مصادر: منفذ تفجير "الأورام" ضمن "قوائم الإرهاب"ومتهم فى "طلائع حسم" أمام القضاء العسكرى
الأسلحة والمتفجرات التى ضبطت بحوزة الخلية الإرهابية
قالت مصادر ذات صلة بملف التحقيقات فى حادث انفجار سيارة أمام معهد الأورام مساء الأحد الماضى وما تلاها من أحداث بعد تحديد هوية المتهم بتنفيذ الحادث، ويدعى عبدالرحمن خالد محمود، إن نيابة أمن الدولة العليا أجرت معاينة لأماكن المواجهات الأمنية التى وقعت، أمس ، أثناء مداهمة قوات الأمن لأماكن اختباء عناصر الخلايا العنقودية لتنظيم «حسم»، المسئولة عن الحادث، حيث عاين محققو النيابة الأماكن التى وقع فيها تبادل إطلاق النار الذى أسفر عن مقتل 17 متهماً، بينهم شقيق المتهم بالتنفيذ، ويدعى إبراهيم خالد محمود، كما ناظرت النيابة جثامين القتلى فى هذه الأماكن بمحافظة الفيوم ومنطقة الشروق بالقاهرة، وقررت إجراء تحليل الحمض النووى، DNA، للمجهولين منهم لتحديد هوياتهم.
نيابة أمن الدولة تعاين أماكن مواجهات حركة "حسم" الإرهابية.. وتناظر جثامين القتلى فى المواجهات مع الشرطة
ووفقاً لتحريات الأمن ومحاضر الضبط التى تسلمتها النيابة، فإن شقيق المتهم بالتنفيذ كان أحد مسئولى الاتصال فى الخلية التابعة لتنظيم «حسم»، وأنه بعد القبض عليه أرشد عن بعض الأماكن والأشخاص المنتمين للتنظيم، وأثناء القبض على أحدهم، ويدعى إسلام محمد حاول الهرب، كما تمكن شقيق المنفذ من الهرب بإطلاق النار على قوات الأمن لكنها بادلته إطلاق النار، ما أدى لمصرعهما معاً.
وقالت المصادر إنه حتى الآن هناك متهم واحد ألقى القبض عليه من أعضاء الخلية التى نفذت الحادث، وهو المتهم حسام عادل، الذى ذكرت التحريات الأمنية أنه مسئول الرصد والدعم فى الخلية. وتبين من التحقيقات أن المتهم حسام عادل هو من قام بترتيب لقاء بين المتهم بالتنفيذ عبدالرحمن خالد وأسرته أمام حديقة الأزهر بالقاهرة قبل تنفيذ الحادث بيوم واحد، وأنه أقر فى استجوابه أمام قوات الأمن أنه علم أن «عبدالرحمن» مكلف بتنفيذ العملية ولذلك قام بترتيب لقاء له مع أسرته قبل تنفيذها.
ولم يعرض المتهم حسام عادل على نيابة أمن الدولة العليا التى تباشر التحقيق فى قضية حادث معهد الأورام حتى الآن، وقالت المصادر إنه سيتم التحقيق معه ومواجهته بالاتهامات والوقائع المنسوبة له فور عرضه على النيابة.
وعن أسرة المتهم بالتنفيذ، التى التقته قبل الحادث بيوم واحد فيما وُصف بلقاء وداعه قبل تنفيذ العملية وظهر فى التسجيلات المصورة التى أعلنتها وزارة الداخلية أمس الأول، قالت المصادر إن التحقيقات التى تجريها النيابة ستحدد موقف الأسرة من الاتهام بناء على ما ستكشف عنه التحقيقات بشأن مدى علمها بعزم المتهم تنفيذ العملية الإرهابية من عدمه.
تحليل DNA لتحديد المجهولين.. والتتبع العكسى لسير السيارة وتحليل الأشلاء كشفا هوية المنفذ
وعن طريقة تحديد المتهم بتنفيذ حادث انفجار سيارة معهد الأورام والوصول لخلية تنظيم «حسم»، تبين من التحقيقات أن التتبع العكسى للسيارة المستخدمة فى تنفيذ الحادث وتحليل الحمض النووى DNA للأشلاء التى عثر عليها فى محيط الحادث، قادا للوصول للإرهابى منفذ الحادث، حيث كشفت عمليات الفحص والتتبع لخط سير السيارة المستخدمة فى الحادث بشكل عكسى إلى الأماكن التى مرت بها خلال الساعات السابقة للتنفيذ ورصد المتهم أثناء لقاء أسرته أمام حديقة الأزهر قبل الحادث.
