رئيس عمومية المجلس العالمي للتسامح: تعزيز ثقافة السلام يبدأ من الكتاب
الدكتورة هاجر أبو جبل رئيس الجمعية العمومية، للمجلس العالمي للتسامح والسلام
قالت الدكتورة هاجر أبو جبل، رئيس الجمعية العمومية للمجلس العالمي للتسامح والسلام، إن للتثقيف والتوعية دور قوي لتعزيز ونشر قيم التسامح والسلام مطبقا على جميع الأعمار، موضحة أن المجلس له السبق فلأول مرة يقدم دراسات بمناهج أعدت بعناية فائقة لهذا الغرض.
وأضافت الدكتورة هاجر أبو جبل، في أول حوار صحفي عقب اختيارها رئيسا للجمعية العمومية للمجلس، أنه يتعين على الدول أن تعمل على التثقيف والتوعية على مستوى الشعوب والأفراد، ليكون هناك مردودا إيجابيا مع الوقت والتسلسل التفاعلي الشامل ليمس الدول كلها.. وإلى نص الحوار.
مسيرة طويلة من العمل الاجتماعي والإنساني قادتك لتصبحي رئيسا للمجلس العالمي للتسامح والسلام.. ما هو شعورك كمصرية عند علمك وتنصيبك بهذا المنصب الدولي؟
شعور في غاية السعادة والعرفان والشكر لله سبحانه الذي استجاب لحلمي ودعائي.. هذا على المستوي الشخصي، أما بالنسبة لشعوري كمصرية، وأول رئيسة للجمعية العمومية لمجلس التسامح والسلام، فبالطبع أنا في غاية الفخر أن يكون اسم مصر مرافقا لي في أي موقع أو مناسبة، وأتمنى أن أكون جديرة بهذا، وأن أكون خير وجه لبلدي من خلال عمل خلاق مبدع، يثنى عليه الجميع من أرجاء العالم، ويشيروا إلى تلك المصرية التي قامت بذلك كله، وبالطبع الله الموفق.
مؤخرا وفد المجلس برئاسة الدكتور أحمد الجروان كان في زيارة لجمهورية الجبل الأسود.. ما هي أهم الموضوعات التي نوقشت خلال انعقاد المجلس هناك؟
الموضوعات التى نوقشت هناك كانت التأكيد تتحدث عن أهمية نشر قيم التسامح والسلام و سبل ذلك، وحيث أن البرلمان الدولي للتسامح و السلام كان في انعقاد في دورته السادسة فقد كانت فرصة للتواصل مع البرلمانيين الحاضرين، وإخبارهم بمستجدات أعمال المجلس، وتقديم وعرض برامج الماجستير المعدة بعناية لدراسة قيم التسامح والسلام، حتى يتسنى لهم عرضها على جامعات بلادهم، وقد لاقى ذلك قبولا ممتازا، ومن الجدير بالذكر أن السيد باتشيكو، رئيس البرلمان الدولي، كان حاضرا، وهو الآخر قد شاركهم نفس التوجه.
متى بدأ اهتمام الطبيبة والأستاذة الجامعية هاجر أبو جبل بالعمل الاجتماعي والإنساني؟
كان لدراستي للطب وعملي بالجامعة ومستشفياتها الأثر البالغ على رؤيتي للحياة من منظور آخر، المرضى ومعاناتهم على مختلف أعمارهم كان مؤلما جدا، مصاحبا كذلك بالفقر وقلة الحيلة، كان بالنسبة لي الكارثة بعينها، وكنت أتامل هذا الوضع وأنا في غاية الأسى.
كنت بالطبع أقدم للمرضى المساعدة والمساندة بالقليل المستطاع، من جهة، والتوعية الاجتماعية والدعم للطلاب من جهة أخرى، وما كان يشغل بالي هو أن أستطيع في يوم ما بطريقة ما المشاركة في تغيير هذا الحال إلى الأفضل، وكان لدراستي ومعيشتي في فرنسا واختلاطي بموفدين من جنسيات من كل أرجاء العالم أتوا للدراسة في باريس، منعطف ثقافي مختلف، وفهما أكثر عمقا للحياة، وأن الانسان هو واحد في أي مكان، وإننا جميعا نشترك في نفس الأحلام والآلام.
وكنت في جلسات مع معارفي منهم نتحدث جميعًا عن كثير من المشترك بيننا و نتعجب للصراعات والخلافات التي تنشب بين الدول وبعضها في حين أننا جميعا معا في انسجام وسرور، وكانت تلك الحقبة أول تجربة حية للتعايش سويا على تباين الخلفيات، وإشارة جيدة لأهمية التسامح والسلام ونشره والتعريف بأهميته.
وقعتم مؤخرا اتفاق إنشاء مكتب تمثيلي للمجلس في ليبيا.. ما هي رسالة المجلس للدول التي تدور بها صراعات مسلحة؟
الاتفاق على إنشاء مكتب تمثيلي للمجلس في ليبيا خير رسالة للدول التي تدور بها صراعات مسلحة، والتوجه يعطي المثال، ويؤكد على الاتجاه لتفعيل منظور آخر ونشره من خلال قيم التسامح والسلام، و سيكون له المردود الإيجابي الطيب، والسبيل الوحيد للتعايش السلمي ولا سبيل غيره.
ولذلك الاتفاق لإنشاء المكتب في ليبيا سيكون دافعا عمليا لنقل رسالة ليبيا للمجتمع الدولي عن أهمية إحلال السلام والتسامح في الأوطان، ليعم العيش الكريم لكل المواطنين، والمكتب خطوة عملية في هذا السبيل.
كيف يمكن تعزيز أفكار السلام والتسامح بين الأفراد وبين الدول أيضا؟ هل البداية الصحيحة من التعليم والكتاب المدرسي؟
يجب أن يكون للتثقيف والتوعية دور قوي لتعزيز ونشر قيم التسامح والسلام مطبقا على جميع الأعمار، وللمجلس السبق فلأول مرة يقدم دراسات بمناهج أعدت بعناية فائقة لهذا الغرض، هذا على مستوى الأفراد، أما عن الدول وبعضها، أتخيل أنه بالتوجه والتعامل بالتثقيف والتوعية على مستوى الشعوب والأفراد يكون مردود إيجابي مع الوقت والتسلسل التفاعلي الشامل لأعلى؛ ليمس الدول كلها.. نعم البداية الصحيحة من التعليم والكتاب المدرسي المعدل.