قلب يطلق صرخات مدوية لا أحد يشعر به سوى، صاحبته خيرية أحمد، 65 عاماً، والتي ضاع منها فلذة كبدها منذ أكثر من 10 سنوات عقب خروجه من المنزل للمشاركة في مظاهرات ثورة 25 يناير عام 2011، وفشلت كل محاولاتها في العثور عليه، وانتهى أمرها في أحد شوارع الدقي تبيع الليمون للمارة، رافعة وجهها للسماء تناجي ربها أن يصبر قلبها على فراق أغلى الناس، حتى تستطيع أن تكمل مسيرتها من أجل ابنتها.
بصوت باكي تحكي «خيرية» عن معاناتها بسبب فقدانها ابنها الوحيد، فعندما اشتعلت ثورة يناير بالمظاهرات خرج مع أصدقائه للمشاركة فيها ولم تره الأم منذ ذلك الحين: «كانت آخر مرة أشوفه فيها وبعدها معرفش عنه حاجة».
«خيرية» لم تعد تتذكر سوى ملامح بسيطة عن ابنها
تعيش «خيرية» في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، ولم تعد تتذكر أي شئ عن ابنها سوي أنه كان في عمر الـ15 عاماً، وبعض ملامحه التي بالضرورة غيرها الزمن وصفاته الطيبة: «كان عيل لسه ميعرفش حاجة عن الدنيا، وفيه ملامح مني قمحي ومش طويل أوي ولا قصير برضه، وطيب لا ليه في الطور ولا في الطحين».
فشلت «خيرية» في العثور على ابنها
فشلت كل محاولات «خيرية» في العثور على ابنها، وحاولت أن تتعايش مع الوضع من أجل ابنتها، وخرجت إلى الشوارع تبيع الليمون في منطقة الدقي بمحافظة القاهرة: «بنتي على وش جواز وزوجي متوفي والمعاش بتاعه مش بيكفي يدوب باخد 450 جنيه كل أول شهر، نزلت أبيع الليمون عشان أعرف أجهزها وممدش إيدي لحد».
تجلس «خيرية» من الصباح الباكر وحتى المساء، تبيع الليمون وتناجي ربها كل يوم أثناء عملها بأن ترى نظرة واحدة من ابنها المفقود منذ أكثر من 10 سنوات: «مش ببيع الليمون بالكيلو لو حد أداني عشرة جنيه بديله 15 ليمونة».
تعليقات الفيسبوك