رئيس حكومة "المحاكاة": نتفق مع الحكومة الحالية فى التوجهات العامة
مصطفى جمال
قال مصطفى جمال، رئيس وزراء حكومة محاكاة الدولة المصرية، فى مؤتمر الشباب الأخير، بالعاصمة الإدارية، إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى من الحكومات النادرة فى تاريخ مصر، التى تسير وفق برنامج ورؤية واضحة ومعلنة، مضيفاً «نتفق معها فى التوجهات العامة، لكن نختلف فى بعض آليات التنفيذ».
مصطفى جمال: حكومة مصطفى مدبولى نادرة.. تعمل وفق برنامج ورؤية واضحة
وأشاد جمال بخطوات الإصلاح الاقتصادى، التى اتخذتها الحكومة، مشيراً إلى أنه وفريق العمل عقدوا عدة جلسات ولقاءات ودراسات لأهم الملفات الحكومية، وتوصلوا إلى عدد من التوصيات، أهمها إطلاق برنامج شامل لتنمية الصعيد، وإعطاء ملف التصنيع أولوية كبيرة.. إلى نص الحوار:
تجربة حكومة المحاكاة هى الأولى من نوعها، بم شعرت كرئيس وزراء؟
- شعرت بالأمل وبمزيد من الطموح، كل واحد من الشباب المشارك فى هذه التجربة من الممكن أن يتولى منصب القيادة فى المستقبل ويدير زمام الأمور، ولكى يحدث ذلك لا بد من التدريب والتأهيل والممارسة، وهذا ما وفرته التجربة وساعدتنا عليه، شعرنا بالأمل الكبير مع هذه التجربة، التى انطلقت فى مؤتمر الشباب الأخير، وأكدت أن الدولة مهتمة بتمكين الشباب.
نحتاج إلى إطلاق برنامج شامل لتنمية الصعيد بخطة زمنية محددة
كرئيس حكومة المحاكاة ما تقييمك لأداء حكومة الدكتور مصطفى مدبولى؟
- قبل أن أتحدث عن تقييمى، نحن تمكنا من إجراء معايشة كاملة ودراسة تامة لكل ملفات الحكومة، والحقيقة أن رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المختلفة ساعدونا من خلال عقد اجتماعات مشتركة وإمدادنا بكافة المعلومات والبيانات، وبعد أن رأينا الصورة عن قرب، انتهينا إلى أنه ليس لدينا خلاف مع التوجه العام للحكومة، برنامج الحكومة جيد، ومن المرات النادرة فى تاريخنا أن يكون لدينا حكومة تعمل وفق رؤية محددة وبرنامج محدد، بما يخدم استراتيجية مصر 2030، التى تعد الإطار الحاكم لبرنامج ورؤية الحكومة، لكن لدينا اختلاف على بعض الإجراءات التنفيذية.
ما أهم الإجراءات التنفيذية التى تختلفون فيها مع الحكومة؟
- مثلاً نرى أن الحكومة فى حاجة إلى وسائل تواصل أكبر مع الجمهور، آليات أفضل وأسرع لتحقيق حلقة وصل مع المواطنين، وكذلك نرى أنه لا بد من الاهتمام بصورة أكبر بملف التصنيع المحلى وتشجيع المستثمرين لدفع الصناعة المحلية للأمام بصورة أقوى، ربما نختلف على أولويات العمل وآليات العمل، لكن لا نختلف على التوجهات العامة.
التصنيع على رأس الأولويات
إذا كنت رئيساً للوزراء الآن.. ما أول ٣ قرارات ستتخذها؟
- أول أمر هو التصنيع ثم التصنيع ثم التصنيع. التصنيع على جميع مستوياته، والعمل على زيادة المكون المحلى وتشجيع المستثمرين الأجانب وتشجيع المستثمرين المحليين، ولا يجب ترك هذه الأمور للبيروقراطية المصرية، لا بد من العمل فى هذا الملف على مستوى أكبر، كما فعل رئيس الوزراء مع شركتى «سيمنز» و«بورش»، نحن لدينا بنية تحتية جيدة حالياً وهى تؤهلنا ليكون عندنا صناعة قوية.
الأمر الثانى العمل على سد الفجوات التنموية فى بعض القطاعات لكى يشعر المواطن بمزيد من الثمار، فنحن لدينا بعض النقاط أو الأقاليم فى مصر موجود بها معدلات فقر أو مرض أعلى، لا بد من العمل عليها لسد هذه الفجوات القلقة، وتحديداً فى الصعيد، وهنا نذكر أنه لا بد من إطلاق برنامج شامل لتنمية الصعيد بمخططات زمنية محددة.
الملف الثالث هو العمل على إعداد صف ثان من الكوادر جاهز يستطيع أن يكون فى منصب صانع القرار والمسئولية فى أى وقت، من نواب ومعاونى الوزراء والمحافظين تحت سن الـ30، بحيث يكون لدينا كادر ثان، وفى الحقيقة هذا بدأ يحدث السنوات الأخيرة على مستوى واسع، وهو أمر محل إشادة ويجب استمراره.
