عضو "النواب الليبى": المستعينون بالقاتل التركى والدعم القطرى مستفيدون من تعقيد الأزمة
عضو مجلس النواب الليبى على السعيدى
«لولا مصر لدخلنا نفقاً مظلماً لا يعرف أحد كيفية وموعد الخروج منه»، بهذه الكلمات أكد عضو مجلس النواب الليبى على السعيدى أهمية دور مصر فى حل الأزمة الليبية من أجل عودة الهدوء والاستقرار وإصلاح ما أفسدته الحرب التى مزقت البلاد على مدار 8 سنوات.
وقال «السعيدى»، فى حوار لـ«الوطن»، إن استضافة مصر عدداً من البرلمانيين الليبيين المؤيدين والمعارضين لعملية «طرابلس» على مدار ثلاثة أيام دليل واضح على حياد ونزاهة مصر فى التعامل مع الأزمة الليبية ومواصلة محاولاتها الجادة لحلحلة الأزمة والتوصل إلى تسوية تعيد الاستقرار للبلاد. وأشار إلى أن المستعينين بالقاتل التركى «أردوغان» والمتسلحين بالدعم القطرى من مال وسلاح مستفيدون من تعقيد الأزمة ولا يعنيهم الوطن، مشيراً إلى أن الحرب فُرضت على الجيش الوطنى الليبى، لافتاً إلى أن قناة «الجزيرة» تروج أكاذيب بأن «القاهرة» منحازة لطرف على حساب الآخرين.. وإلى نص الحوار:
"السعيدى" لـ"الوطن": الحرب فُرضت علينا.. ولولا مصر لدخلنا نفقاً مظلماً
ما أهمية اللقاء الذى يضم نواباً مؤيدين ومعارضين فى القاهرة؟
- هذا سؤال فى محله ونحن ندرك جيداً ونعرف من عارض عملية الجيش الوطنى الليبى لتحرير البلاد وتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات الإرهابية، وفى نظرى ربما هناك بعض زملائى النواب الرافضين لهذه الحرب، ولا أدرى ما هى الأسباب لكن هذه الحرب فرضت على الشعب الليبى قبل أن تفرض علينا فى مجلس النواب، ونحن ندرك تماماً أننا لن نترك ليبيا تحت هذه المظلة الظلامية التى نعايشها منذ 9 سنوات.
ومن هنا ندرك أننا كمجموعة من النواب المؤيدين لهذه العملية دورنا إيضاح أنها عملية لإنهاء التطرف والإرهاب وإعادة العاصمة إلى أهلها، أما من يرفض ربما عنده رأيه الشخصى، وربما منهم من يملك ميليشيا، فالرؤية غير واضحة لدىّ فى رفضهم للعملية العسكرية فى طرابلس، ويتحججون بضرورة اللجوء للمفاوضات، نحن منذ سنة 2012 ونحن جالسون على طاولات التفاوض ولم تؤتِ بعد أكلها، وفى اعتقادى أن هؤلاء يبحثون عن إطالة أمد الأزمة، ونحن الآن على مشارف إنهائها خلال أيام أو أسابيع وسندخل العاصمة طرابلس.
هل تتوقعون من هذا اللقاء التوافق على تشكيل حكومة جديدة؟
- بالنسبة لمسألة تشكيل حكومة ليبية جديدة، الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر، يدرك تمام الإدراك ويحترم قضية المسار الديمقراطى فى ليبيا، وكان هناك مبادرة أطلقها القائد العام للجيش بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسوف تشكل هذه الحكومة، وستنال ثقتها من مجلس النواب، ونحن بصدد تشكيلها، لكن لم يعلن عنها رسمياً وفور الانتهاء من عملية تحرير «طرابلس» سيتم الإعلان عنها مباشرة وسيتم التسلم والتسليم من الحكومة المؤقتة الحالية، وهذه الحكومة ستعمل من داخل «طرابلس»، أو من بعض المدن القريبة من العاصمة الليبية.
أفهم من كلامك أن هذه الحكومة مُشكَّلة بالفعل؟
- نحن بصدد تشكيل الحكومة، ونعمل عليها، أما الأطراف التى تبحث عن وقف إطلاق النار والمدعومة مما يسمى «الإسلام السياسى»، فهؤلاء يريدون إطالة أمد الأزمة، ويريدون من خلال ذلك أن يعيدوا بناء أنفسهم من خلال استمرار الأزمة وتعقيد الأمور على الليبيين لحماية مكتسباتهم.
الحكومة الجديدة مؤقتة.. وسيتم تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية
هل ستكون حكومة مؤقتة؟
- ستكون حكومة عمرها من سنة إلى سنة ونصف، وستعيد النظر فى مشروع الدستور وتعده وتطرحه للاستفتاء العام للشعب ليصوت بالقبول أو الرفض، وفى حال تم التصويت عليه بـ«نعم» سيتم إصدار قانون الانتخابات لانتخاب رئيس جديد انتخاباً مباشراً، وبعد الانتخابات الرئاسية وإعلان النتائج سيقوم الرئيس بحل البرلمان الليبى الحالى وتتم الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وماذا عن المعارضين لتشكيل الحكومة؟
- مجلس النواب أبوابه مفتوحة للجميع، وسيوجه الدعوة للجميع مرة واثنتين وثلاثاً، ومن لا يلبى الدعوة ستطبق عليه اللائحة الداخلية وسيتم استبعاده.
"الجزيرة" تروج أكاذيب بأن "القاهرة" منحازة لطرف على حساب الآخرين.. واجتماعنا هنا خير دليل على الحياد لإصلاح ما أفسدته الحرب
هل هناك أهداف أخرى لهذه الجلسة؟
- للأسف بعض الفضائيات والأطراف فى الخارج مثل قناة «الجزيرة» القطرية تروج أن مصر منحازة لطرف على حساب أطراف، وهذا اللقاء يثبت للعالم أن مصر ليست منحازة لأحد بل تعمل مع الجميع والدليل حضور نواب معارضين إلى مصر للتباحث حول عملية الجيش الوطنى الليبى فى طرابلس.
وما تأثير التدخل التركى- القطرى على توحيد كلمة كل الليبيين؟
- للأسف كما أشرت، الجماعات التى رحبت بالقاتل التركى أصحاب مصالح فيما يحدث والوطن لا يعنى لهم شيئاً، وربما يكونون مستفيدين، وربما يكونون أيضاً مسلطة عليهم عصا غليطة.
كيف ترى الدور المصرى حيال الأزمة الليبية؟
- أقول لك حقيقة وليس رياء، لولا مصر لذهبنا إلى نفق مظلم لا نعرف أين نهايته، فبفضل القيادة السياسية المصرية وشعب مصر نجونا من ذلك، فالقيادة السياسية المصرية تدافع عن ليبيا فى المحافل الدولية، وتدعم القضية الليبية وتسعى جاهدة إلى حل الأزمة وعودة الهدوء والاستقرار إلى ليبيا حتى تبدأ التنمية وتتجاوز سنوات الحرب والخراب التى حلت بالكثير من المدن الليبية.