خبراء ينفون احتمالية نشوب حرب بين إيران وأمريكا
.. ويرجحون احتمالية نشوب حرب عبر الوكلاء
الفريق قاسم سيلماني
خطوة مفاجئة قامت بها الإدارة الأمريكية باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في خطوة جرئية لم يكن يتوقعها أحد.
إعلان المسؤولية الأمريكية عن اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني والعقل المدبر للحرب السورية، والحاكم الفعلي للشيعة في العراق ولبنان وسوريا وغيرها، بات مفاجئة توقع البعض أن تشعل فتيل حرب عالمية جديدة بين إيران وأمريكا ممثلة في قواعدها في دول الخليج وقطعها البحرية في الخليج العربي، لدرجة أن وسم "الحرب العالمية الثالثة" أصبح الأكثر انتشارًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
خبير مكافحة إرهاب دولي: لن تقع حرب واغتيال سليماني عملية لغسيل الوعي
العقيد أركان حرب حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، استبعد وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن الأحداث الأخيرة تقع ضمن ما يسمى بعمليات "غسيل الوعي"، لافتًا إلى أن التراشق بين الأمريكان والإيرانيين قائم منذ 30 عاما، ولم يشهد خروج طلقة واحدة من أي جهة تجاه الأخرى.
واعتبر صابر أن تزامن الضربة الأمريكية لسليماني مع الأزمة التركية الليبية مقصود، مذكرًا بتصريح أردوغان بنقل مقاتلي داعش لسيناء وليبيا، لافتًا إلى أن اغتيال سليماني سيفتح الباب أمام التوغل الإيراني في العراق وتحدث مناوشات مع القوات الأمريكية، ما يمهد الطريق أمام مقاتلي "داعش" للهروب إلى سيناء وليبيا، وفقا لرغبة أردوغان.
وأوضح "صابر" لـ"الوطن"، أن ترامب قتل أبوبكر البغدادي يوم 26 ديسمبر وفعل نفس الأمر مع قاسم سليماني بهدف رفعه شعبيته داخل الشارع الأمريكي، تزامنا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، لافتا إلى أن موضوع مقتل سليماني هو إنذار شديد اللهجة لإيران، حتى يمكن لها السيطرة على العراق بشكل أكبر.
وأكد "صابر"، أن إيران تحترف تصدير الأزمة والإيرانيين لديهم أزمة داخلية وتظاهروا ضد حكم المرشد، مستنكرا الإعلان بعدها عن تعرض معسكرات إيرانية في سوريا للهجوم بالرغم من وجودها في سوريا منذ سنوات، ثم واقعة مقتل قاسم سليماني الذي يعتبر بطلا شعبيا هناك، رغم سفره وتنقله بين إيران وسوريا منذ سنوات أيضًا.
خبير في الشأن الإيراني: لن تقوم حرب بين إيران وأمريكا والرد قد يكون عبر الوكلاء
الدكتور محمد محسن أبوالنور، الخبير في الشأن الإيراني، استبعد الفرضية التي افترضها العقيد حاتم صابر، مشيرًا إلى أن قاسم سليماني ليس مجرد ضابط عادي في الحرس الثوري الإيراني، لافتًا إلى أنه أول ضابط يحصل على رتبة "فريق" في الحرس الثوري، وأنه مستمر في منصبه كقائد لفيلق القدس منذ 21 عاما، رغم اتباع قاعدة طاولة الفرسان المستديرة في إيران، التي توجب تغير المناصب بين القادة والمسؤولين بحد أقصى 4 سنوات.
وأكد أبوالنور لـ"الوطن"، أن سليماني كان له خصوصية كبيرة لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ونفذ عمليات عسكرية خطيرة للغاية في دول متعددة وبعض الدول العربية، وأنه ساهم في اقتحام السجون المصرية في 2011، وأنه المتحكم في السياسة الخارجية الإيرانية منذ 20 عاما، وجند ميليشات سنية ومسيحية في العراق وسوريا.
واستبعد وقوع حرب أمريكية إيرانية، متوقعًا أن يكون الأمر مجرد استهداف الحرس الثوري الإيراني للمصالح الأمريكية في دول مثل: العراق ولبنان وسوريا، مستبعدًا تعرض دول الخليج لأي هجوم ومستبعدًا التوجه ناحية إسرائيل.
