«عزبة العرب» بالإسكندرية: الخدمات غائبة منذ20عاماً.. والمحافظة لا ترد
فى ركن بعيد فى قرية عزبة العرب بريف المنتزه، تجلس أم سمر تنعى حظها، وتتلفظ بعبارات تحمل الأسى والحزن على حالها وحال جيرانها وأقاربها فى القرية، وتقطع كلماتها المتلاحقة بقولها: «لا كهرباء ولا مياه ولا صرف صحى ولا أسفلت، والاسم عايشين».. على الرغم من الموقع المتميز للقرية، حيث تقع عزبة العرب بالإسكندرية أمام المعمورة، والشاطئ بمدخل بسيط غير ممهد، وتحيط بها أراضٍ بور، وتعانى نقصا شديدا فى المرافق التى لم تتوافر منذ إنشاء القرية حتى الآن على الرغم من تقدمهم بالشكاوى إلى كل المسئولين على مدار 20 سنة مضت. «أم سمر» وصفت أحوال أهالى القرية قائلة: «الميه فى بعض الأماكن فى العزبة بتقطع كتير، وفى المناطق التانية بتكون ضعيفة، وفى أوقات من السنة بتقطع فى العزبة كلها». وأضافت أن نصف العزبة تقريباً يعانى مشكلة الصرف الصحى؛ حيث إن المحافظة قامت بتركيب الصرف لنصف العزبة فقط دون أن تستكمل المشروع، وذلك خلال تعاقب المحافظين من بعد الثورة وحتى الآن على محافظة الإسكندرية، بداية من الدكتور أسامة الفولى وصولاً للواء طارق المهدى».
بينما تعانى العزبة مشكلة وصفتها «أم سمر» بـ«الكارثية» وهى عدم وجود إضاءة كافية؛ فمدخل العزبة ليلاً يتحول إلى منطقة يعتبرها المارة مهجورة من شدة الظلام، ما اضطر الأهالى لتوصيل الأنوار للشوارع الداخلية فى العزبة على نفقتهم الخاصة، بعد تقاعس المحافظة عن توصيل الإنارة للشوارع بالعزبة؛ نظراً لأنها أرض تابعة لـ«الأوقاف»، ويحتاج توصيل الإنارة لها إلى إجراءات طويلة ومعقدة. واستطردت «أم سمر»: «العزبة دلوقتى كل يوم بتزيد ناس، ومن الطبيعى إن الناس دى بتحتاج مرافق وخدمات زيادة عن الموجود، بس للأسف أصلا مفيش مرافق مكفية الناس اللى عايشة دلوقتى، فأنا باطالب المحافظة إن هى تزود المرافق اللى فى العزبة عشان نقدر نعيش».
وخلال جولة جريدة «الوطن» مع «أم سمر»، لاحظنا وجود فرن واحد فقط للخبز بالعزبة، وهو ما اشتكى منه عدد من المواطنين بالعزبة؛ لأن الأهالى يعانون الوقوف بالساعات أمام المخبز، لعدم وجود بديل. واستنكرت «أم سمر» رغبة المحافظة فى هدم عدد من المنازل الموجودة بالعزبة؛ نظراً لأن الأراضى المقامة عليها تابعة لوزارة الأوقاف، إلا أن تلك المنازل يقطنها الأهالى منذ أكثر من عقدين وآخرون منذ أكثر من أربعة عقود، ما يجعل الأمر صعباً فى عملية إخلائها.