وزير الأوقاف في الخطبة: الاستعلاء باسم الدين أخطر أنواع الاستعلاء
جمعة يحذر من الشائعات والمواقع المشبوهة
وزير الأوقاف
حذر دكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، من خطورة الشائعات والمواقع المشبوهة، مؤكدا أن ديننا الحنيف قد دعانا إلى ضرورة التثبت في النقل قولا أو كتابة أو مشاركة إلكترونية، مبينا في خطبة الجمعة اليوم، من بورسعيد، أن العاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون أن يفكر، وأن أخطر أنواع الاستعلاء هو الاستعلاء باسم الدين.
وأكد "جمعة"، أن ديننا هو دين القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية السامية، وأن من خرج على مقتضى القيم الإنسانية الراقية خرج على مقتضى القيم الدينية، وانحرف عن الفهم الصحيح للدين، كما حذر من محاولات النيل من الآخرين غيبة أو نميمة أو سخرية أو همزا أو لمزا.
وذكر الوزير في خطبته، أن رجلا أتى إلى سيدنا عمر بن عبدالعزيز، وذكر له عن رجل شيئا، قال له: "إن شئت نظرنا في أمرك؛ فإن كنت كاذبا، فأنت من أهل هذه الآية: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}، وإن كنت صادقا، فأنت من أهل هذه الآية: {هماز مشاء بنميم}، وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه".
وأضاف، لو حرص كل منا على التثبت والتبين قبل إصدار الأحكام، أو قبل بث ونشر كل ما يصل إليه، لفقدت الإشاعة أثرها، ولأحجم مروجو الإشاعات عن نشرها بين الناس، ومن القيم الإنسانية، البعد عن الغيبة، يقول تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: (أتدرون ما الغيبة؟)، قالوا: (الله ورسوله أعلم)، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)، وما أقدم الإنسان على الغيبة إلا لانشغاله بعيوب الناس عن عيوب نفسه، فيقول (صلى الله عليه وسلم): (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه). بل إن الإنسان مطالب بأن يرد عن عرض أخيه حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة).
وواصل وزير الأوقاف خلال خطبته اليوم من بورسعيد، يقول تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم}، أي؛ لا يعب بعضكم على بعض، ويكون اللمز بالقول، والهمز بالفعل، ونهى القرآن الكريم عنهما، يقول تعالى: {ويل لكل همزة لمزة}، وهم الذين يطعنون في الناس، ويعيبون فيهم، ويدعونهم بما يكرهون من الأسماء والصفات، وهذا تحذير من همز ولمز الناس ووعد بهلاك شديد لمن يقع في هذا، وعن أبي مسعود (رضي الله عنه)، قال: (لما أمرنا بالصدقة، كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}.