رئيس "الشبان المسيحيين": بعض الجمعيات تجمع تبرعات باسم الدين
المهندس سامي أرميا
قال المهندس سامي أرميا، رئيس جمعية الشبان المسيحيين، إن مصر باتت بلداً يقود عملية تنوير بالمنطقة، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لا يفرق بين المواطنين ويحرص على أن يبنى المسجد والكنيسة معاً، وإن الطائفية تنتهي بالتعامل وتغيير الثقافة المجتمعية، والتطبيق العملي والممارسة وليس بفرض وضع معين.
وأكد «أرميا»، خلال حواره مع «الوطن»، أن هناك جمعيات جمعت تبرعات باسم الدين ولأسباب طائفية، كذلك بعض الجمعيات تستغل مسماها الطائفى لتحقيق مصالح لنفسها، وتغيير تلك المسميات الطائفية ضرورة تأكيداً للمواطنة، فالدين لله والوطن للجميع.. وإلى نص الحوار:
* هل تؤيد تغيير أسماء الجمعيات ذات المسمى الطائفي؟
- بداية تغيير مسمى جمعية الشبان المسلمين وتحولها لجمعية الشبان العالمية خطوة جيدة فى ملف «تغيير المسميات الطائفية»، ويجب أن يكون هناك تحرك شامل لكل المسميات الطائفية في مصر، والتي تسبب فيها مجموعات غير واعية لم تفهم المصريين جيداً، فالشعب المصري متدين بطبعه.
ونوجه التحيه لجمعية الشبان العالمية، تلك الجمعية العريقة ذات التاريخ الحافل فى مصر والعالم كله، وأسعدتني المشاركة في الجمعية العمومية لها، ورأيت في اجتماعهم وعياً كبيراً.
وأكدنا على التنسيق والتعاون الكبير خلال الفترة المقبلة بين «الشبان العالمية» وجمعيتنا في العمل الأهلي والخدمي والعام، وما يتعلق بالمسمى الخاص بنا فهناك اتجاه نحو تغيير مسمى الجمعية، ليتم استخدام المسمى العالمى لها وهو «ymca»، وسيكون الأمر بيد الجمعية العمومية، وسنُخطر الاتحاد العالمى لجمعيات الشبان المسيحية بسويسرا بأننا سنعدل اسمنا.
جمعيتنا تضم مسلمين فى عضويتها.. و«الشبان العالمية» تضم مسيحيين ونتعاون فى العمل الأهلى منذ سنوات
* ما دوافع مبادرتكم لتغير المسمى الخاص بكم؟
- تغيير المسمى للتأكيد على أن الدين لله والوطن للجميع، وبالمناسبة جمعيتنا تحمل مبادئ مسيحية لكن بها أعضاء مسلمين ومسيحيين، وسنشارك جمعية الشبان المسلمين توجههم بتغيير أى مسمى طائفى يرمز للطائفية، وجمعيات الشبان المسيحيين لها فروع في 134 دولة، منها باكستان وبنجلاديش وإندونسيا واليابان وكوريا والهند، وموجودة في أفريقيا، ونحن لا ننظر للجنس ولا الدين ولا اللغة منذ بدء عمل الجمعية في 1844م.
* كيف يسهم تغيير المسميات الطائفية في محاربة تلك الآفة التي تدمر المجتمعات؟
- يجب ألا يكون هناك طابع طائفى لأى شىء فى مصر، وإذا ظهر ذلك الطابع يجب محاربته، فأنا لا أتحدث عن الشبان المسلمين أو المسيحيين، فكلتا الجمعيتين لها تاريخ كبير فى العمل العام الأهلى وليس لهما علاقة بأى رؤى طائفية أو متطرفة لأننا نقوم بعمل اجتماعى رياضى ثقافى، وهناك مسلمون فى جمعيتنا وكذلك جمعية الشبان العالميين بها مسيحيون
وللأسف بعض الجمعيات تستغل مسماها لتحقيق مصالح لها، ويجب أن نطبق القانون فى كل مناحى الحياة، فمصر تقود عملية تنوير بالمنطقة، ولدينا رئيس لا يفرق بين المواطنين ويحرص على أن يبنى المسجد والكنيسة معاً، ولم يعد هناك تفرقة لا فى الوظائف ولا الأعمال، وهذا يزيل الأحقاد نهائياً من نفوس المصريين، فالجميع يأخذ فرصته حسب جهده، والمعيار هو الكفاءة.
اتخذنا إجراءات لتغيير اسم جمعيتنا.. ونتمنى امتداد الحملة للمحلات والمدارس
* هناك من يقول أيضاً إن جمعيتكم تحقق مصالح خاصة بها من خلال اسمها.. ما ردك على ذلك؟
- جمعية الشبان المسيحيين لم تحصل على جنيه واحد تبرعات طيلة حياتها، بل تقوم بإنشاء المشاريع المختلفة، وتقوم بعمل مشاريع وتنمية حقيقية، وهذا يجعلنا لا نحتاج تبرعات، ولكن هناك جمعيات كثيرة جمعت تبرعات باسم الدين ولأسباب طائفية، كذلك الدستور يدعو لعدم التمييز فى الأسماء، فلا بد أن نبدأ فى التغيير وتطبيق القانون على الجميع، وإلغاء المجالس العرفية لأنها سبب للعديد من المشاكل، فالدين والإيمان لله، وهو وحده الذى يحاسب عليه.
* كيف رأيت قبول أعضاء جمعيات ذات تاريخ طويل لتغيير مسمى جمعيتها؟
- الناس ملت مما يحدث باسم الطائفية والإرهاب، وأولى بنا توجيه ميزانية محاربة الإرهاب لبناء طرق ومشروعات قومية، فما حدث من مشروعات قومية، سواء سكنية أو طرق، لم يحدث من 100 عام، والعشوائيات بدأت تنتهى.
* في تقديرك.. كيف يمكن القضاء على الطائفية؟
- عن طريق تغيير ثقافة المجتمع وتربية النشء فى المدارس ومراكز الشباب، فيجب أن يكون هناك تحرك مجتمعى شامل ضد الطائفية والعنصرية، ويجب أن يكون ذلك بالتطبيق العملى بتغيير مسميات المحلات التجارية والمدارس والجمعيات ذات المسمى الطائفى
ويجب أن يكون ذلك تحركاً شعبياً وليس بفرض وضع معين، وعلى الجميع أن يدرك أننا أفلتنا ما يحدث في ليبيا وسوريا، بثورة أنقذت المصريين والمنطقة كلها من خطر الإخوان، فالمصيبة تصيب الجميع وليس بلداً واحداً أو طائفة واحدة، وعلينا الحفاظ على بلدنا وأن نثبت حبنا له بتقويته، فمصر قوية بنا، نحن أبناءها، ونوجه التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار آخر.