بعد تدخل الجيش.. الأزمة السياسية في أرمينيا على مفترق طرق
رئيس وزراء أرمينيا
استمرت التوترات السياسية عالية في أرمينيا، اليوم الجمعة، بعد يوم من اتهام رئيس الوزراء نيكول باشينيان، كبار المسؤولين العسكريين، الذين طالبوه بالاستقالة، بالقيام بمحاولة انقلاب، بحسب وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس».
ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، القادة العسكريين الأرمن إلى ممارسة ضبط النفس. أما موسكو، التي تعتبر نفسها حامية لأرمينيا، فلديها قوات حفظ سلام متمركزة في ناغورنو كاراباخ، لكنها ظلت خارج النزاع بين الجيش ورئيس الوزراء.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الوزراء باشينيان عبر الهاتف، على رغم أنه لم يعلق علنًا على القضية.
ويمكن أن توفر الانتخابات المبكرة طريقا للخروج من المأزق، ومع ذلك، فإن فرص رئيس الوزراء باشينيان في الفوز ضئيلة، إذ انخفضت معدلات شعبيته من أكثر من 80٪ بعد الثورة السلمية في البلاد في عام 2018 ، إلى حوالي 30٪ فقط في الوقت الحالي.
وواجه نيكول باشينيان، دعوات من المعارضة للتنحي على خلفية اتفاق سلام 10 نوفمبر الماضي الذي وضع حدا لستة أسابيع من القتال الشرس ضد أذربيجان حول إقليم ناجورنو- قره باخ (ناجورني كاراباخ).
وشهد الاتفاق استعادة أذربيجان السيطرة على مساحات شاسعة من الإقليم والمناطق المحيطة به التي كانت قوات ارمينية تسيطر عليها لما يزيد على ربع قرن.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أقال باشينيان النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة التي تضم كبار رجال الجيش، وردا على ذلك دعت الهيئة الخميس الى استقالة باشينيان، إلا أنه أعلن بدروه إقالة رئيس هيئة الأركان.
وقال باشينيان، في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن أرمينيا استخدمت عددا قليلا جدا من صواريخ إسكندر قصيرة المدى، والروسية الصنع ضد أذربيجان لأن الأسلحة «فشلت» أو ثبت أنها غير فعالة، ونفى نائب رئيس أركان القوات المسلحة الأرمينية هذا الادعاء، كما شككت وزارة الدفاع الروسية أيضًا في مزاعم رئيس الوزراء ، قائلة إنه لم يتم نشر أي صواريخ إسكندر على الإطلاق في ارمينيا.
نزاع باشينيان مع كبار رجال الجيش شجع انصار المعارضة، حيث قام أكثر من 20 ألفا منهم بالاحتشاد في العاصمة يريفان، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء، بينما قاد باشينيان أنصاره في مسيرة منافسة.
ونصب بعض متظاهري المعارضة خياما خارج مقار الحكومة، وأغلقوا بالمتاريس الطريق الرئيسي للضغط على باشينيان للاستجابة لمطلبهم. ولم يتخذ كبار رجال الجيش أي تحركات إضافية الجمعة عقب مطالبتهم باستقالة باشينيان.