خبراء: الأسمدة الكيميائية تسبب كوارث بيئية وبني سويف الأكثر تلوثا
حسانين: المبيدات أسوأ اختراع للإنسان على وجه الأرض
جامعة سوهاج
قال الدكتور أحمد حسانين، أستاذ الميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة سوهاج، إن المبيدات هي أسوأ ما اخترع الإنسان على وجه الأرض، نظرا لما تسببه من أمراض مباشرة وغير مباشرة.
وأضاف خلال ندوة إلكترونية بجامعة سوهاج، أن مخاطر المركبات الكيميائية لا تقتصر على تلك التي نستخدمها في حياتنا اليومية، بل وتتخطاها إلى تلك التي اعتبرناها لسنوات صديقة الفلاح ويتم استخدامها بشكل دوري كأسمدة لزيادة إنتاجية المحاصيل المختلفة، وهي مركبات أثبتت الأبحاث أنها شديدة الخطورة.
وأكد "حسانين" أنه مع طلب الإنسان المتزايد على الغذاء لابد أن يتسبب ذلك في مشكلات بيئية، فعلى سبيل المثال مادة النترات التي تسببت في كارثة بيروت هي مركب رئيسي يستخدم لزيادة الإنتاجية وهي مادة تتحول لثلاثة أشكال كل شكل يتسبب في أمراض مختلفة منها أمراض التنفس والقلب والسرطان وتشوه الأجنة وحتى أمراض الذكورة والعقم، موضحا أن نفاذها للمياه يتسبب في مشكلات بيئية للأسماك ويؤدي إلى نفوقها أو تحولها إلى ناقل للملوثات.
وأشار إلى أن الحل في العودة للطبيعة والاستعانة بتكنولوجيا النانو أو بالهندسة الوراثية أو الأسمدة العضوية.
وأضاف الدكتور أسامة رشاد، وكيل كلية الطب جامعة سوهاج لشئون المجتمع وخدمة البيئة والمستشار الصحي للمحافظة، أن كثيرا من الأمراض تنتقل إلى الإنسان بسبب التلوث، سواء كان تلوث تربة أو ماء أو هواء، مضيفا أن من أكثر الأمراض شيوعا الكوليرا والتيفويد والملاريا وغيرها.
وواصل "إحصائيا هناك مليون ونصف مليون وفاة سنويا بسبب تلك الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وأغلبهم من الأطفال هذا بخلاف ما يتسبب من أمراض تقزم وتأخر نمو وتأخر التعليم".
وأشار "رشاد"، إلى أن 25% من وفيات البالغين كانت بسبب تلوث الهواء، منها 30% لمرضى سرطان الرئة، و45% من مرضى الانسداد الرؤي، و90% لأمراض الصدر بسبب التلوث المزمن نتيجة عوادم المصانع والسيارات وغيرها.
وتابع أن الدراسات أثبتت أن المناطق الأكثر تلوثا هي الأعلى في نسب الوفيات وجاءت محافظة بني سويف في عداد المحافظات الأكثر تلوثا في مصر.
وأكد أن هناك مشكلة جديدة بدأت في الظهور مع أزمة كورونا، حيث ظهرت ممارسات البعض في التخلص من المخلفات الطبية اليومية بإلقائها في الطرقات دون أي اكتراث من الخطر الذي تسببه
وعن طريقة التخلص من النفايات للتقليل من التلوث والوصول للمرحلة الصفرية من المخلفات بإعادة تدويرها والاستفادة منها، قال الدكتور معتمد السيد، أستاذ سلوكيات الحيوان بكلية الطب البيطري جامعة سوهاج، إن إعادة التدوير ملف في غاية الأهمية، واقتصاد ضخم ونحن في جامعة سوهاج نطمح في أن نكون نموذجا للوصول لإعادة تدوير المخلفات بشكل كامل، وبدأنا بنموذج كامل لإعادة تدوير المخلفات الخطرة الناتجة من المعامل والتي نتخلص منها بطريقة آمنة، وقمنا بوقف حرق تلك المخلفات لأن الجامعة في وسط مجمع سكني، واستعنا بماكينة حديثة جدا تقوم بالتعقيم والفرم وترميد وإتلاف النفايات الخطرة ومن ثم التعامل معها بطريقة آمنة ووصلنا لـ 60% من أهداف التخلص الآمن وإعادة التدوير وبدأنا التعامل الإلكتروني في كل قطاعات الجامعة بحيث نقلل استخدام الورق إلى أقل نسبة.
واختتم الدكتور أبو الحمد مهنى، أستاذ الأغذية المساعد بكلية الطب جامعة سوهاج، مؤكدا أننا نفتقر للثقافة الغذائية السليمة بالرغم من أن أغلب الأمراض تأتي كنتيجة مباشرة مما يدخل إلى المعدة التي تعتبر بيت الداء ورب ضارة نافعة حيث ارتفع الوعي واعتمد الغالبية على نظام غذائي صحي نتيجة أزمة كورونا الأخيرة.
وطالب "مهنى"، في ختام كلمته بالندوة، بوقف استخدام البلاستك وتشريع قوانين لذلك.
نسق الندوة الدكتور عبدالباسط محمد، وكيل كلية العلوم جامعة سوهاج، ودكتور حمدي محمود مدير وحدة الاستدامة بالجامعة، ودكتور أحمد محمد عميد كلية علوم.