جنود مجهولة في العزل.. كيفية التعامل مع أعطال الأجهزة الطبية
فنيو قسم الصيانة بمستشفى أبو خليفة
عشرات من أجهزة التنفس الصناعي المرتبطة بالأسرة داخل أدوار مستشفيات العزل المخصصة لمصابي فيروس كورونا، وأجهزة مختلفة لقياس الضغط ونبضات القلب، يتعرض بعضها في بعض الأوقات إلى عطل مفاجئ في ساعة متأخرة من الليل أو فجرا، يسرع نحوها مسؤول الصيانة، تاركًا نومه لإصلاح المشكلة فورًا لإنقاذ حياة المرضى دون تأخير أو تهاون، كجندي مجهول لا يقل دوره أهمية عن أحد أفراد الطواقم الطبية، كلُ ينتج في إطار تخصصه.
في زمن الوباء المنتشر حاليا، يلعب مسؤولو الصيانة في مستشفيات العزل دورًا مهما في الأزمة الحالية، تتمثل المهمة في التواجد على مدار 24 ساعة لمواجهة أي عطل فني في أحد الأجهزة الطبية بأي غرفة في المستشفى، وبحسب رواية رضا عرفات رئيس قسم الصيانة بمستشفى قها للعزل في القليوبية، لـ"الوطن" حتى وإن كان في وقت نومه يستيقظ مسرعا، يرتدي ملابسه الواقية كاملة البدلة والكمامة وواقي الوجه والقفازات قبل الدخول على المريض في الغرفة التي تعطل بها أحد الأجهزة للوقاية من العدوى.
رضا: العمل على مدار 24 ساعة وفي أي وقت
يتولى التمريض الإبلاغ عن أعطال الأجهزة الطبية من خلال الرقم الداخلي المخصص للتواصل مع قسم الصيانة، فيبدأ عرفات بالتوجه إلى رقم الغرفة مكان العطل، ويفحص الجهاز، "بشوفه فيه مشكلة البرمجة أو الوصلات الكهربية وببدأ أحل المشكلة في أسرع وقت عشان ننقذ المريض خصوصا لو جهاز تنفس صناعي".
عرفات الذي يقيم بالمستشفى منذ تحويله في مارس الماضي إلى مستشفى للعزل، لم يرَ أطفاله الأربعة منذ شهر ونصف، اعتاد التعامل مع الحالات الطارئة في أي وقت من منتصف الليل، يتذكر إحداهم حين قام أحد المرضى بخلع جهاز التنفس وفصله عن التيار الكهربي بشدة، "يومها ملحقتش ألبس كل ملابس الوقاية عشان متأخرش على المريض، لبست الكمامة والجوانتي ودخلت ليه بسرعة وحليت المشكلة والتنفس الصناعي رجع مظبوط من تاني خلال دقايق"، حسب وصفه.
من عزل قها إلى مستشفى طوارئ أبو خليفة بالإسماعيلية، يعمل محمد عبد الله، مسؤول قسم الصيانة بمستشفى أبو خليفة للعزل على مدار 24 ساعة منذ الأسبوع الثاني من مارس الماضي، يتولى هو وفريقه صيانة وتصليح كافة الأجهزة بالمستشفى إلى جانب متابعة أعطال الكهرباء والسباكة في غرف وأقسام المستشفى، لضمان تقديم خدمة جيدة للمرضى والطاقم الطبي، بحسب تعبيره.
محمد عبدالله: أجهزة التنفس والأشعة الأكثر حاجة للصيانة المستمرة
اعتاد عبدالله التعامل مع الحالات الطارئة في أي وقت من اليوم حتى منتصف الليل، وبحسب روايته لـ"الوطن" أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الأشعة المقطعية والعادية هم الأكثر حاجة للصيانة المستمرة خلال الشهور القليلة الماضية مع ارتفاع الإصابات وزيادة الضغط على استخدام أجهزة التنفس وعمل أشعة مقطعية لضمان جودتها للمرضى.
"من شهر مارس لحد دلوقتي مشوفتش أسرتي غير أيام قليلة نزلت فيهم أجازة"، استكمل مسؤول قسم الصيانة بمستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية حديثه عن دوره في العزل خلال فترة الوباء لافتا إلى صعوبة التجربة في بدايتها ولكن سرعان ما أحب عمله لمشاركته في مواجهة الأزمة الحالية.
ضغط العمل في الشهور الماضية اختلف عن طبيعة العمل حاليا بعد انحصار أعداد الإصابات، وانعكس ذلك على قلة أعطال الأجهزة، "الوضع أهدى عن الأول ومستمرين لحد خروج آخر مريض".