وأوضح فحص الأشلاء تحديد البصمة الوراثية وتبين أنها لا تخص أحداً من الضحايا أو المصابين، ثم بدأت فرق التحقيق فى مضاهاة البصمة الوراثية للأشلاء مع البصمة الوراثية لأسرته وكانت النتيجة تطابقهما، ما أكد مصرع الإرهابى المتهم فى الحادث وتحديد هويته وفحص أسرته واستجواب شقيقه إبراهيم، الذى تبين معرفته لبعض الأماكن التى تختبئ فيها عناصر «حسم» وتم مداهمتها فى الفيوم والشروق وتبادلت العناصر المختبئة بها إطلاق النار مع قوات الأمن، ما أدى لمقتل عدد من هذه العناصر.
ووفقاً للتحقيقات، فإن المتهم عبدالرحمن خالد مدرج على قوائم الإرهاب بموجب اتهامات سابقة منسوبة له فى القضية 123 عسكرية، المتعلقة بأعضاء تنظيمى «حسم» و«لواء الثورة»، التى تنظر جلساتها المحكمة العسكرية بعد إحالتها إليها من النيابة العامة قبل عدة أشهر، كما أن المتهم أحمد عبدالرحمن، الذى أعلنت «الداخلية» أنه متورط فى عملية تكليف خلية «حسم» بتنفيذ العملية مدرج أيضاً بقوائم الإرهاب فى القضية 123 عسكرية، كما سبق الحكم عليه غيابياً بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات.
كانت وزارة الداخلية أعلنت، مساء أمس ، عن بيانات منفذ الحادث الذى كان يقود السيارة التى انفجرت أمام معهد الأورام مساء الأحد الماضى، وكذلك كشفت عن بعض أعضاء الخلية العنقودية التى نفذته.
من جهة أخرى، بات مركز سنورس فى محافظة الفيوم مثاراً لحديث وسائل الإعلام مؤخراً، عقب كشف الأجهزة الأمنية تورط إرهابى من مواليد المركز فى حادث معهد الأورام، سبقه حادث تفجير كنيسة البطرسية بالعباسية الذى نفذه انتحارى من قرية منشأة عطيفة التابعة لنفس المركز، ما يستوجب البحث وراء الأسباب التى حولت هذه المدينة إلى مفرخة للإرهابيين.
يقول الدكتور أحمد برعى، نائب رئيس لجنة حزب الوفد العامة بالفيوم، إن انحراف الشباب نحو صفوف الجماعات الإرهابية بمركز سنورس، سببه الإهمال والتهميش الذى تعانيه المحافظة، وعدم اهتمام الدولة بتنميتها، وأضاف: «المساجد غير مراقبة خاصة فى القرى التى تضم 270 معهداً أزهرياً فى هذه المحافظة الصغيرة».
وأكد اللواء أشرف عزيز، عضو مجلس النواب بالمحافظة، أن سبب ظهور انتحاريين من الفيوم، يرجع إلى الأفكار المتشددة التى زرعها المتطرفون منذ فترات طويلة، فرغم الجهود المكثفة من قبل الدولة للتصدى لنشر الفكر المتطرف، فإن هناك من لا يزال يعتنق هذه الأفكار.
ورغم حالة التعتيم على عنوان الانتحارى المتورط فى حادث التفجير الإرهابى قرب معهد الأورام بالقاهرة، فإن «الوطن» توصلت إلى معلومات أكدت أن المتهم يقيم بقرية «جبلة»، التابعة لمركز سنورس، وقال أحد أهالى القرية، رفض نشر اسمه، إن المتهم خريج كلية دار علوم، وكان يتردد على منزل أسرته بين الحين والآخر، ولم نسمع عنهم أى شىء مريب خلال الفترة الماضية، بينما رفض عدد آخر من أهالى القرية الحديث عن الواقعة أو المتهمين.