"مياه الإسكندرية": تعميم محطات التنقية على المدارس لترشيد الاستهلاك
من افتتاح المشروع
كشف المهندس أحمد جابر، رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية، تفاصيل مشروع تحويل المياه الرمادية إلى مياه صالحة للاستهلاك الآدمي والذي تم افتتاحه بمدرسة الحرمين تقسيم الزهور الثانوية بنات التابعة لإدارة المنتزه التعليمية. وقال إن مشروع محطة تنقية "الحرمين" هو الأول من نوعه على مستوى محافظات الجمهورية، ويركز على تحويل المياه الرمادية إلى مياه صالحة للاستهلاك البشري، ويوفر من 35 إلى 45% من المياه المستخدمة في دورات المياه، وبلغت تكلفة مشروع مدرسة الحرمين 130 ألف جنيه.
وأوضح "جابر"، لـ"الوطن"، أن المياه الرمادية هي التي تأتي من المصارف والمغاسل وأحواض الاستحمام، حيث جاءت تسميتها بذلك نتيجة للونها الرمادي وتعكر بعضها بالزيوت نتيجة الصابون، إذ تتميز بأنها لا تحتوي على مواد عضوية، ويتم تنقيتها عن طريق نزولها إلى المطابق لإتمام عملية فصلها ثم تنقيتها وتعقيمها حتى تصل تقريبا إلى أن تكون مياه شرب، ويتم إعادة استخدامها بعد إعادة ضخها مرة أخرى.
وأكد "جابر"، أن التحاليل أثبت أن المياه الرمادية بعد تنقيتها بتلك التقنية تكاد تكون صالحة للشرب، ولكن يتم استخدمها فقط للاستعمال الآدمي، مشيرا إلى أن محطة تحويل وتنقية المياه الرمادية بمدرسة الزهور عبارة عن محطة خرسانية، تشمل مراحل مختلفة من تنقية المياه التى يتم استقبالها من دورات المياه، وخزانين للمياه العكرة، وخزان آخر للمياه النظيفة يبلغ سعة الواحد نحو واحد متر مكعب، حيث يبلغ عدد تلك الدورات نحو 24 دورة.
وأوضح أن المدرسة ستنفذ المشروع على مستوى دورات المياه، وتعيد ضخ تلك المياه إلى دورات المياه لقابليتها للاستخدام مرة أخرى، مؤكدا العمل جاري لتعميم فكرة إنشاء محطات تنقية وتحويل المياه الرمادية على مستوى مدارس الإسكندرية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني،وذكر أن تكلفة إنشاء المحطة بالمدرسة الواحدة، يتوقف على سعة دورات المياه وعددها. وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع 10 معلمين من المدرسة لإدارة محطة التنقية، موضحا أن هناك نظام معين للمحطة دون تدخل بشري.
وأوضح المهندس رضوان البشبيشي، المسؤول الفني عن المشروع، أن المشروع استغرق نحو 60 يوما لتنفيذه، والذي هو عبارة عن غرفة خرسانية تعمل بنظام أوتوماتيك، دون تدخل بشري، يحيط بها مادة عازلة لمنع تسرب المياه الجوفية إلى داخل الغرفة، لإعادة استخدام مياه الأحواض وتكريرها وتعقيمها وإعادتها مرة أخرى إلى دورات المياه، وبتلك المواصفات تعد أحدث تقنية في العالم لترشيد المياه.
وأكد "البشبيشي"، أنه تم اتخاذ جميع إجراءات السلامة الشخصية ووضعها في الاعتبار عند التعامل مع جميع أدوات المحطة. وتابع البشبيشي، أن فوائد المحطة تتمثل في زيادة الرقعة النباتية الخضراء في المدن بفعل توفير المياه لري مساحات كبيرة، بجانب عدم الحاجة إلى بناء منشآت ضخمة للصرف الصحي، والتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية لتشغيل تلك المحطات.