أمسية دينية "أونلاين" في الذكرى الـ98 على مولد أبو العنين شعيشع
ومطالبات بإطلاق اسمه على أحد شوارع المحافظة
شباب بكفر الشيخ يقدمون امسية دينية
أرادو الاحتفال بطريقتهم الخاصة بالذكرى الـ 98 على مولد القارئ الكبير الراحل الشيخ ألو العنين شعيشع، فنظموا أمسية دينية، "أونلاين"، بمسقط رأسه بمدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وتفاعل معتها الآلاف من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وذلك عبر البث المباشر للأمسية.
وتضمنت الأمسية الدينية، التي جاءت بعنوان "كرم رموزك"، مُقدمة لمصطفى عنز، وتلاوة للقارئ الشيخ أسامة البيلي فراج، ثم كلمة عن حياة الراحل، كما تخلل الأمسية أيضاً حوار مفتوح مع مصطفى أحمد شعيشع، نجل شقيق الشيخ أبو العينين شعيشع، وحفيده هشام صبح، روا خلاله تفاصيل نادرة ولأول مرة عن حياة آخر جيل العمالقة القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع.
وشاهد الأمسية الدينية خلال البث المباشر أكثر من 6 آلاف مُتابع من المُشتركين في أحد الجروبات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث تُعد الأمسية هي الأولى من نوعها التي يتم تنظيمها "أونلاين" في ظل إجراءات الوقاية والتدابير الاحترازية في مواجهة فيروس "كورونا" المُستجد "كوفيد - 19".
وناشد أقارب الشيخ أبو العينين شعيشع، خلال الأمسية، اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بتكريم القارئ الراحل، وإطلاق اسمه على شارع ومدرسة في مسقط رأسه بمدينة بيلا، تكريماً لهذا العلم القرآني الكبير، وتقديراً لرحلته القرآنية الحافلة بالعطاء، باعتباره آخر جيل العمالقة.
والشيخ أبو العينين شعيشع، يُعد واحداً من أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، حيث وُلد في مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، في 22 أغسطس من عام 1922م، وهو الابن الثاني عشر لأبيه، والتحق بكُتاب المدينة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "يوسف شتا"، رحمه الله، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936م، وهو في الرابعة عشر من عمره، وذلك بعد مُشاركته بالتلاوة في حفل أُقيم بمدينة المنصورة في ذلك العام، والتي تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلو متراً.
دخل "شعيشع"، الإذاعة المصرية عام 1939م، متأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات "رفعت"، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصري يقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى المبارك.
عام 1969م عُين «شعيشع» قارئاً لمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب عام 1992م، وناضل كثيراً في بداية السبعينات من القرن الماضي لإنشاء نقابة القراء مع كبار قراء القرآن الكريم في مصر حينذاك، وقد انتُخب نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988م، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته.
كما عُين «شعيشع» عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة، وحصل على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا، وفلسطين، وأوسمة من تركيا، والصومال، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة، وبعض الدول الإسلامية.
تُوفي «شعيشع»، في 23 يونيو من عام 2011م، عن عُمر يُناهز الـ89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة في تلاوة القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن في المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، وصُلى عليه صلاة الغائب في مسقط رأسه بمسجد «أبو غنام»، أحد أكبر مساجد مدينة بيلا.
على الرغم من تلك الرحلة الإيمانية، العطرة بتلاوة القرآن الكريم، لم يتم تكريم الشيخ أبو العينين شعيشع حتى الآن، ولو بتسمية مدرسة على اسمه بمسقط رأسه، في مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.