«الفن الإسلامى»: متحف دمره الإرهاب.. وآثاره تنتظر هجمات «اللصوص»
حالة من الاستياء تسود بين خبراء الآثار بسبب الوضع المتردى الذى وصل إليه متحف الفن الإسلامى، ودار الكتب والوثائق، بعد الأضرار التى لحقت بهما جراء تفجير مديرية أمن القاهرة منذ 6 أشهر، وتسبب فى أضرار جسيمة للجانب الشرقى من المتحف ودار الكتب، وما زال الوضع على ما هو عليه دون تغيير، حتى إن ركام الأنقاض ومخلفات التدمير لم ترفع من أمامه.
وأكدت أمنية عبدالبر، منسق حركة أنقذوا القاهرة التاريخية، أن المتحف كمبنى يعد أثراً يجب الحفاظ عليه، وطالبوا بالإسراع فى ترميمه بخلاف عشرات القطع الأثرية الموجودة على الحوائط، وتخزينها قبل أن تطالها يد اللصوص فى ظل غياب وعدم وجود قاعدة بيانات تفصيلية توضح مواصفات تلك القطع تفصيلياً.
وانتقدت سياسات وزارة الآثار فى التعامل مع الموقف، لأنها تتسبب فى إحجام رجال الأعمال والجهات المانحة عن مد يد العون للمتحف، ما تسبب فى خلو حساب 7000 7000 من أى أموال، حيث تفضل تلك الجهات أن تكون تبرعاتها عينية أو أن تضطلع بجزء معين تقوم به، وهو ما حدث من اليونيسكو، حيث أعلنت الهيئة الدولية عن قيامها بترميم الواجهة، وذلك لضمان وصول الدعم للمتحف ولا يحدث مثلما تم مع مشاريع أخرى تضخمت ميزانية أعمال الترميم بها بلا أى مبرر.
وأشارت «عبدالبر» إلى أن مجلس أمناء المتحف حذر قبل وقوع التفجير من كارثة قد تطاله لوجوده فى مواجهة مديرية الأمن، وطالب بإجراءات احترازية إلا أن الوزارة لم تستجب وكانت الكارثة، وإذا لم تتحرك الوزارة بشكل سريع سننتظر كارثة جديدة.
من جانبه، طالب الباحث الأثرى أحمد صالح بنقل متحف الفن الإسلامى ودار الكتب والوثائق من محلهما المواجه لمديرية الأمن حتى لا يكونا عرضة لتفجير جديد يستهدف مديرية الأمن ويؤدى إلى كارثة جديدة لواحد من أهم وأعرق المتاحف الإسلامية فى العالم.
من جانبه، كشف الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، عن تشكيل لجنة عاجلة تعقد أول اجتماعاتها بعد عيد الفطر مباشرة، لبحث آليات مخاطبة الدول والمنظمات الدولية، التى ترغب فى المساهمة المادية والفنية لإعادة تأهيل متحف الفن الإسلامى بباب الخلق، وإعداد تقرير بأهم المتطلبات العاجلة لإرجاعه لأصوله، قبل تعرضه لحادث إرهابى استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة المواجه للمتحف.