لليوم الثانى.. التحالف الدولى يقصف مواقع «داعش» فى سوريا
شنت قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، مساء أمس الأول وفجر أمس، غارات جوية جديدة لليوم الثانى على التوالى على مناطق متفرقة بالقرب من بلدة «عين العرب» الكردية فى شمال سوريا، التى تعد ثالث أكبر تجمع للأكراد فى سوريا. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، فى بيان: «إن أماكن متفرقة فى منطقة صرين، إضافة إلى خطوط إمداد تنظيم (داعش) التى تبعد عن بلدة عين العرب 35 كم، تعرضت لغارات جوية من طائرات حربية انطلقت من الأراضى التركية». وقالت مصادر بالمعارضة السورية «إن قوات التحالف الدولى شنت 5 غارات على الأقل، إضافة إلى أن طائرات استطلاع تجرى عمليات تحليق مكثفة فى سماء سوريا، ويرجح أن تكون تلك الطائرات أمريكية»، فيما بدأ سكان الأحياء التى يوجد فيها مقار تنظيم «داعش» فى إخلاء منازلهم خوفاً من إصابتهم بالغارات الدولية. وفى الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بعد اجتماع مع مسئولين من السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر، أن الضربات الدولية على «داعش» توجه رسالة بأن العالم موحد ضد «الجهاديين»، مؤكداً أن العالم لديه فرصة الآن لتوجيه رسالة واضحة أمام الجميع، بفضل الجهود غير المسبوقة للائتلاف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن هذا الائتلاف أثبت أن المجتمع الدولى مصمم على إضعاف وتدمير أى تنظيم ينتمى إلى هذا النوع من الأيديولوجية التى ينتمى إليها «داعش». ووجه «أوباما» الشكر للدول العربية التى انضمت إلى التحالف الدولى. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، إن أكثر من 50 دولة انضمت إلى ائتلاف مواجهة «داعش»، مؤكداً أن القتال يجب أن تقوده بلدان المنطقة.. والولايات المتحدة لن تسمح للتضاريس الجغرافية أو الحدود بمنعها من اتخاذ إجراءات ضد «داعش»، محذراً من أن ترك التنظيم بدون مواجهة سيجعل منه تهديداً للدول بما فى ذلك الولايات المتحدة. وأكد «كيرى» أن بلاده لن تسمح بوجود ملجأ آمن لتنظيم «داعش»، داعياً دول منطقة الشرق الأوسط إلى القيام بدور «قيادى» فى الجهود التى تقودها فى بلاده لمواجهة تهديدات التنظيم.
وأعلن الجيش الأمريكى أن الهجوم على مجموعة «خوراسان» الذى تم خلال الغارات الأولى على «داعش» فى سوريا، تم بناءً على معلومات بأنها كانت على وشك «تنفيذ هجمات كبيرة ضد الغرب»، مشيراً إلى أن قصف الأهداف تم باستخدام صواريخ «توماهوك»، للقضاء على التهديد الذى تمثله تلك الجماعات. وقال الجنرال وليام مايفيل، مدير العمليات لهيئة الأركان المشتركة: «إن التقارير الاستخباراتية أشارت إلى أن المجموعة كانت فى المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات كبيرة ضد أهداف غربية وربما أراضى الولايات المتحدة».
وفى بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أنه لم يعد أمام المملكة المتحدة خيار آخر غير مواجهة تنظيم «داعش». وقال «كاميرون»، فى تصريحات لشبكة «إن بى سى نيوز»: «إن مواجهة داعش معركة من المستحيل عدم المشاركة فيها. هؤلاء الناس يريدون قتلنا»، مضيفا أن «الجهاديين» خططوا للقيام باعتداءات فى أوروبا وغيرها، فيما أشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن «كاميرون» قد يدعو البرلمان البريطانى فور عودته من قمة الأمم المتحدة فى نيويورك كى يناقش مشاركة المملكة المتحدة فى الضربات.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، مساء أمس الأول، أن بلاده ستشن ضربات جوية جديدة على مواقع تنظيم «داعش» فى العراق خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أنه ينبغى عدم التراجع لمجرد صدور تصريحات تتوعد بالانتقام من فرنسا، لافتاً إلى أن فرنسا تعرف كيفية الدفاع عن نفسها ولا يمكنها أن تتراجع عن قراراتها، فيما قرر البرلمان البلجيكى بدء التصويت على السماح للحكومة المؤقتة بالمشاركة فى التدخل العسكرى ضمن التحالف الدولى لمواجهة «داعش». وعلى الجانب السعودى، اعتبر وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل أن العالم «أمام وضع خطير للغاية»، مشيراً إلى أنه «بعد أن كان الإرهاب خلايا أصبح جيوشاً، وأصبح يشكل طوقاً خطيراً يمتد ليشمل كلاً من ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن». وقال «الفيصل»، فى كلمة ألقاها فى المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب فى «نيويورك»: «إن الحرب على الإرهاب تتطلب عملاً جاداً ومستمراً قد يطول لسنوات»، مؤكداً أن بلاده لن تتوانى عن المشاركة فى أى جهد دولى جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولى وتكثيفه لمحاربة الإرهاب أينما وجد. وأشاد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى، بمشاركة طيارين سعوديين فى توجيه الضربات ضد «داعش»، مؤكداً أنهم قاموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم.
من جانبه، أكد وزير الخارجية اليابانى فوميو كيشيدا أن بلاده تدعم الولايات المتحدة والدول الأخرى فى معركتها ضد مسلحى تنظيم «داعش» الإرهابى. وقال «كيشيدا»، خلال زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن اليابان تتفهم أن القرار الأمريكى يهدف إلى منع تفاقم الوضع ولذا تدعم حرب المجتمع الدولى على «داعش»، فيما قال تونى بلير، مبعوث اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط، إن تنظيم «داعش» أصبح مشكلة دولية تتطلب حلاً عالمياً، معرباً عن اعتقاده بضرورة إرسال قوات برية لقتال «داعش» على الأرض.
وعلى الصعيد الداخلى السورى، دعا الجيش السورى الحر إلى «تحييد القوى الوطنية والإسلامية المعتدلة والمدنيين العزل عن دائرة الاستهداف»، مؤكداً -فى بيان أمس- دعم الجيش الحر تحركات مواجهة «داعش» بكل أصنافه وأشكاله أينما كان بما فى ذلك «عصابات الأسد ومرتزقة إيران وحزب الله»، فيما أعلنت حركة «حزم» السورية رفض الضربات الجوية الأمريكية والدولية ضد «داعش» فى سوريا. وقالت الحركة، فى بيان عن رئيسها حمزة الشمالى: «إن الضربات أوقعت ١١ مدنياً شهيداً فى ريف إدلب و٥ آخرين فى ريف حمص، إضافة إلى عدد من عناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة.. ما حصل يعد اعتداءً على السيادة الوطنية ونيلاً من الثورة السورية»، فيما قال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبنانى حسن نصر الله إن حزبه، بالرغم من عداوته لـ«التنظيمات الإرهابية»، فإنه يرفض التحالف الدولى بقيادة أمريكا ضد «داعش» وغيره.