الست "دولت".. لا ترى ولا تسمع لكنها قادرة على الدعاء لمصر والسيسي
بتجاعيد وجهها التي رسمها الزمن، تنظر إليها دون ملل حتى تقاسمك فيها تاريخ طويل من الحكايات، تجلس على الأرض طوال يومها، لم تعد تملك شيئًا في حياتها سوى الدعاء إلى أبنائها الثلاثة ووطنها الذي عاشت فيه أكثر من 85 عامًا.
دولت جابر محمد، مواطنة مصرية، لم تعد عيناها قادرتين على رؤية أحد، طوال يومها تجلس على الأرض في منزلها في حارة "السياف" بوسط البلد، يطل عليها ابنها "صابر" من حين لآخر وفي كل مرة يقترب من أذنيها متسائلاً بصوت عال: "عايزة حاجة يا أمي؟"، فتجيبه: "هي العشا أدّنت عشان أصلي، وحبيبي عامل إيه دلوقتي؟".
سؤالها عن الصلوات الخمس يستقبله "صابر" في اليوم بمعدل 20 مرة "ببقى جنبها طول الوقت عشان الورشة بتاعتي هي بيتنا اللي بنام فيه، وأمي على طول بتبقى قدامي عشان لو عازت حاجة، ما إحنا عايشين ببركتها"، مضيفًا: "طول ما هي قاعدة مبتعملش أي حاجة غير إنها تصلي وتدعي لينا ولمصر، والجديد في حياتها بعد ثورة 30 يونيو إن حبيبها اللي بتسأل عنه هو السيسي".
بجسدها الهزيل وجلباب رمادي اعتادت أن ترتديه، تنادي ابنها "صابر" بصوت منخفض: "انت مابتردش عليا ليه يا ابني، باقولك السيسي عامل إيه؟"، سؤال اعتادت السيدة الثمانية أن تسأله لـ"صابر" كلما شعرت أنه مر من أمامها، "ما هي مبقتش تشوف وأول ما بتحس إني جنبها تفضل تسألني عن السيسي ولما أقولها إنه كويس، يعدي دقيقتين وتسألني وتنسى إني جاوبتها زي مواعيد الصلاة"، مضيفًا: "أمي على الرغم من تعبها وإنها مبتتحركش من مكانها إلا أنها حريصة تعرف إيه اللي بيحصل في البلد، ولما مبارك تنحى وقولت لها زعلت عليه أوي وفضلت حزينة لحد ما عرفت إن السيسي أنقذنا من خراب مرسي، وعلى قد ما هي عمرها ما شافت السيسي ولا تقدر تشوفوا عشان عنيها بس بتدعيله دايمًا وبتتمنى يبقى الريس عشان بتحب مصر".