مجلة أمريكية: الأنظمة العربية المستبدة تحمي الأقليات المسيحية بسبب تخوفها من الجهاديين
رأت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية، أن أحد أكثر الأسئلة إلحاحا على رؤوس المراقبين الغربيين فيما يتعلق بالأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط هو سر رعايتها للأقليات الدينية والحرص على حماية هذه الأقليات.
وقالت المجلة الامريكية ، اليوم، إن الإجابة يحملها مثل سائر- أغلب الظن أنه عربي- يقول: "عدو عدوي صديقي". وأسقطت المجلة على الصعيد العربي وحماية الأنظمة الاستبدادية العربية للأقليات المسيحية، قائلة، إن المثل السائر تغير هنا على نحو طفيف ليصبح "عدو الكفار هو عدوي".
وضربت "فرونت بيج" الأمريكية، مثلا بالإشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة: إنه يعلم أن الثوار الإسلاميين إذ يهاجمون المسيحيين باعتبارهم كفارا، يعتبرونه أيضا كافرا، وبالتالي فهؤلاء الإسلاميون هم أعداؤه الطبيعيون الذين يشكلون خطرا على بقاء نظامه.
وقالت المجلة الأمريكية: إن ما ينسحب على الأسد في سوريا انسحب من قبل على أنظمة صدام حسين في العراق وحسني مبارك في مصر ومعمر القذافي في ليبيا والباقين، مؤكدة أن حماية هؤلاء الحكام المستبدين للأقليات لا تنبع من حبهم لها كرعايا، وإنما من علمهم أن هذه الأقليات مأمونة الجانب بخلاف من يهاجمونهم الذين يمثلون مصدر قلق لتلك الأنظمة.
ونوهت "فرونت بيج" عن أن من يصرخون قائلين "كفار!!" أثناء إحراق الكنائس هم أنفسهم من يصرخون قائلين "مرتدون!!" لدى مهاجمة أهداف تابعة للدولة، ورصدت المجلة الأمريكية، دعوة وجهها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مؤخرا إلى الجهاديين في مصر بالتوقف عن استهداف المسيحيين وكنائسهم والتركيز بدلا من ذلك على الأنظمة الحاكمة، وقالت: إن الجهاديين بذلك يعتبرون الكفار في حالة المسيحيين أو المرتدين في حالة الأنظمة الحاكمة بمثابة أعداء لهم.
ولفتت المجلة إلى مصر، وقالت: إن المثل السائر "عدو عدوي صديقي" ينطبق عليها تماما، مشيرة إلى الدور المهم الذي اضطلع به مسيحيو مصر في ثورة يونيو التي أطاحت بنظام جماعة الإخوان من الحكم، حيث وقف البابا تواضروس الثاني بجوار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب يدا واحدة في مواجهة جماعة الإخوان وأنصارها ومن ورائها تنظيم القاعدة في كل مكان.