الحلقة (27) من "الإمام الغزالي": جيش الفرنجة يبدأ التحرك لاحتلال بيت المقدس
يستمر الإمام الغزالي في طريقه للبحث عن الإيمان اليقيني، الذي لا يقبل الشك، فيأتيه شيخه الراحل الإمام الجويني إمام الحرمين وينصحه بعدم البحث عن الإيمان اليقيني مباشرة ووجوب البحث عن الوسائل التي تؤدي إلى ذلك.
يبدأ جيش الفرنجة بقيادة الأب بطرس الناسك في التحرك والاستعداد للزحف على بلاد الإسلام لاحتلال بيت المقدس زاعمين بأنهم يحاربون من أجل حمايته ومن أجل نصرة الصليب.
يستكمل الغزالي رحلته للوصول إلى الإيمان اليقيني فتكون أولى خطواته هي اختبار الحواس، لكنه يكتشف أن الحواس لا تصلح دليلا للمعرفة اليقينية لأن الحواس ربما تخدعنا في كثير من الأحيان، ثم يحاول الاعتماد على العقل فيكتشف أن هناك حقائق لا يمكن للعقل إدراكها كحقيقة ما بعد الحياة وحقيقة الموت.
يتمكن عبد الملك بن عطاش من الوصول لعلي وجلنار وطفلهما ويأخذهما للحسن ليعاقبهما على فعلتهما بالخروج عليه فيقرر تعذيبهما عذابا شديدا وحرمانهما من طفلهما جزاءا لهما على التمرد.
لا يزال الغزالي في بحثه عن الإيمان اليقيني ويدعو ربه بأن يلهمه ذلك الإيمان وبينما هو في خلوته ليلا يشعر بنور يضيء المكان وينقلب الليل إلى وضح نهار ويشعر الغزالي بالنور يتغلغل في أعماقه فيتأكد أن هذا النور هو رسالة من ربه سبحانه وتعالى ويوقن بأن الله نور وأن الإيمان قبس من نور وأخيرا تسكن قلبه حلاوة الإيمان. ويقرر الغزالي بعد شفائه الذهاب إلى حج بيت الله وفي طريق ذهابه تقف القافلة عن السير لوجود سيل شديد أدى إلى قطع الطريق وتخريب الديار وإيذاء البيت الحرام فيعود الجميع من حيث أتوا ويقرر الغزالي هذه المرة الذهاب للقدس لتعويض حرمانه من زيارة المسجد الحرام بزيارة المسجد الأقصى.
يعرف الحسن بن الصباح باحتلال الفرنجة لبلدة "قونية" فيكلف مساعده بن عطاش بالذهاب إليهم وعرض خدماته عليهم والتحالف معهم ضد المسلمين استمرارا لخطته في التفرقة وجعل بلاد الإسلام كلها باطنية ويذهب بن عطاش لمقابلة قائد جيش الفرنجة لعرض التحالف عليه ولكن قائد الجيش يرفض ذاك التحالف معه. وتتوارد الأنباء باحتلال الفرنجة للإمارات العربية واحدة تلو الأخرى وعلى رأسها أمارة أنطاكية وإمارة الرها على يد القائد بلدوين والقائد تاكري فيقيم جنود الفرنجة الاحتفالات بانتصاراتهم الساحقة على المسلمين.