م الآخر| إلى السيد عمرو موسى.. ورزقي على الله
السيد الجليل الخبير عمرو موسى، تحية إعزاز وتقدير، لقد كان لدوركم العظيم أكبر الأثر في إنتاج هذا الدستور العظيم.
لقد تابعت الجلسات الختامية وجلست أشاهد خلاف آخر لحظة وللحق تشاءمت فنحن شعب اتفق على أن يختلف فنحن كالشريك المخالف فلما رفعت الجلسة وطلبت عقد جلسة مغلقة أوجست خيفة، ما سيحدث وقلت عوضنا على الله في الدستور.
لا شك أن خبرة السنين تحدث الفارق ومضت الساعات بطيئة ولا أخفي عليك إني كنت أحبس أنفاسي أنتظر ما ستسفر عنه الجلسة المغلقة.
لم أكن وحدي ولكن كثيرًا من شعب مصر شاركني الإحساس، فتلك الموضوعات الخلافية تتبعها أيديولوجيات فردية تدفع الفرقاء في دروب متباعدة فكيف ستستطيع أن تلملم هذا الشتات.
جلست أتابعك بعد أن خرجت علينا بعد المناقشات في الجلسة المغلقة ولا أخفيك سرا أنني قفزت في الهواء وصفقت لك بشدة فأنت ملاح ماهر تمكنت من تجنب العواصف وسرت بالسفينة إلى بر الأمان.
لا أملك إلا أن أعبّر لك عن تقديري وإعجابي بقدراتك السياسية فأنت حقًا صنعت المستحيل.
لقد قدّمت إلينا دستورا يحتوي على آمال الناس من عيش وحرية وعدالة وكرامة، ووضعت قيودًا على السلطات المطلقة، لذلك قلت نعم للدستور ولكن لا يكفي الدستور ليحقق آمال الناس، ونحن شعب سريع النسيان شديد التخبط وستضيع تلك الحقوق في خضم المشكلات الاجتماعية والسياسية المعقدة.
إذن فعلى عاتق مجلس النواب الجديد عدة مهام لا يستطيع أن يقوم بها إلا من كان محدد الهدف شديد التركيز مناورًا ومحاورًا سياسيًا محترفًا، لذلك فإن كنت تظن أن دورك السياسي قد انتهى فأنت مخطئ، بل أقول وأعتذر عن الاقتباس ولكن كمصري القافية تحكم أقول لك لا تبيع لنا الترام بل عليك أن توجده وتشغله.
عليك أن تترأس البرلمان المقبل وأن تتولى بنفسك تنقية القوانين المتشعبة المتضاربة وتنشئ القوانين الجديدة التي تتماشى مع الدستور وتتأكد من أن الدستور الذي قمت بتقديمه لنا قابل للتطبيق وليس ترام إسماعيل يس عليك أن تقود الفصول التشريعية بنفس الحنكة والمقدرة التي أظهرتها في قيادة لجنة الخمسين.
عليك أن تفعل هذا الدستور ومن خلال سلطتيّ الرقابة والتشريع ليشعر الناس بأهمية ما وافقوا عليه.
لا أرى أحدا من الجيل القديم من الساسة أكثر فهما وعمقا ومقدرة منك لقيادة مجلس النواب الذي أراهن أنه لن يكون محدد الاتجاه أو الأغلبية بل سيكون كميدان التحرير (سمك لبن تمر هندي) قلة خبرة وصوت عالي ونواب الواسطة كالمعتاد ولا مانع من "شوية فلول" أيضًا.
لذلك فقيادة هذا البرلمان تحتاج إلى قدرات خاصة، ولقد قدمت أوراق اعتمادك لهذا المنصب بقيادتك الحكيمة للجنة الخمسين وأمثالك أصحاب الموهبة السياسية الفطرية لا يصلحون للبقاء في البيت.
لذلك أرشحك لشرف نيل منصب رئيس البرلمان.. ورزقي على الله.