كيف ألهم جمال عبدالناصر سعدالدين وهبة بتأليف مسرحية عن كفر البطيخ
محمد العزبي يروي حكاياته مع صاحبة الجلالة في «هل يدخل الصحفيون الجنة»
جمال عبدالناصر
في كتابه الصادر مؤخرا عن دار ريشة للنشر والتوزيع بعنوان «هل يدخل الصحفيون الجنة» يروى الكات بالصحفي الكبير محمد محمد العزبي، وقائع وحكايات لطيفة حدثت خلال مشواره في العمل في بلاط صاحبة الجلالة، ومن بينها حكايات ترتبط بعلاقة الصحافة بالسلطة، ومن بينها حكاية جلسة أبطالها الرئيس جمال عبدالناصر والكاتب فتحي غانم ورشاد كامل.
لماذا قال عبدالناصر غاضبا: وهل فن الصحافة يعني الدعاة؟
قال العزبي: روى الصحفي والكاتب الروائي فتحي غانم صاحب «زينب والعرش»، و«الرجل الذي فقد ظله»، لمؤرخ الصحافة الحديثة رشاد رشدي: «دخلت القاعة- في مقر مجلس الوزراءبحي مصر الجديدة يوم 24 مايو 1960- لأجد كبار الصحفيين مثل على ومصطفى أمين وفكري أباظة، وإحسان عبدالقدوس وأنيس منصور، بجانب سيد أبو النجا خبير النجا (خبير إدارة الصحف)، كأنهم يجلسون في سرادق عزاء ولكنهم لا يعرفون ما الأسباب التي أدت إلى وفاة الفقيد، كان الفقيد بالطبع حرية الصحافة التي جرى تأميمها بعد الاجتماع.
وتابع: حاول سيد أبو النجا أن يتحدث عن إدارة الصحف فلم يُسمح له بالكلام، وحاول إحسان عبدالقدوس أن يتحدث عن فن الصحافة وخشيته أن يحول القانون الجديد الصحف إلى نشرات غير مقروءة، فغضب عبدالناصر قائلا: وهل فن الصحافة يعني الدعاة؟ واتجه ناحيته مضيفا: إن (صباح الخير) تنشر رسوما كاريكاتيرية (للرسام حجازي)يظهر فيها الزوج مخدوعا والزوجة تخبىء عشيقها تحت السرير.. وكنت أنا في ذلك الوقت رئيس تحرير (صباح الخير).
وواصل عبدالناصر حديثه محتدا بلهجة لا تخلو من الوعيد قائلا: إن مصر ليست النساء المطلقات في نادي الجزيرة، مصر هي كفر البطيخ.
وأردف: «هرولت كل الصحف المصرية لزيارة القرية الصغيرة القريبة من دمياط التي ذكرها - عشوائيا - جمال عبدالناصر، فأصبحت صورا وتحقيقات ومقالات مقررة على كل القراء، وأسرع الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة بتأليف (كفر البطيخ) التي عرضت فورا على مسارح الدولة».