المصيلحي يلتقي وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي (صور)
جانب من الاجتماع
التقى الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أثناء زيارته الرسمية لفرنسا بالسيد Alain GRISET وزير الاقتصاد والمالية بفرنسا، وذلك بحضور كل من مسؤولي الوكالة الفرنسية للتنمية والمعنيين بالتعاون مع مصر، والدكتور إبراهيم عشماوي، مساعد أول الوزير ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، والسفير علاء يوسف سفير مصر في فرنسا.
ويأتي هذا اللقاء في إطار علاقة الشراكة المتنامية والمتميزة بين البلدين، حيث رحب الوزير الفرنسي بالسيد وزير التموين والتجارة الداخلية، معربا في الوقت نفسه عن سعادته بإتمام هذا اللقاء، مؤكدا على تطلع فرنسا إلى البناء على المكتسبات التي تحققت في أعقاب زيارة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي للقاهرة في يونيو الماضي والتي تم التوقيع خلالها على الاتفاق الخاص بالمساهمة في تنفيذ المشروعات ذات الأولوية في مصر في إطار حزمة التمويل الشاملة ومن بينها مشروع إنشاء سوق الجملة بمنطقة برج العرب.
فرنسا والخبرة في مجال التشغيل
هذا وقد أشار وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي إلى النموذج الفرنسي في توفير التموين والسلع للسوق، والذي تُعد مؤسسة Rungis أحد ركائزه منذ عام 1969، موضحاً أن الجائحة الصحية الأخيرة «كورونا» أثبتت أن هذا النموذج نجح في تأمين الأمن الغذائي الفرنسي دون حدوث أي اضطراب في سلاسل التوريد والتوزيع على المستوى الوطني، موضحاً أن كل المناطق الفرنسية استطاعات أن تحصل على منتج بذات المواصفات حتى في أشد أوقات الأزمة، وأضاف أن فرنسا لديها خبرات متميزة في المجال التشغيلي من خلال شركات متخصصة وترحب بنقل هذه الخبرات إلى مصر.
ومن جانبه أشاد المصيلحي بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والتزام القيادتين السياسيتين بتعزيزها في كل المجالات، خاصة مجالات البنية التحتية والنقل بشكل يجعل من فرنسا شريكاً حقيقياً في بناء مصر الحديثة.
المصيلحي يشيد بمهنية الدراسة الفرنسية
وأضاف أن هذه الزيارة تُمثل تتويجاً لعمل جاد تم بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية، مشيداً بمهنية الدراسة التي قام بها الجانب الفرنسي عن احتياجات مصر من أسواق الجملة، والتي تعد دراسة مرجعية، الأمر الذي أدى إلى الموافقة على التمويل المُقدم من الوكالة الفرنسية للتنمية بنحو 100 مليون يورو لإنشاء وإدارة سوق الجملة في منطقة «برج العرب» ليكون بمثابة مشروع رائد ومتميز لتطوير الأسواق على مستوى الجمهورية، على أن يلي ذلك إقامة 14 سوق جملة مماثل في محافظات مختلفة بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
تكوين الشركة المصرية الفرنسية المشتركة
كما أضاف المصيلحي أنه من الأهمية بمكان في هذه المرحلة الإسراع بدراسة الجدوى الاقتصادية الخاصة بالمشروع حتى يتسنى تكوين الشركة المصرية الفرنسية المشتركة التي ستتولى إدارته بحلول مطلع العام المقبل، مشيرا إلى أن هناك تقدم أحرزته الوكالة الفرنسية للتنمية في اختيار المكتب الاستشاري الذي سيقوم بالدراسة، وأن عملية اختيار الخبير في مرحلتها الأخيرة ومن المنتظر أن يتم ذلك في غضون شهر، مؤكدا على التزام الوكالة بإنهاء كل الإجراءات حتى يتسنى بدء التشغيل الفعلي للمشروع خلال 18-24 شهرا.
