منذ 60 عاماً يعمل فى مهنة الحلاقة، أتت عليه موضات كثيرة لكنه لم يتأثر بها، بقى على العهد القديم مؤمناً ومخلصاً لمبادئ مهنته، زبائنه من كبار السن الذين لا يسعون وراء موضة ولا يرضيهم ما يفعله الحلاقون الجدد فى صالونات الحلاقة، متمسكاً بموقعه الذى يقف فيه، فى الممر السياحى القديم بمدينة أسوان.
يستقبل كمال على، 74 عاماً، زبائنه بابتسامة، يذهب إلى السوق السياحى القديم فى الصباح الباكر، ينتظر بعض الأشخاص الذين تعودوا على الحلاقة بعد صلاة الفجر، وهم زبائنه الذين رافقوه منذ أن كان شاباً ويعمل بالمهنة نفسها: «بشتغل فى المهنة دى من وأنا عندى 14 سنة، بكسب منها رزق يوم بيوم، وفخور بشغلى اللى ربيت منه 5 أبناء، كلهم خلصوا تعليمهم العالى، بينهم 3 مدرسين وطبيبة معمل وحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية».
على الرغم من تطور أدوات هذه المهنة، واستخدام السيشوار وماكينة الحلاقة الكهربائية، فإنه ما زال ممسكاً بمقصه الذى لا يفارق يده: «مش مؤمن بالزينة ولا بالأدوات الجديدة، المقص بيأدى الغرض، وبعدين أنا زباينى معظمهم من كبار السن لا بيعرفوا سيشوار ولا عايزين ماسكات»، لافتاً إلى أنه يتعامل بالنظام القديم فى الحلاقة وفى محاسبة الزبون: «عمرى ما حددت مبلغ معين للحلاقة، هما عارفينى كويس وبيقدروا تعبى، ولو مقدروش مش بطلب زيادة، والله ساعات بحلق ببلاش».
لا يتمنى «العم كمال» كما يلقبه زبائنه، سوى الستر وأن يزيح الله غمة وباء كورونا الذى قلب حياتهم رأساً على عقب: «ربنا يزيح الغمة ونرجع نشتغل زى زمان».
لافتاً إلى أن عمله تأثر بتفشى فيروس كورونا، مثله مثل المهن الأخرى التى تأثر أصحابها منذ عدة أشهر، آملاً أن ينتهى الأمر على خير ويعود الجميع إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعى.
تعليقات الفيسبوك