بالصور| في "يوم التراث العالمي".. آثار "مدمرة" وأخرى تنتظر مصيرها
لا تقتصر ويلات الحروب علي الأرواح البشرية فحسب، بل تقتل تاريخ الأمم بزوال أعظم الآثار في التاريخ، والتي لا يمكن تعويضها بأي ثمن، فمرورًا بالعصر الروماني والإغريقي والفرعوني حتى العصر الحديث شهدت البشرية قيام حضارات عدة في مختلف بقاع الأرض.
فتدمير الآثار وأماكن العبادة أو الأعمال الفنية يهدف دائمًا إلى القضاء على هوية الخصم، وتاريخه وثقافته وإيمانه، بهدف محو كل أثر لوجوده ووسائل فخره بهويته.
ويحي العالم اليوم، ذكري يوم التراث العالمي، الذي خصصته منظمة "اليونسكو" لحماية التراث الإنساني، وترصد "الوطن" عددًا من المواقع الأثرية التي دمرتها الحروب على مر التاريخ.
وتسببت الحروب الأخيرة في سوريا والعراق واليمن، في تدمير عدد من المواقع الأثرية المهمة، ومن الآثار التي دمرتها الحروب في سوريا، مدينة بصرى القديمة ومسجد حلب الكبير وقلعة حلب وسوق حلب، ويرجع تاريخ هذه الآثار إلى عدة قرون مضت إلا أن نهايتها كانت على يد أعضاء تنظيم "داعش".
"مسجد وقلعة حلب السورية"، تعد أحد أهم مواقع التراث العالمي الأكثر شعبية في سوريا، أما عن مدينة "تدمر" في سوريا، كانت سجلتها اليونسكو في 2006 على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة "صلاح الدين الأيوبي".
ونالت سوريا نصيبًا كبيرًا من تدمير التنظيم الإرهابي، فقد حطم "داعش" كنائس وأديرة وزوايا ومقامات، ومرافق مهمة منها متحف الرقة، الذي كان يضم مئات القطع الخزفية، والأواني، والعقود الحجرية التي ترجع إلى العصور الرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، إضافة إلى جداريات الفسيفساء التي عثر عليها الآثاريون السوريين في منطقة حويجة حلاوة، وترجع إلى القرن الخامس الميلادي.
وفي العراق، أيضا لم تسلم بعض المواقع الأثرية المهمة من وحشية العنف والقتال مثل مدينة نمرود في العراق هذه المدينة الآشورية، التي كانت في السابق موطنًا للكنوز الإمبراطورية بما فيها من عدد لا يعد ولا يحصى من التماثيل والنصب التذكارية والمجوهرات، وفي مدينة "شحات" الليبية بسبب جمالها اشتهرت بأنها ساحة لقصص الخرافات والأساطير.
ومن الآثار التي دمرها "داعش" في العراق أيضًا، متحف "الموصل"، هو ثاني أهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد، وهاجم التنظيم عليه في فبراير الماضي.
مرقد "النبي يونس"، من أبرز الآثار في الموصل العراقية، وفخخ المتطرفون المرقد، ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس في يوليو من العام الماضي.
مكتبة الموصل، أُحرِقت الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة التي كانت تحتويها مكتبة الموصل بالعراق، ووصفت "اليونيسكو" حرق الكتب كمرحلة جديدة في عملية "تطهير ثقافي" يقوم بها التنظيم.
الكنيسة الخضراء في تكريت العراقية، وهي كنيسة كبيرة تعود إلى نحو 1300 عام في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمال بغداد، وقد تعرضت للتدمير هي الأخرى على يد أعضاء تنظيم "داعش".
تعرض مرقد الأربعين، في نهاية سبتمبر الماضي، في مدينة تكريت للتفجير، وكان المرقد يضم رفات 40 جندي من جيش الخليفة عمر بن الخطاب خلال الفتح الإسلامي لبلاد الرافدين.
