"التضامن": توفير الرعاية الاجتماعية للفئات العمرية حسب احتياجاتها
غادة والي
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسنين والذي يواكب الأول من أكتوبر من كل عام وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي أن سياسة الوزارة تقوم على توفير الرعاية الاجتماعية للفئات العمرية المختلفة حسب احتياجاتها وتعتبر فئة كبار السن إحدى الفئات التي توليها الوزارة اهتمام كبير بتوفير الخدمات المتعددة والمتنوعة لها مع استغلال قدراتها وإمكانياتها بشكل إيجابي ليتم توظيفها للمساهمة في العمليات التنموية والنهوض بالمجتمع.
وتتنوع الخدمات التي تقدمها الوزارة للمسنين ففي إطار برامج الدعم النقدي بالوزارة يقدر عدد المستفيدين من المسنين ما يزيد على 214 ألف مسن ومسنة فمن خلال برنامج "كرامة" يقدر عدد المستفيدين من الدعم النقدي المقدم به وقيمته 450 جنيه ما يزيد على 50 ألف مسن حيث يتهدف البرنامج لتوفير حياة كريمة للمسنين غير القادرين على العمل والإنتاج تقديرا لما قدموه وبذلوه بينما يستفيد من برنامج الضمان الاجتماعي ما يزيد على 163 ألف مسن.
كما تم تفعيل اللجنة العليا للمسنين برئاسة وزير التضامن الاجتماعي، وعضوية الوزارات والهيئات المختلفة المعنية برعاية كبار السن على المستوى الوطني حيث تهدف هذه اللجنة إلى وضع خطط وبرامج العمل في هذا المجال لتحسين نوعية الخدمات المقدمة لهم من كافة الجهات ووضع خطة رعاية شاملة لكبار السن بالتعاون مع كافة القطاعات الخدمية بالدولة، وذلك تامشيا مع مقررات الخطة الدولية للشيخوخة التي وقعت عليها مصر في مدريد 2002 وأصبحت ملزمة بتشكيل هذه اللجنة القومية وتم عقد الاجتماع الأول والثاني لها وحاليا يتم التجهيز للاجتماع الثالث.
وقامت اللجنة العليا لكبار السن بطرح رؤية حول قضايا المسنين تضمنت عدد من محاور العمل من توفير رعاية صحية شاملة للمقيمين بدور المسنين وإيجاد إعلام ومجتمع واعي بقضايا المسنين يضمن تناولها بشكل رشيد كذلك إتاحة جوانب ترفيهية وثقافية وفنيه لكبار السن وأماكن إقامة كريمة ومهيأة لكبار السن (دور المسنين) بالإضافة إلى تقديم خدمة عالية الجودة تقدم للمسنين داخل الدور وتوفير مسنين مشاركين في المجتمع تحت شعار المسن المتطوع.
وقالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي إن الوزارة تنفذ مشروع تطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية كرؤية إستراتيجية جديدة لرفع كفائتها وجودتها وبناء قدرات العاملين بها والقائمين على إدارتها عبر معايير الجودة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية من بناء منظومة متكاملة لتحقيق الجودة الشاملة والتنمية المستدامة وفقاً لرؤية الدولة 2030 كما يتم العمل على تحسين البنية التحتية لعدد من دور المسنين وتطوير القدرات القائمة على تقديم الرعاية.
وأضافت أن مبادرة "بينا" تعد إحدى مبادرات الوزارة والتي تعمل على تحسين الرعاية المقدمة بدور الرعاية وقامت بتنظيم لقاء تشاوري بعنوان "أوضاع كبار السن في مصر" بحضور المهتمين بمجال رعاية كبار السن كم تم تنظيم رحلات ترفهيه للمسنين والتنسيق مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لتنفيذ دراسة تقييمية لدور المسنين وأوضاع كبار السن مع حصر ميداني لاحتياجات مراكز المسنين المشردين البالغ عددهم 7 مراكز على مستوى الجمهورية.
