كيف تتصدى «الإفتاء» لأصحاب الفكر المتطرف في المراكز الإسلامية بالغرب؟
د. شوقي علام مفتي الديار المصرية
كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عن تحركات دار الإفتاء المصرية للتصدي لجماعات الفكر المتطرف داخل المراكز الإسلامية الموجودة بالغرب، إذ تسببت تلك الجماعات في ظهور ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشار فكر التطرف لدى بعض الشباب الإسلامي في أوروبا.
وأكد علام، خلال ندوة عقدتها جريدة «الوطن»، أنّ دار الإفتاء المصرية تدرس منذ 2016، سبب وجود أزمة في فهم الإسلام من قبل البعض بالغرب، واستعانت بتقرير أمريكي يقول إنّ نسبة كبيرة من شباب أوروبا كان ضمن مقاتلي داعش، فنحو 50% من مقاتلي داعش ينتمون للجيل الثاني والثالث من شباب أوروبا، متابعا: «تساءلنا لماذا يذهب هؤلاء الشباب إلى الموت، فهذه هي صناعة الموت، وتساءلنا عن الثقافة التي أدت إلى ذلك، وبالفعل كان هناك خلل كبير لدى بعض قيادات المراكز الإسلامية بالخارج».
قيادات المراكز الإسلامية
وأضاف مفتي الجمهورية: «عقدنا مؤتمرا في مصر، تحت عنوان (التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة بالخارج)، ودعونا العديد من القيادات الدعوية حول العالم وخرجنا بتوصيات، على رأسها تأهيل قيادات المراكز الإسلامية بالخارج، وبعد هذا المؤتمر استقدمنا مجموعتين من قيادات المراكز الإسلامية من بريطانيا، وأجرينا حلقات نقاشية وتدريبية معهم، ووجدنا في تقييمنا لتلك الدورات أنّ هذا الإمام أو الداعية قبل أن يأتي كان بأسلوب معين، وبعد انتهاء النقاش معنا تغيرت رؤيته في كثير من الأمور».
ريادة مصر الدينية
وشدد مفتي الجمهورية على ضرورة تحديد لغة الخطاب الموجة للغرب للتصدي لفكر التطرف، وتحديد الموضوعات التي نخاطب فيها، قائلا: «نحتاج بكثرة جدا لإعادة تأهيل وإعداد خريطة لتعاملنا مع المراكز الإسلامية بالخارج، وأرى مصر بدورها الريادي على مستوى التاريخ، أراها قادرة بعلمائها ومؤسساتها الدينية على أن تخوض مثل هذا الأمر وتحقق وجود مصري لدى هؤلاء في الغرب، والحقيقة في تعاملنا وفي سفرياتنا بالخارج، وجدنا هناك تعطشا لدى هؤلاء إلى الدور المصري في الأزهر الشريف والإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، ووجدنا هناك إقبال، فهم يريدون عودة مصر ودورها الريادي الدعوي، فالتاريخ يؤكد أنّ مصر تصدر خطابا وسطيا أزهريا هادئا وهادفا، وتصدر خطابا يجعل الشباب ينسجم مع المجتمع ولا ينفصل ولا ينعزل عنه».