وأشار إلى أن إيران قد تستهدف قادة مركزيين أمريكان نظرًا لوجود القيادة المركزية الوسطى والأسطول الخامس في منطقة الخليج، وأنها قد تستهدف فرقاطة أمريكية في الخليج العربي.
وأكد أبوالنور أن هناك احتمال آخر بأن ترد إيران على مقتل سليماني بواسطة أحد عملائها، مثل حزب الله اللبناني أو حزب الله الإيراني أو الميليشيات التابعة لها في سوريا.
محلل سياسي أمريكي: اغتيال سليماني يخفف حدة الانتقادات ضد ترامب ولن تقوم حرب بين طهران وواشنطن
الدكتور عاطف عبدالجواد، المحلل السياسي الأمريكي، أكد أن اغتيال سليماني لن يرفع أسهم ترامب في الشارع الأمريكي نظرًا لأن السياسة الخارجية لا تؤثر كثيرا في مدى شعبية أي رئيس أمريكي، وبالتالي فإن أوامر ترمب بقتل سليماني لا تمنحه الشعبية الكافية لمعادلة الضغوط الداخلية عليه، لكنها تسهم فقط في تغيير لهجة الانتقادات ضده على أساس أنه وأنصاره سوف يجادلون بأن سليماني كان يخطط لقتل أمريكيين، وللقيام بانقلاب في العراق وتهديد المصالح الأمريكية.
وأكد عبدالجواد لـ"الوطن"، أن مصير ترمب السياسي أثناء محاكمته يكمن في يد مجلس الشيوخ بمفرده، وهو المجلس الذي تهيمن عليه أغلبية جمهورية مؤيدة لترامب أي أن ترمب يتمتع بحماية كافية في مجلس الشيوخ، والجميع يعلم ويدرك أن المجلس لن يصوت بإدانته بل سوف يستمر ترمب رئيسا للبلاد.
وشدد أن تغيير لهجة وحدة الانتقادات ضد ترمب سوف ترفع من معنوياته، وتعزز تأييد أنصاره الجمهوريين في مواجهة انتقادات شرسة من جانب خصومه الديموقراطيين والمستقلين.
وعن قانونية إصدار ترامب لأمر باغتيال شخص معين، قال عبدالجواد إن قرار ترامب لا يحتاج إلى تصديق من أي لجنة في الكونجرس، لأن أوامر القتل يعتمد فيها ترامب على تصديق مسبق منحه الكونجرس للرئيس في العام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر، وبه يتمتع أي رئيس بصلاحيات شن عمليات لمكافحة الإرهاب.
وأوضح أن القانون الأمريكي الأصلي كان يمنع الحكومة الأمريكية وبالتحديد الاستخبارات من اغتيال شخصيات مهما كان عداءها لأمريكا، ومع مجئ ترامب جرى تعديل هذا القانون بحيث أصبح مسموحا للحكومة باغتيال زعماء أي جماعة تصنف كجماعة إرهابية، وقوة فيلق القدس فضلا عن الحرس الثوري الإيراني مصنفان الآن كجماعتين إرهابيتين.
واستبعد عبدالجواد وقوع حربًا بين طهران وواشنطن، إلا اذا أصيبت طهران بجنون الرغبة في الانتحار، "لكن إيران سوف تبحث عن رد محدود يشمل تفجيرات بالقرب من سفارات أمريكية في دول بها ثغرات أمنية، أو تفجيرات في أهداف أمريكية حول العالم".
وتوقع أن الرد قد يشمل محاولة اغتيال شخصيات أمريكية دبلوماسية أو عسكرية، لافتًا إلى أن ترامب حذر بالفعل من أن أي هجوم إيراني على أهداف أمريكية سوف ترد عليه واشنطن بقصف ٥٢ هدفا داخل إيران، متوقعًا أن التصعيد العسكري سوف يعتمد على نوعية وحجم الانتقام الإيراني.
وأشار إلى أن رسالة ترمب لا بد أنها وصلت بوضوح إلى طهران، وهي تؤكد أن قوة وديمومة النيران الأمريكية لا تقارن بنظيرتها الإيرانية، وأن مقتل سليماني ربما كان الخطوة الأولى التي سيتبعها اغتيال شخصيات أخرى مثل زعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله، أو شخصيات هامة داخل إيران نفسها.