كما استعرض المصيلحي جهود الدولة والحكومة المصرية في تطوير منظومة التجارة الداخلية وإدخال القطاع الخاص في هذه الجهود، وتدشين مشروع «جمعيتي» الذي يتم من خلاله تحديد المواصفات وقيام الوزارة بالتوريد بأسعار أقل من سعر الجملة، على أن يقوم القطاع الخاص بتأمين وصول هذه المنتجات لا سيما في المناطق البعيدة، وهو الأمر الذي عزز من طاقة شبكة التوزيع وإيجاد مورد دخل لقطاع كبير من الشباب.
وأكد المصيلحي كذلك على أن الوكالة الفرنسية للتنمية ومؤسستىّ Semaris وRungis على دراية بأن الفرص المتاحة في مجال التجارة الداخلية في مصر كبيرة، وأن إقامة أسواق الجملة يعد بداية لتوطين التكنولوجيا الفرنسية في مجال تشغيل وإدارة هذه الأسواق.
كما تناول المصيلحي في لقائه مسألة توفير الاحتياجات الأساسية من السلع وأهمها القمح، حيث تعد مصر أكبر مستورد عالمي له، ومن ثم فإن التعاون مع فرنسا في هذا المجال يكتسب أهمية خاصة، موضحاً أن مصر تقوم بتنويع مصادر الاستيراد، وأضاف أن التحدي الرئيسي لفرنسا هو ارتفاع تكاليف الشحن بالمقارنة بالقمح الروسي أو الأوكراني أو الروماني، ومن ثم فإن أحد المقترحات المطروحة هو إشراك شركة الملاحة الوطنية المصرية في عمليات الشحن، باعتبار أن تحييد عامل السعر بالنسبة للشحن من شأنه جعل القمح الفرنسي أكثر تنافسية.
ونوه المصيلحي أنه من المنتظر أن يتحدث الأسبوع المقبل أمام الاجتماع السنوي للمجموعة الفرنسية للحبوب في القاهرة، وأنه يتطلع لإحاطتهم بالتقدم المحرز في هذا الملف، ومنوهاً كذلك إلى التعاون الخاص بإقامة المركز النموذجي للطحن والخبز لتدريب العاملين على التكنولوجيا.
ومن جانبه أكد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي على أن فرنسا لديها كمية كبيرة من القمح متاحة للتصدير «نحو 15 مليون طن»، وأنه في حالة وجود احتياج مصري فإنه سيوجه بدراسة آليات التنفيذ بشكل فوري، مؤكدا على أنه سيتم توجيه رسالة فورية للجانب الفرنسي المشارك في اجتماعات المجموعة الفرنسية للحبوب بدعم الحكومة الفرنسية لهذا التعاون. وأضاف أنه بالنسبة لمشكلة الشحن، فإنه على يقين أنه إذا ما تم التوصل لاتفاق طويل الأمد لتوريد القمح فسيتم إيجاد صيغة ما للتعامل مع مشكلة أسعار الشحن.
المصيلحي يزور سوق رينجيس الدولي
كما أجرى الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والوفد المرافق له جولة تفقدية لزيارة سوق رينجيس الدولي والمقام على مساحة 600 فدان، والذي يشمل عدة أقسام مختلفة ومنها أماكن فرز وتوزيع الاسماك في المخازن المبردة، واللحوم، كما تم تفقد مخازن الفاكهة والخضار، وتفقد إدارة الأمن المسؤولة عن العملية الأمنية داخل السوق بالكامل وكيفية التعاون المشترك مع وحدات الشرطة الفرنسية، كما تم المرور على ممرات فرز وتوزيع اللحوم داخل السوق، وكذلك ممرات ومعدات تبريد مخازن اللحوم والأسماك والفراخ والخضراوات، ومخازن تجميع وحفظ الجبن والمبردة على مدار الساعة.