مع تشكيل كل حكومة جديدة، تثار ثنائية: التكنوقراط أم السياسيون والحزبيون.. أيهما تفضل؟
- فى رأيى أن الوزير منصب سياسى بالمقام الأول، قد يكون «تكنوقراط» لكن لا بد أن يكون ملماً بالجانب العملى والممارسة العملية، بحيث يكون قادراً على مواجهة التحديات ومخاطبة الرأى العام وإنجاز الملفات المختلفة، السياسة هى علم ممارسة وفن تجربة، الجانب التكنوقراطى يجب أن يكمله جانب سياسى، لا بد أن يتفق الاثنان مع بعضهما، لا يصح أن يتولى الوزير المنصب لمجرد أنه سياسى، لا بد أن تكون لديه تجربة، وأيضاً يجب ألا نكتفى بالتكنوقراط فقط، بدون مهارات سياسية.
انتهينا من الخطوات الصعبة فى "الإصلاح الاقتصادى"
قطعنا شوطاً فى الإصلاح الاقتصادى.. هل الشارع جنى الثمار أم ما زال أمامنا مزيد من الوقت؟
- عملية الإصلاح الاقتصادى فى أى دولة، لها مجموعة من الخطوات، نحن انتهينا من أصعب خطوات هذه العملية المتمثلة فى الإصلاح الهيكلى والإصلاح المؤسسى وشوط كبير فى عملية الحوكمة ومكافحة الفساد، الكثير من الثمار بدأت تظهر بالفعل، وهذا انعكس على مؤشراتنا الاقتصادية، فمثلاً معدل البطالة انخفض لنحو النصف، أليس هذا ثماراً لعملية الإصلاح، البنية التحتية لمصر أصبحت جيدة، أليس هذا من الثمار، لكن قد تكون هناك ملفات تحتاج لمدة أطول مثل التعليم مثلاً، والصحة أيضاً، بدأنا فى التعليم بإطلاق المشروع القومى للتعليم وبدأنا فى القطاع الصحى من خلال التأمين الصحى الشامل والانطلاق من بورسعيد، لكن هذه ملفات لن تظهر ثمارها بين سنة أو سنتين أو 4 سنوات، سيحتاج الأمر لمزيد من الوقت والعمل والمتابعة، إذاً الكلام يختلف من ملف لآخر ومن قطاع لآخر، ما يقلق المواطن لو هو مش شايف أى ثمار، لكن ما دامت المؤشرات فى تحسن، وهناك خطوات، يبقى إحنا ماشيين فى الطريق السليم.
البعض يطالب بإعطاء فرصة أكبر للشباب، والبعض يرى أن الشباب غير قادر.. بين وجهتى النظر، ما رأيك؟
- أولاً أختلف مع محاولات البعض للتشكيك فى الشباب، نحن أمام عملية صنع سياسات وصياغة قرارات وتنفيذ على الأرض، هذه الشروط الثلاثة إذا توافرت سيكون لدينا الرجل التنفيذى الناجح، حتى لو كان شاباً، البعض يقول إن الشباب سيأخذ قرارات هوجاء، وهذا غير صحيح، الأمر اختلف، التجربة أثبتت أن الشباب عندما يتم تأهيله وتدريبه ويحصل على الفرصة سينجح وسيثبت نفسه، والدراسة هى التى تجعلنا نأخذ قرارات علمية ومدروسة وليست عاطفية، الرئيس تحدث عن التمكين بشكل متدرج، وهذا ما نحتاجه، لا يجب التشكيك فى قدرات الشباب، وأيضاً لا يمكن أن يفتح الباب فجأة للشباب، فيتم «حرقهم» بالمعنى الدارج، لأن الشاب إذا لم يتأهل ويتدرب ويتدرج فى العملية التنفيذية سيفشل.
هل تحدث معك رئيس الوزراء بعد عرض أفكاركم وتوصياتكم.. وماذا دار فى الحديث؟
- نعم، أشاد بنا، وشكرنا، وأكد أن الكثير من التوصيات سيتم أخذها فى عين الاعتبار، والحقيقة أننا نحب أن نوجه الشكر للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والوزراء، الذين منحونا الفرصة على مدار 3 أسابيع متتالية، تحدثنا وتناقشنا وتبادلنا وجهات النظر فى جميع الملفات.
رسالتى للشباب:
أقول للشباب إننا حوالى 250 شاباً، عملنا معاً على نموذج المحاكاة، مثلنا قطاعات مختلفة فى الدولة، ومثلنا شرائح متنوعة، واستطعنا أن نعمل بشكل جماعى، ونرد على من يقول إن الشباب لا يجيدون العمل معاً، نحن جميعاً كشباب نستطيع أن نثبت هذا فى مختلف مواقعنا، وننجح معاً بالعمل الجماعى والعلم والتخطيط الجيد.