من شدة تعلقه بوالدته، يأبى عقله وقلبه الإيمان بأن أمه فارقت الحياة بالفعل، حتى بعد أن وصل جثمانها بيديه إلى مثواها الآخير، وأرسل هذا الجسد داخل المقابر، راودته فكرة مختلفة قد تريح باله المشغول على والدته، وتهدئ من عواصف قلبه الجريح، فبنى لها مقبرة بمساحة مترين عرضًا ومتر مربع طولًا، ووضع بابين على المقبرة، أحدهما زجاجي وهو من الداخلي أما الباب الخارجي فكان من الحديد.
تامر يبني قبر أمه بهذه الطريقة لاعتقاده أنها قد تعود للحياة
«قلبي كلني على أمي قوي، مش مصدق إنها ماتت وسابتني، وكأن قلبي اتخلع من مكانه بموتها المفاجئ، ودايما عندي إحساس أنها مامتتش، وإنها نايمة وشوية وهتقوم من تاني، فعملت باب المقبرة من جوا بالزجاج عشان لو كانت جالها غيبوبة، وأكيد الدكاترة غلطت وهي مامتتش ولما هتقوم من نومتها هتكسر الزجاج وتخبط على الباب الحديد وتخرج وأشوفها من تاني»، هكذا رفض عقل تامر عيسى من أبناء محافظة البحيرة التصديق أن والدته ماتت بالفعل، وبهذه الطريقة بنى لها قبرها، اعتقادا أن والدته قد تعود للحياة مرة أخرى.
بناء القبر لم يستغرق أكثر من يومين
ماتت والدة «تامر» منذ شهور، وحتى الآن يرفض قلبه فكرة وفاتها، ففي كل مرة يزور قبرها يأمل في أن تخرج والدته له وتحتضنه، هكذا يعتقد أو يأمل، فلا يزال قلبه تحت تأثير صدمة وفاة والدته، موضحًا: «أول حاجة جبت الراجل عامل البناء اللي بنى لأمي القبة بتاعت قبرها وبعدين خليت حداد يعمل البابين للقبر، وأنا اللي أشرفت على كل مراحل دي بعد دفن أمي، وتوصيلها لمكانها الجديد عشان أعمل لأمي الست الطيبة قبر يليق بها وبمقامها العالي عندي».
لم يستغرق بناء وتطوير قبر والدة «تامر»، سوى يومين فقط، بعدها شعر بارتياح شديد بعد أن جهز مكان والدته الجديد، وجعله يليق بها، موضحًا: «أنا أول واحد يجي له فكرة أنه يعمل باب القبر بالزجاج، أملا في أن تكون أمي ماماتتش والدكاترة غلطوا وهتبقى عايشة فيسهل لها الخروج من القبر».
تعليقات الفيسبوك