خبير اقتصادي يكشف تأثير إعلان التخفيض الطوعي لإنتاج النفط عالميا
تأثير إعلان التخفيض الطوعي لإنتاج النفط عالميا
قال الدكتور عبد المنعم السيد الخبير الاقتصادي، إن المملكة العربية السعودية أعلنت تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي الإضافي بواقع مليون برميل يوميا إلى نهاية سبتمبر المقبل 2023، مع القابلية للتمديد مجددا، وذلك للمرة الثانية لها هذا العام، إذ كانت قررت ذلك لأول مرة في أبريل 2023 ثم تم تنفيذه في يوليو 2023.
السعودية تنتج 9 ملايين برميل نفط
وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن بذلك يكون إنتاج السعودية اليومي في حدود 9 ملايين برميل فقط.
وتابع أن هدف السعودية من ذلك الحفاظ على سعر البرميل عالميا وعدم الاتجاه نحو تخفيض الأسعار أيضا بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها.
روسيا تعلن خفض إنتاجها
وتابع أن كذلك أعلنت روسيا تخفيض إنتاجها بـ 500 ألف برميل يوميا كنوع من التخفيض الطوعي وسياسة خفض سقف إنتاج النفط.
وأشار إلى أنه لا شك في أن هذا التخفيض سيؤدي إلى تحسين أسعار النفط في الأسواق العالمية وعدم تخفيض الأسعار حيث تطبق السعودية وهي أكبر مصدر للنفط في العالم سياسة خفض سقف إنتاج النفط التي أقرتها دول تحالف أوبك بلس - الذي تقوده الرياض وموسكو - منذ نوفمبر 2022 الذي سيمتد إلى نهاية عام 2024.
وتابع: وربما أن قرار السعودية وروسيا واتجاه مجموعة أوبك بالاتجاه نحو تخفيض الإنتاج النفطي جاء لعدة أسباب منها الخوف من انخفاض نمو الطلب العالمي على النفط في ظل أزمة البنوك الأمريكية التي قد تتحول إلى أزمة مالية، وفي ظل انخفاض التصنيف الائتماني لأمريكا من AAA إلى AA+ ثم ركود اقتصادي، ومن ثم فإنه من المنطقي أن يكون قرار أوبك «احترازيا».
نمو الاقتصاد الصيني يخالف التوقعات
وأوضح الخبير الاقتصادي أن أيضا النمو في الاقتصاد الصيني لم يترجم في أرض الواقع إلى نمو كبير في الطلب على النفط كما كان متوقعا، وكان تأثير التخفيض الطوعي أن أسواق النفط الخام تفاعلت مع القرار حيث ارتفعت أسعار خام برنت الفورية بنسبة 0.42% تقريبا ليستقر قرب 83.94 دولارا للبرميل، جنبا إلى جنب مع صعود أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.65% ليتم تداوله قرب 80.28 دولار للبرميل إلا أن هذا القرار له تأثير على الاقتصاد العالمي ومخاوف عديده منها التضخم و زيادة أسعار المنتجات ومن ثم سيلقي تأثيره على جهود البنوك المركزية لترويض التضخم.
وأوضح: من خلال اتجاه سعر الفائدة لتقليل التضخم، وهل ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية للاتجاه نحو الاعتماد والسحب من المخزون الاستراتيجي لديها لمواجهة الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط المحتملة كما فعلت من قبل الحكومة الأمريكية بسحب 26 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي في أبريل الماضي وأن كان من الصعب استمرار أمريكا في هذا الاتجاه حيث اضطر بايدن لضخ نحو ثلث المخزون الاستراتيجي النفطي حتى الآن وهي خطوة لم يسبقه إليها أي من الرؤساء السابقين منذ 38 عاما، ولا شك أن ارتفاع أسعار النفط له تأثيره السلبي على الدول المستوردة للنفط وزيادة أسعار المشتقات البترولية.