سياسيون عن "المجلس الليبي": يحمل فكر الإخوان ويقامر بالأمن العربي
الرئيس السيسي أثناء منتدى شباب العالم
أفعال غير مسؤولة ينفذها المجلس الرئاسي الليبي، محاولا مقارعة الكبار، من أجل اثبات وجود له، وذلك من خلال إبرام اتفاقيات وبروتوكولات، بدعم من أنظمة وأجهزة استخبارات دولية، من شأنها تهديد دول الجوار، حسب خبراء سياسة دولية.
وجه أحمد حافظ المتحدث باسم الخارجية المصرية، انتقادات لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، عبر حسابه على تويتر، أمس، قائلاً: "من هو المجلس الرئاسي الليبي الذي أصدر بيانا اليوم يتناول مصر؟ ما نعلمه هو أن ذلك المجلس يتكون من 9 أشخاص.. أين هؤلاء الآن؟".
وتأسس المجلس الرئاسي في ليبيا، بعد اتفاق وقع في 17 ديسمبر 2015، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف وضع حد للحرب الأهلية الليبية الثانية، ووفقًا لاختصاصاته، فهو منوط بالقيام بمهام رئاسة الدولة بصفة مشتركة، وضمان قيادة القوات المسلحة الليبية، وحسب اتفاقية الصخيرات بالأمم المتحدة، فإنه يتكون من 9 أعضاء، من بينهم رئيس وثلاثة نواب له، كل واحد منهم من الجهات الثلاثة في ليبيا، طرابلس وبرقة وفزان.
في السطور التالية، تستعرض "الوطن"، مدى شرعية المجلس الرئاسي الليبي، وهل قرارته مؤثرة ومعترف بها وفقًا لاتفاقية الصخيرات بالأمم المتحدة؟
"هريدي": حكومة الوفاق عملت على تقسم ليبيا وجعلها منطقة نفوذ لتركيا
في هذا الصدد يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يخرج عن المجلس الرئاسي، لا يستحق التعليق، فحكومة الوفاق الوطني، بدلاً من أن تعمل على استعادة الدولة الليبية، وإنشاء جيش وطني يكون قادرًا على استعادة ليبيا، عملت على تقسيم الدولة، وجعلها منطقة نفوذ للمستعمر التركي، وهو ما لن تقبله أي قوى وطنية.
وأضاف هريدي، لـ"الوطن"، أن الشعب الليبي بعدما أنهى القواعد الأمريكية التي كانت على أرضه، جاءت حكومة الوفاق الوطني، لتعيد وجود قواعد لدولة أخرى عضو في الحلف الاطلسي، متابعًا: فايز السراج يقامر بالأمن القومي العربي.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تركيا تهدد الأمن القومي في العراق وسوريا، وأقامت قاعدة عسكرية في قطر، لتهديد السعودية والإمارات، مؤكدًا أن من حق مصر الدفاع عن أمنها القومي، من خلال الدفاع عن الحدود الغربية لها، مع الجانب الليبي، لافتًا إلى أن علاقة الدولة المصرية بليبيا، تفوق حكومة الوفاق الوطني، ومواقف مصر تجاه ليبيا كثيرة في هذا الشأن.
"الريس": المجلس الرئاسي الليبي فقد شرعيته بعد استقالة أكثر من نصفه
و قال الدكتور نجاح الريس أستاذ العلاقات الدولية بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، إن المجلس الرئاسي الليبي فقد شرعيته، بعدما استقال 5 أعضاء من أصل 9 أعضاء، أي أكثر من نصف المجلس، كما أنه استنفد المدة القانونية له "عامين" ولم تجرى أي انتخابات حسب الاتفاقية.
وأضاف الريس، لـ"الوطن": "بعدما فقد المجلس لشرعيته، أصبحت قرارته غير ملزمة وغير متوافقة مع اتفاقية الصخيرات بالأمم المتحدة، فهو من الناحية القانونية باطل لا يمثل إلا نفسه والمناطق التي يمثلها فقط"، لافتًا إلى أن الجيش الوطني الليبي الذي تدعمه مصر، يسيطر على ما يقرب على 80% من أرض ليبيا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه استمع أمس، لما صرح به المجلس الرئاسي الليبي ضد مصر، وتأكيد المجلس بأن اتفاقية السراج حفظت حقوق ليبيا، وأحرجت مصر أمام العالم، وأن على مصر مراجعة موقفها من الأزمة الليبية، مؤكدًا أن المجلس يحمل نفس صفات فكر جماعة الإخوان الارهابية، ونفس التوجه، والمفردات، فهم تحدثوا وكأنهم إخوان، موضحًا أن تصريحات الرئيس السيسي، دائمًا حول دعم مصر للدولة الوطنية أمر واقع، لا سيما أن ليبيا هي أمن قومي لمصر.
فيما قال الناشط السياسي الليبي عمر الورفلي، إن حكومة الوفاق، خرجت عن الصف العربي، بعد الاتفاقية التي وقعتها مع تركيا، دون العودة إلى الجامعة العربية.
وأضاف الورفلي، أن الاتفاقية تمثل عدوان على الأمن القومي العربي، لا يمكن السكوت عليه، مشيرًا إلى أنها لا تمثل فقط خطرًا على ليبيا، بل يهدد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يستدعي تحركًا عربيًا صارمًا، من خلال عزل حكومة السراج من قبل جامعة الدول العربية.