كانت تعكس فلسفة حياة «أحمد»، الذي رفض أن يستسلم إلى اليأس رغم الصعوبات التي واجهها في طريقه، فبالرغم من تذوقه لطعم الفشل مرارًا، إلا أنه استمر في التحدي والتطوير.
مع كل تحدي وصعوبة، استطاع «أحمد» أن يستمد القوة والصمود من تجاربه السلبية، مؤمنًا بأن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لمسار جديد نحو النجاح والتطور الشخصي والمهني، وبفضل إصراره وتفانيه، استطاع أن يبني مهارات القيادة والتحمل النفسي والتفكير الإبداعي، اللازمة لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
ومع كل تحدي يواجهه، كان الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء يلعب دورًا حيويًا في تعزيز إصراره وصموده، فقد شعر بالقوة والثبات بفضل هذا الدعم، مما جعله يواصل مسيرته بثقة وإيمان، قبل أن يترأس اليوم شركات بعدة دول عربية.