قل: «عباد الرحمن».. ولا تقل: «كشعمة»
ناضل أهالى قرية تسمى «كشعمة» لتغيير اسم قريتهم، لكنهم فشلوا فى ظل تعقيدات الإدارة المحلية، وبعد الثورة أخذوا زمام المبادرة ولم ينتظروا موافقة المحليات وغيروا الاسم إلى «عباد الرحمن»، لكن الحكومة لم تعترف بالاسم الجديد حتى الآن.
ما إن تقترب من هذه القرية المجاورة لمدينة كفر الدوار فى البحيرة والتى تتميز بالهدوء وتغلب على أهلها البساطة، حتى تلاحظ فى كل جنباتها عبارات ولافتات تؤكد أن الاسم «عباد الرحمن» وليس «كشعمة»، ولم يعد مقبولا من جانب أهالى القرية أن يسأل أحد المارة «هى كشعمة فين؟».
فى مدخل القرية كتب الأهالى عبارة واضحة بخط كبير على أحد جدران المسجد: «قرية عباد الرحمن- كشعمة سابقا». ومعظم المكتبات والمحلات والمشروعات الصغيرة تحمل اسم «عباد الرحمن» فى تأكيد من الأهالى على تغيير اسم القرية التى ظلت سبعين عاما تحمل هذا الاسم.
محمود عبداللطيف أحد شباب القرية قال: «بعد الثورة تحركنا من تلقاء أنفسنا بمؤازرة أهالى وشيوخ القرية، وقررنا تغيير الاسم دون انتظار موافقة المحافظة والوحدة المحلية لمركز ومدينة كفر الدوار، خاصة أننا ندرك أنه لا توجد مجالس محلية تعاوننا فى تحقيق هذا المطلب الذى يعد بالنسبة لنا حياة أو موتا، لكن فى الأوراق والمستندات الرسمية لا يزال اسم القرية «كشعمة».
ممدوح الصافى-مدرس أزهرى- يشير إلى أن أصل تسمية القرية يعود إلى أربعينات القرن الماضى لرجل كان يسمى «كشعمة» صاحب شركات للتقاوى، اختلف الأهالى حول ديانته: يهودى أو مسيحى، وكان يمتلك الأراضى التى أقيمت عليها القرية بعد ذلك، ثم اشترت عائلات الغامرى والخضرجى والصعيدى 60 فدانا منه لتبدأ رحلة إعمار القرية منذ هذا التاريخ. وأضاف «الصافى» إن قرية «عباد الرحمن» تعانى نقصا فى مرافق البنية الأساسية والخدمات المختلفة، خاصة المواصلات والرعاية الصحية والتعليم.
إسماعيل الصعيدى -60 سنة- مزارع قال: «بعد أن نجحنا فى معركتنا لتغيير اسم القرية، نتمنى أن نعيش حياة آدمية كريمة».