وتواجه الآثار اليمنية، حاليًا، خطر التدمير أيضًا ولكن الخطر هذه المرة قادم الحوثيين، وتحالف عاصفة الحزم ضدهم من الحرب التي تقودها السعودية، حيث تعرف اليمن أنها من أكثر دول العالم ثراءً بآثار حضاراتها القديمة، إلا أنها أصبحت تواجه خطر الضياع مع ازدياد عمليات التهريب للآثار إلى خارج، وهي تلك البلد التي تعود أغلبية آثاره إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
وعرف هذا البلد باسم "اليمن السعيد"، لما كان يملكه من مواقع أثرية عريقة تدل على أنه موطن العديد من أقدم الحضارات في العالم، التي توالت فيه كحضارة سبأ ومعين وحمير، وأوسان، وخرجت أهم الحضارات واستوطنت في العراق والشام ومصر وشمال إفريقيا في هجرات إنسانية قديمة، إلا أنه في الأونة الأخيرة أصبحت تلك الآثار عرضة للسرقة والتهريب إلى خارج البلاد، نظرًا لضعف القوانين التي تضمن حماية ذلك الموروث الحضاري.
ويخشى المجتمع الدولي، والقائمون على الآثار العالمية من تأثر الآثار اليمنية من الحرب التي تقودها السعودية على الحوثيين في اليمن، ومن أبرز أثار اليمن المهددة بالضياع بسبب الحرب الأخيرة في اليمن:
منطقة "باب اليمن"، و"صنعاء القديمة"، التي تحتوي على مباني أثرية يعود تاريخ إنشائها لآلاف السنين، وتتميز مدينة صنعاء القديمة بطراز معمارها القديم، الذي يمتلك زخارف غنية توجد بأشكال ونسب مختلفة مثل كتل النوب والأسوار والمساجد والحمامات والأسواق والمدارس والطراز المعماري المتأثر بالطراز الحميري.
وعن مدينة عدن اليمنية فهي موطن ومقام للسفن، وبها يوجد ميناء عدن القديم الذي يعد أحد أكبر الموانئ هناك، أما مدينة الحديدة الواقعة علي البحر الأحمر فتملك العديد من المعالم التاريخية أهمها الآثار الإسلامية في مدينة زبيد التاريخية، كالجامع الكبير وجامع الأشاعر في مدينة بيت الفقية ومدينة الخوخة الساحلية، والسخنة الطبيعي.
وتزخر مدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء، بالمعالم السياحية منها جامع الجند التاريخي وقلعة القاهرة والمدارس الأثرية كالمظفرية والأشرفية والمعتبية.
وعلي مر التاريخ، دمرت الحروب كثير من المواقع الأثرية المهمة التي ظلت صامدة آلاف السنين، إلا أن نهايتها جاءت على يد المستعمر ومنها، المسجد العمري في غزة، الذي كان يعد أقدم موقع أثري في فلسطين، فقد تم تدمير جدرانه والسقف الخاص به على يد القوات الجوية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
تماثيل "بوذا" في وادي باميان الأفغانستاني هذه التماثيل تعتبر الإرث الأكثر إثارة للبوذية وصمدت هذه الآثار منذ أكثر من 1500 سنة إلى أن دمرتها حركة طالبان، بواسطة الديناميت والمتفجرات لأنها اعتبرتها من مظاهر الوثنية.
متحف الفن الإسلامي في مصر، يعد أكبر متحف إسلامي في العالم ويضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من جميع أنحاء العالم إلا أنه تم تدميره بسيارة ملغومة استهدفت مبنى للشرطة.
مدينة شحات الأثرية في ليبيا، هي مدينة تاريخية أسسها الإغريق في الجبل الأخضر في أقصى شمال شرق ليبيا وكانت مركزًا لآثار الإغريق والرومان إلا أنها تحولت إلى أنقاض في أعقاب الثورة في ليبيا.
مقر إقامة القائد الأعظم في باكستان، يعتبر من المعالم الأكثر شهرة في مدينة زيارات الباكستانية، وكان مقرًا للحاكم محمد علي جناح مؤسس الدولة الباكستانية، وفي عام 2013 تعرض لهجوم صاروخي من قبل متشددين وتم تدميره بالكامل.