فشل مسعى روسي لمنع التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
فشلت مساعي روسيا لمنع تمويل فريق جديد للتحقيق في منفذي هجمات مفترضة بأسلحة كيميائية في سوريا، بعدما صوتت الدول الأعضاء في المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية بغالبية ساحقة بالموافقة على الميزانية الجديدة.
وسعت موسكو وحلفاؤها إلى وقف ميزانية العام المقبل للوكالة في حال اشتملت الميزانية تخصيص تمويل لفريق جديد لتقصي الحقائق، ما كان سيعني عجز الوكالة بأكملها عن العمل.
106 من الدول الأعضاء صوتت بالموافقة على الميزانية الجديدة
لكن 106 من الدول الأعضاء صوتت أمس الخميس، بالموافقة على الميزانية الجديدة، ما اعتبر تصويتا على الثقة في أنشطة المنظمة، مقابل 19 دولة بينها روسيا والصين صوتت بالرفض، وقال رئيس مؤتمر الدول الأعضاء وسط التصفيق "في ضوء هذه النتيجة تم تبني ميزانية 2020".
وفي العام الماضي صوتت 99 دولة لصالح الميزانية و27 رفضتها، وتبلغ الميزانية الإجمالية للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية لعام 2020 قرابة 71 مليون يورو (76 مليون دولار) أي بزيادة 1,8% عن ميزانية 2019 وتتضمن تمويل فريق تقصي الحقائق الجديد.
"دمشق": نرفض الابتزاز السياسي من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا ب"التستر" على استخدام حليفتها دمشق أسلحة كيميائية، وذلك في الاجتماع السنوي لأعضاء المنظمة ال193 في لاهاي، وبعد التصويت قال موفد روسي خلال الاجتماع "تود روسيا أن تعبر عن الأسف العميق"، مضيفا: "مرة أخرى نجد أنفسنا في وضع يختار فيه عدد من الدول الأعضاء عدم الأخذ بعين الاعتبار رأي روسيا الاتحادية وعدد من كبار المساهمين".
ونددت سوريا ايضا بالقرار وقالت إنها "ترفض الابتزاز السياسي من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين"، فيما قالت بريطانيا في تغريدة إن الموافقة على الميزانية "دليل واضح على دعم المنظمة وعملها الأساسي، ومنه التصدي للافلات من العقاب لاستخدام (الأسلحة الكيميائية)".
وجرت مواجهات عديدة بين روسيا والغرب بشأن مزاعم مخبرين بأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غيّرت النتائج التي توصل إليها التحقيق ومفادها أنه تم استخدام الكلور في هجوم في مدينة دوما السورية في أبريل 2018، وشنت القوى الغربية ضربات جوية استنادا الى نتائج التحقيق.
وبعد ذلك وافقت دول المنظمة على اقتراح مدعوم من الغرب في عام 2018 لمنح المنظمة صلاحيات جديدة لإلقاء اللوم على الجناة. ولم يكن بوسع المنظمة في السابق سوى تأكيد وقوع الهجوم الكيميائي من عدمه، وقال سفير الولايات المتحدة لدى المنظمة كينيث وارد في وقت سابق أن "التستر على سوريا لن ينجح أبداً لأن المجتمع الدولي لديه شجاعة مستمدة من قناعاته. للأسف لعبت روسيا دوراًَ رئيسياً في هذا التستر"، موضحا: رغم أن روسيا وسوريا تجلسان معنا هنا، لكنهما منفصلتان عنا كثيراً. فهما تواصلان اعتماد الأسلحة الكيميائية".
وفي الوقت نفسه دافعت فرنسا عن تحقيق دوما "المستقل والنزيه"، وقالت نائبة الممثل الدائم لفرنسا لدى المنظمة تيفين جوفروا "إننا نأسف لأن بعض الوفود أعطت أهمية أكبر للتسريبات الجزئية أكثر من التقرير الذي تم إعداده بطريقة صارمة".
ونهاية الأسبوع نشر موقع ويكيليكس رسالة بريد إلكتروني من محقق يتهم فيها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتغيير النتائج الأصلية للتحقيق لجعل الأدلة على وقوع هجوم كيميائي تبدو أكثر حسماَ. وشكك تقرير مسرب آخر في وقت سابق هذا العام في تحقيق دوما . وفازت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائزة نوبل للسلام في عام 2013 وتقول إنها ازالت 97 في المائة من الأسلحة الكيميائية في العالم.