"ذبح وخنق ورمي على القضبان" آباء يقتلون أبناءهم.. ونفسي: شافوهم شياطين
حماد: الأب نشأ في بيئة غير سليمة.. ومريض بالذهان العقلي
آباء يقتلون أبنائهم
في وقائع تجردت فيها الآباء والأمهات من مشاعر الرحمة، أنهى آباء وأمهات حياة أبنائهم دون شفقة، ليصبحوا آباء وأمهات ولكن برتبة "قتلة"، لم تمنعهم الشفقة ولا الإنسانية ولا حتى وصايا الأديان السماوية على أبنائهم من قتلهم بدم بارد، بوسائل مختلفة آخرها جاء اليوم رميا على قضبات القطار.
في واقعة غريبة من نوعها، ألقى سائق بأطفاله الثلاثة أمام عجلات قطار في مدينة ملوي بجنوب محافظة المنيا، ونتج عن ذلك مصرعهم في الحال، وتم نقلهم إلى مشرحة المستشفى العام تحت تصرف النيابة التي تباشر التحقيقات.
بتشكيل فريق بحث جنائي تبين أن والدهم يدعى "محمد علي" 50 عاما، سائق، مقيم بمعصرة ملوي تخلص من أطفاله الثلاثة بإلقائهم أسفل عجلات القطار وفر هاربا.
حادث القتل لم يكن أولى مشاهد الوحشية من الآباء تجاه أبنائهم هذا العام، بل سبقه، اعتداء عامل في شبرا الخيمة على ابنته بالضرب حتى الموت، بمنطقة شبرا الخيمة، قبل يوم واحد من عيد الحب "الفلانتين داى" بعد أن ثار غضبه، عقب علمه بوجود علاقة عاطفية تجمعها بشاب، في فبراير الماضي.
كما أنهت أم حياة طفلها في منطقة إمبابة في الجيزة، يناير الماضي، حيث ذكرت تحقيقات قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، أن الأم خنقت طفلها البالغ من العمر 13 سنة حتى الموت بسبب فشله دراسيًا.
وفي أغسطس الماضي، ذبح موظفٌ ابنته طالبة الثانوي، وسائق توك توك، ضبطه معها في وضع مخل داخل غرفة نومها، لدى عودته فجرًا من المقهى، بمركز دمنهور في البحيرة.
حماد: الأب نشأ في بيئة غير سليمة.. ومريض بالذهان العقلي
الدكتورة هالة حماد، اسشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، علقت على هذه الجريمة، بوضع أكثر من تحليل للحالة النفسية للأب المتهم، برمي أبنائه تحت عجلات القطار، قائلة إنه من الممكن أن يكون يعاني من اضطرابات سلوكية جعلته يفكر في الانتقام من أطفاله بسببها.
وأضافت "حماد" في حديثها لـ"الوطن"، أن قتل الأمهات لأطفالهم من الحالات غير الشائعة، عكس الآباء الذين يمتلكون القدرة على فعل هذه الجريمة بحق الصغار، وغالبًا ما يكون الدافع انتقاميا، لذلك أكدت على ضرورة تحليل البيئة التي تربتى فيها الأب وعلاقته بأسرته منذ الصغر.
وأشارت الخبيرة النفسية، إلى أنه من التحليلات الواردة بأن الأب قد يكون متعاطيا للمخدرات، وهو ما أصابه بالهلاوس التي جعلته يعتقد بأن أطفاله "شياطين" ولا بد من التخلص منهم برميهم تحت عجلات القطار، وهو ما ستحدده التحريات الأولية التي أفادت بأنه قد يكون مختلا عقليًا.
وتابعت "حماد" أنه من الممكن أن يكون مصابا بمرض الذهان، وهو أشبه بمرض انفصام الشخصية الذي جعلها تعتقد بأن أطفاله "شياطين" لا بد من التخلص منه، مؤكدة أن الاكتئاب ليس تحليلا سليما للحالة، لأن المكتئب يفكر في التخلص من حياته وليس حياة الآخرين.