الرئيس اللبناني: نمر بأسوأ أزمة اقتصادية
الرئيس اللبناني ميشال عون
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن بلاده تمر بأسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخها، محذرا من الخطورة الشديدة لحالة التفلت التي وقعت مؤخرا وانطوت على إثارة النعرات الطائفية بشكل يلامس أجواء الحرب الأهلية "1975 - 1990" في حين شدد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب على أن لبنان ليس بخير وأن التدهور الاقتصادي بلغ مرحلة الجوع لدى المواطنين اللبنانيين.
وجاء ذلك خلال الكلمتين الافتتاحيتين للرئيس اللبناني ورئيس الوزراء، خلال اجتماع "اللقاء الوطني" الذي دعا لانعقاده عون اليوم بحضور عدد من رؤساء وزعماء القوى السياسية اللبنانية، للتباحث في الأوضاع الاقتصادية وتداعيات الأحداث الأخيرة التي رافقت الاحتجاجات وما شهدته من اضطرابات ومساس بالسلم الأهلي واستقرار البلاد.
عون: السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه
وقال عون: "السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع، وما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا لتحسس الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية".
واعتبر عون، أن هناك من يستغل غضب الناس ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل، على حد تعبيره.
وأضاف الرئيس اللبناني: "لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق، وأُطلقت بشكل مشبوه تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية وتجييش العواطف وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة والخاصة وتحقير الأديان والشتم، وإزاء هذا التفلت غير المسبوق والعودة إلى لغة الحرب البائدة التي دفع لبنان ثمنها غاليا في الماضي، كان لا بد لي انطلاقا من مسؤولياتي الدستورية، أن أدعو إلى هذا اللقاء الوطني الجامع، لوضع حد نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير".
وأشار عون إلى أن لبنان يمر بأسوأ أزمة مالية واقتصادية، وأن اللبنانيين يعيشون معاناة يومية خوفا على جنى أعمارهم، وقلقا على المستقبل، ويأسا من فقدان وظائفهم، مضيفا: "ليس أي إنقاذ ممكنا إن ظل البعض مستسهلا العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب، عبر تجويع الناس وترويعهم وخنقهم اقتصاديا".
وأكد الرئيس اللبناني، أن الانهيار إذا وقع فلن يستثني أحدا، كما أن الجوع والبطالة ليس لهما لون طائفي أو سياسي، مشددا على أن الاجتماع يستهدف تعزيز الوحدة الوطنية ومنع الانفلات.
"دياب": علاج الأوضاع الراهنة هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع
من جانبه، قال دياب إن اللبنانيين يتطلعون بقلق إلى المستقبل في ظل الارتباك الذي يسود البلاد، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، معتبرا أن علاج الأوضاع الراهنة هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع وليس مسؤولية الحكومة وحدها.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني، إلى أن حكومته "جاءت على أنقاض الأزمة" وتمكنت من تخفيف حدة الأزمات باتخاذها قرار عدم سداد الديون السيادية "سندات اليوروبوندز" والتي كانت تبلغ 4.6 مليار دولار لهذا العام، على نحو خفف الضغط على الاحتياطي النقدي من الدولار.
وأضاف دياب: "العلاج ليس فقط مسؤولية الحكومات السابقة التي كانت تخفي الأزمة ثم جاءت هذه الحكومة لتكشف بجرأة وشفافية أرقام الخسائر المالية المتراكمة في سياق خطة مالية إنقاذية هي الأولى في تاريخ لبنان. الكل معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ وليس لدينا الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية".
واعتبر المسؤول اللبناني، أن بلاده تمر بمرحلة مصيرية تتطلب إعلاء "منطق الدولة" لتخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية، مشيرا إلى أن اللبنانيين لا يتوقعون من الاجتماع نتائج مثمرة.
وأوضح دياب قائلا: "بنظر اللبنانيين فإن اللقاء سيكون كسابقاته وبعده سيكون كما قبله وربما أسوأ. لا يهتم اللبنانيون سوى بأمر واحد كم بلغ سعر الدولار الأمريكي. لن يدقق اللبنانيون في عبارات الخطابات، لم يعد يهمهم ما نقول، يهمهم فقط ماذا سنفعل، وليس لكلامنا أي قيمة إذا لم نترجمه لأفعال تخفف عن اللبنانيين أعباء وأثقال يومياتهم".
وشدد دياب على أن اللبنانيين يتطلعون إلى حماية من الغلاء الفاحش وتوفير الكهرباء وأن يتحرك القضاء ضد الفساد والفاسدين، وأن يقوم مصرف لبنان المركزي بضبط سعر صرف الدولار أمام الليرة وحفظ قيمة رواتبهم ومدخراتهم من التآكل".