بنك سويسري يحذر أثرياء العرب: انقلوا ثرواتكم للورثة بشكل منظم الآن
أرشيفية
«على العائلات الثرية وأصحاب الأعمال العرب التحرك الآن لحماية إرثهم».. هذا أبرز ما كشف عنه تقرير جديد من بنك لومبارد أودييه السويسري، عن خلافة الجيل المؤسس في العائلات الثرية بمنطقة الشرق الأوسط، عبر استطلاع حصري من أربعة أجزاء، مؤكدا أن الحاجة إلى التخطيط لنقل الثروة وملكية الأعمال، لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
العائلات الثرية تواجه تحديات كبيرة
يضيف بنك لومبارد أودييه السويسري، في تقريره: «بعد عقود من التراكم الكبير للثروة، تواجه العديد من العائلات اليوم، التحدي المتمثل في تنفيذ خطة خلافة منظمة وشفافة، وانتقال سلس ومنظم للثروة، لكن ما مدى استعدادهم لنقل الثروة الكبيرة؟، لمعرفة ذلك، قمنا باستطلاع آراء 300 من كبار وصغار الأفراد من أصحاب الثروات المالية الكبيرة لاكتشاف وجهات نظرهم، حول مجموعة من قضايا تخطيط الثروة».
خلافات ورثة الملياردير ماجد الفطيم
التقرير السويسري الذي يوصي بضرورة العمل على انتقال الثروات إلى الورثة بشكل منظم، يقود نحو استقرار شركاتهم واستثماراتهم، يأتي بعد أسابيع من تفجر الخلاف القضائي بين ورثة الملياردير الإماراتي الراحل ماجد الفطيم، قطب المراكز التجارية والترفيهية، وتقدر ثروته بنحو 3.6 مليار دولار بحسب مجلة فوربس التي صنفته كأغنى رجل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
التخطيط الفعال للخلافة بين الأجيال
يقول أرنود لوكليرك، الشريك ورئيس الأسواق الجديدة في البنك السويسري: «من خلال مشاركة النتائج التي توصلنا إليها، نأمل في تعزيز أفضل الممارسات في منطقة يكون فيها التخطيط الفعال للخلافة بين الأجيال أمرًا حيويًا للنجاح المستمر للاقتصاد الأوسع.. وجد الاستطلاع الذي أجريناه أن الأفراد ذوي الثروات الضخمة يدركون جيدًا أن التخطيط الفعال للخلافة له أهمية قصوى في منطقة تكون فيها معظم الشركات مملوكة للعائلات، وغالبًا ما يكون لها ورثة كثيرون».
24% من الأثرياء العرب لديهم خطط لنقل ثرواتهم
وتابع: «ما هو أقل تأكيدًا هو أن العائلات الثرية قد نفذت بالفعل خطط الخلافة التي يحتاجونها لتلبية الاحتياجات المتنوعة لهياكلهم الأسرية المعقدة.. يعتقد ما يقرب من تسعة من كل عشرة (87%) من المشاركين في الاستطلاع، أن أعمالهم العائلية منظمة، للسماح بتحويل الثروة بين الأجيال بكفاءة، مع وجود تباين ضئيل بين المستجيبين الأصغر والأكبر سنا، مع ذلك فإن عدد المستجيبين الذين خططوا بالفعل للانتقال السلس لممتلكات العائلة، والأعمال التجارية أقل بكثير مما كان متوقعًا، قال 24% فقط أن لديهم بالفعل خطة لجميع أصولهم الخاصة، في حين أن 26% آخرين لا يهتمون بها ببساطة».
الحوكمة القوية للعائلة أمر بالغ الأهمية
بالنظر إلى المساهمة الاقتصادية الضخمة للشركات التي تديرها العائلات في الشرق الأوسط، فإن الحوكمة القوية للعائلة أمر بالغ الأهمية لاستمرار النجاح الاقتصادي في المنطقة، كما يقول البنك السويسري، عن منطقة تكون فيها الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية المهيمنة، وغالبًا ما تتشابك ثروة الأفراد ذوي الثروات الضخمة، مع شركاتهم العائلية وحوكمتها والقيم الإسلامية التي تحكمها.
55% من الأسر لديهم نظام رسمي وغير مرن للإدارة
أشار استطلاع البنك السويسري، إلى أن غالبية المستجيبين (55%)، لديهم نظام رسمي وغير مرن لإدارة الأسرة، على الرغم من أن ما يقرب من نصف المستجيبين الأصغر سنًا يخضعون لشكل أكثر مرونة من الحكم.
خطة انتقال الثروات توافق مباديء الشريعة الإسلامية
يضيف بنك لومبارد أودييه السويسري: «بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود خطة تعاقب متوافقة مع مبادئ الشريعة يعد أمرًا مهمًا لثلثي المستجيبين (67%)، مع الميل نحو المستجيبين الأكبر سنًا (74% مقابل 62% الأصغر سنًا) ويزداد هذا أيضًا مع زيادة الثروة: يقول 79% من أولئك الذين لديهم أصول تزيد عن 10 ملايين دولار أمريكي أن مبادئ الشريعة مهمة بالنسبة لهم مقابل 61% ممن لديهم أصول تتراوح بين مليون دولار أمريكي و3 ملايين دولار أمريكي».
الثروات ستبقى في المنطقة العربية
بحسب استطلاع البنك السويسري، تعتزم الغالبية العظمى (90%) من أثرياء المنطقة العربية، الحفاظ على ثروتها في المنطقة في المستقبل المنظور، ويدرك الأثرياء أن المنطقة ليست بمنأى عن آثار العولمة، وتستثمر العائلات بشكل متزايد في الخارج وترسل أطفالها إلى المدارس في الخارج، ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الولاء الإقليمي الواضح، فإن ربع المستجيبين (24%) يعيدون التفكير في التكوين الجغرافي لأسرهم، وهذا الاتجاه أعلى قليلاً بالنسبة لأصحاب الأعمال الأكبر سناً (27% مقابل 23% الأصغر سناً).
5% فقط يستثمرون في أكثر من دولة
بالنسبة لعدد قليل من الأفراد ذوي الثروات الضخمة (5%)، ازدادت أهمية حيازة الأصول في أكثر من دولة خلال العام الماضي، وتتراوح أسباب ذلك من الرغبة في استغلال فرص النمو والاستفادة من التطورات السياسية والتنظيمية، بحسب استطلاع البنك السويسري.