محللون: نحتاج للتنسيق الكامل بين الدول العربية لوقف نزيف الدم الفلسطيني
الرقب
أكد عددٌ من الخبراء والمحللين السياسيين أن انعقاد القمة العربية بالرياض يأتى فى وقت شديد الحساسية بعد مرور أكثر من شهر على القصف المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، الأمر الذى أسفر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطينى، موضحين أن القمة سيكون الهدف من ورائها هو التنسيق العربى المشترك لبحث السبل وكيفية إنقاذ القطاع من الأزمة الحالية.
وأضاف الخبراء لـ«الوطن» أنه يجب التنسيق المشترك بين الدول العربية للخروج بحلول فى أسرع وقت ممكن، لأنه إن لم تكن هناك قرارات ذات طبيعة عملية فى القمة العربية لن يتوقف نزيف الدم فى غزة، وستكون إبادة جماعية حقيقية أمام العالم الصامت.
«العناني»: يجب فرض هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات
وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن القمة العربية بالرياض، الهدف منها إرسال رسالة واضحة إلى العالم للتعبير عن الموقف العربى الغاضب من الحرب التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكثر من شهر، الأمر الذى أسفر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطينى، ثلثا هذا العدد من الأطفال والنساء العزل، ويجب خلال الاجتماع أن يكون هناك تنسيق عربى مشترك فيما يخص القضية الفلسطينية.
وأضاف أنه قد يكون مطروحاً على مائدة القمة العربية محاولة تقريب وجهات النظر، لإعادة الجانب الإسرائيلى للجلوس على مائدة المفاوضات من أجل تخفيف حدة تطرف حكومة اليمين الإسرائيلية، التى تقوم بانتهاكات واضحة فى فلسطين.
وشدد على أنه على رأس أولويات القمة العربية سيكون بحث كيفية الوصول إلى وقف إطلاق النار أو على الأقل هدنة إنسانية لفترة، مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى القطاع.
«الرقب»: مصر تبذل جهودا جبارة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن هناك مساعى عربية للوصول إلى هدنة إنسانية حقيقية، وليس ما يتم الإعلان عنه فى الإعلام الغربى عن التوقف عن إطلاق النار لعدة ساعات، مضيفاً أن هذا سيكون على رأس أولويات القمة العربية التى ستنعقد فى الرياض.
وأوضح أنه من المتوقع أن يخرج اجتماع القمة بتجديد الدعم الكامل بكافة أشكاله السياسية والمادية لنضال الشعب الفلسطينى وتعزيز صموده بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، مؤكداً أنه إذا لم تكن مخرجات القمة ذات طبيعة عملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع، فإنه لن يكون هناك وقف لنزيف الدم الفلسطينى فى قطاع غزة حالياً.
وأكد «الرقب» دور مصر وقيادتها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يسعى دائماً لوجود تنسيق عربى مشترك، والجهود المبذولة لوقف العدوان والحرب على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة، مؤكداً أنه خلال القمة سيتم تناول كيفية التعامل مع المتغيرات الحالية التى يمر بها الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال من خلال الدفع بوجود تحرك عربى عاجل للضغط على الولايات المتحدة لوقف اعتداءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التنسيق العربى المشترك والجهود التى تبذلها الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، سيكون مردودها واضحاً، لأن مصر لها ثقل كبير ومكانة كبيرة وقدرة على التأثير على الجانب الإسرائيلى، خاصة فى التهدئة.
وطالب الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، بضرورة وجود تنسيق للجهود العربية لوقف إطلاق النار بشكل مبدئى، ثم تأتى بعد ذلك المفاوضات والمناقشات حول مستقبل قطاع غزة، بالتحاور مع كافة الأطراف المعنية بالقضية وإجراء المباحثات والمشاورات الدائمة لتقريب وجهات النظر للوصول إلى حل للأزمة.
وتابع أن القمة العربية تأتى فى ظل التغيرات والضغوطات التى تمارسها حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية التى تتحدث بشكل علنى عن أنه لن تقام دولة فلسطينية، وسيتم ضم الضفة الغربية للأراضى الإسرائيلية، وهذا التحدى الخطير استدعى أن يكون هناك تنسيق عربى مشترك للتوافق على آليات لدفع العدوان عن الشعب الفلسطينى.
وقال «عبدالمهدى» إن ملف وقف إطلاق النار هو الأهم والمفروض على الساحة حالياً، ثم تأتى بعد ذلك الإجراءات والضمانات التى يجب اتخاذها لمنع تكرار العدوان، ثم مناقشة مستقبل قطاع غزة، وسيتم كذلك مناقشة الخطوات والإجراءات من أجل استئناف العملية السياسية بما يضمن مصلحة الشعب الفلسطينى.
وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إنّ قمة الرياض امتداد لقمة القاهرة للسلام، ومخرجاتها القوية ستكون ضمن القمة السعودية، وخاصة مطالبتها بوقف إطلاق النار وتأكيدها رفضها تصفية القضية الفلسطينية بإدانتها القوية لمخطط التهجير القسرى للفلسطينيين، وإعلانها أن طريق إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط يكون بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
ودعا «الشهابى» القادة العرب أن يتخذوا قرارات تنقذ أرواح الأشقاء الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية من القتل الوحشى الإسرائيلى، وأن تؤثر تلك القرارات فى الدول الغربية شريكة قوات الاحتلال فى الإبادة الجماعية التى ترتكبها ضد الأطفال والنساء والشيوخ فى مشاهد دامية لم تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من استخدام حق الفيتو مرتين ضد مشروع القرار البرازيلى ثم الروسى لوقف إطلاق النار.
وأشاد «الشهابى» بالسياسة الخارجية المصرية التى استطاعت تحقيق نجاح كبير كشف مخطط تصفية القضية الفلسطينية وفضح جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وكان لها تأثير واضح على حكومات الدول الغربية التى غيرت مواقفها، حيث أعلنت مؤخراً أن إحلال السلام يكون بحل الدولتين.