في ذكرى ميلاده.. حكاية أغنية صالح بها زكريا أحمد كوكب الشرق بعد خصام 13 عاما
الشيخ زكريا أحمد
لُقب بـ«شيخ الملحنين» بسبب عشقه للتواشيح الدينية، حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى العربية، إنه الشيخ زكريا أحمد، الذي تعلم بالأزهر وذاع صيته بين زملائه قارئًا ومنشدًا ذو صوت حسن، إذ لَحن للمسرح الغنائي ومعظم الفرق الشهيرة مثل: فرقة علي الكسَّار ونجيب الريحاني ومنيرة المهدية، فضلًا عن ألحانه مع كوكب الشرق التي بدأت منذ عام 1931.
لحن الشيخ زكريا أحمد الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده، لأم كلثوم، الكثير من أغاني أفلامها مثل «الورد جميل وغني لي شوي شوي وساجعات الطيور وقولي لطيفك»، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ كوكب الشرق، إلا أن هذا التعاون لم يدم طويلًا، إذ نشب بينهما خلاف على إثر مطالبة «زكريا» بمستحقاته من الإذاعة المصرية، نظير ألحان غنتها كوكب الشرق التي رفضت حصوله عليه بحجة أنها تمتلك تنازلا خطيًا منه عن تلك الحقوق.
الخلاف بين أم كلثوم وزكريا أحمد
حزن زكريا أحمد بسبب تجاهل «أم كلثوم» لحقوقه المالية، فأقام دعوى قضائية ضدها، وحدثت ضجة شديدة، لم يتوقعها الملايين من محبي كوكب الشرق الذين تعودوا على سماع الكثير من أغانيها بألحان الشيخ زكريا، وأصبح الأمر حديث الصحافة، وفشلت كل محاولات الصلح بينهما وإزالة أي حواجز في علاقتيهما.
القاضي يتدخل لإنهاء الخصومة دون محاكمات
وفي المحكمة، تدخل القاضي وذكر الطرفان بأعماله الفنية الرائعة واتفقا على شكل التعاون بينهما فيما يخص أجر الشيخ زكريا أحمد الذي قال حينها: «لا الفلوس بتدوم ولا الشتيمة بتلزق وأنا لا أقدر على مواصلة التقاضي مع أعز فنانة إلى قلبي»، فبكى الطرفان وانتهت الخصومة عام 1960، أي بعد 13 عاما من القطيعة، وبعدها لحن لها زكريا أحمد واحدة من أشهر أغنياتها وهي «هو صحيح الهوى غلاب»، وتوفي بعدها بعام واحد في عام 1961.