وأشارت وزير التضامن إلى أن هناك أيضا خدمات مقدمة من خلال دور المسنين والبالغ عددها 168 دار على مستوى 22 محافظة يستفيد منها حوالي 6 ألاف مسن ومسنة وتقوم هذه الدور بتقديم الرعاية لمن لا يجدون الرعاية داخل أسرهم الطبيعية لسبب أو لأخر أي إن كان مستواهم المادي أو الصحي ما داموا في حاجة لمن يرعاهم ويتم في هذه الدور توفير الإعاشة الكاملة وتقديم ألوان الرعاية المختلفة بمستويات تتناسب مع الإمكانيات المتاحة بالنسبة للمسن من المقدرة المادية بحيث تقدم الخدمة بأجر أو أجر مخفض أو مجانية.
وأوضحت أن هناك 15 دار تقدم خدماتها بالمجان كما تتنوع الدور ما بين 143 دار للمسنين القادرين على خدمة أنفسهم و25 دار لغير القادرين على ذلك، كما تقدم الوزارة دعم مادي، وفني من خلال المتابعة وتقييم الأداء كما أن هناك أندية المسنين والتي تعد مراكز نهارية يتم مــن خلالها تقديم الخـدمات المختلفة لكبار السن بهدف قـــضاء وقت ممتع واستثمار أوقات فراغهم كجزء من رد الجميل لما قدموه من عطاء في خدمة المجتمع.
وقالت "والي" إن عدد الأندية يبلغ 194 نادي مـــوزعة على معظم محافظات الجمهوريــة ويستفيد مــن أنشطتها ما يقرب مــن 70 ألف مسن ومسنة تقريبا وتقدم هذه الأندية برامج وأنشطة متعددة بجانب الرحلات والمصايف ورحلات الحج والعمرة والتدريب على بعض المشغولات والأعمال اليدوية.
ومن خلال مكاتب خدمة المسنين داخل دور وأندية المسنين يتم تقديم خدمة مستحدثة تهدف إلى خدمة المسنين بمنازلهم سواء من أعضاء النادي أو من خارجه، وذلك عن طريق توفير احتياجات المسن المقيم داخل منزله بدون عائل أو داخل أسرة طبيعية ومنها توفير وجبات جاهزة ورعاية صحية ويصل عدد هذه المكاتب 27 مكتب خدمة بالمنازل على مستوى الجمهورية وجاري التوسع فيها.
ومن خلال خدمة جليس المسن والمسنة قامت الوزارة بتدريب الجليسات بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية والتي تعمل على إتاحة فرص عمل لشباب الخريجين لتوفير هذه الخدمة نظرا لتزايد الطلب عليها سواء من الأسر التي لديها مسن وترغب في توفير الرعاية المنزلية له أو داخل دور الإقامة للمسنين التي ترغب في الاستعانة بهم.
ويبلغ عدد اللذين أتيحت لهم فرص التدريب ما يقرب من 3000 فتاة وفتى، ويبلغ عدد المسنين المستفيدين من هذه الخدمة ما يقرب من 900 مسن ومسنة وجاري العمل على التوسع في هذا المشروع نظراً لاحتياج الأسر والمجتمع له.
كما ان هناك خدمة وحدات العلاج الطبيعي وهى خدمة ملحقة بوحدات خدمة المسنين حيث يحصل المسن فيها على جلسات العلاج الطبيعي واللياقة البدنية بأجر رمزي بالإضافة إلى استفادة المسنين الموجودين داخل أسرهم الطبيعية المقيمين بالمنطقة الواقع بها النشاط بحصولهم على الخدمة بأجر مخفض.
ويبلغ عدد هذه الوحدات التي تم إنشاؤها من خلال التطوير للأنشطة 52 وحدة علاج طبيعي ولياقة بدنية موزعين على جميع محافظات الجمهورية يتم دعمها من الوزارة بأحدث أجهزة اللياقة البدنية التي يحتاجها المسن تحت إشراف طبي ومتخصصين في العلاج الطبيعي.
وأكدت والى أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل بشكل دائم في إطار من التعاون والتنسيق مع الجهات والأجهزة الأخرى حيث تقوم بالتعاون والتواصل المستمر مـــع الهيئات المختلفــة المعنية بأمور المسنين مثل الهيئات الأكاديمية والجامعية والإعلامية والخدمية بهدف إفادة كبار السن من خدماتهم وتطوير العمل وإجراء الدراسات والبحــوث والمشاركـــة في الندوات والمؤتمرات المختلفة.