بعد استئناف نقل النفط به.. التفاصيل الكاملة لأزمة "باب المندب"
بعد استئناف السعودية نقل النفط به.. التفاصيل الكاملة لأزمة "باب المندب"
باب المندب
استأنفت المملكة العربية السعودية، نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، بدءا من اليوم، بعد هجوم تعرضت له إحدها ناقلات النفظ التابعة لها من نحو أسبوعين، من جانب ميليشيات الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران.
وجاء هذا الإعلان بعد أن أكدت قوات التحالف المشتركة لاستعادة الشرعية في اليمن، أنها اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة سفن دول التحالف عبر المضيق وجنوب البحر الأحمر، وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وبما يتوافق مع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عن وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، قوله: "إن قرار استئناف عمليات شحن النفط عبر مضيق باب المندب جاء بعد أن اتَّخذت قيادة التحالف، الإجراءات اللازمة لحماية سفن دول التحالف"، مشددا على أن أمن المضيق وجنوب البحر الأحمر، مصلحة دولية مشتركة، يجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاهها.
وأكد الفالح ثقته أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة، قد اتخذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لخفض المخاطر على سفن دول التحالف التي تمر عبر مضيق باب المندب ومنطقة جنوب البحر الأحمر، بالتنسيق مع المجتمع الدولي والتي من شأنها ضمان استمرار إمداد العالم بالطاقة، وفق أعلى المعايير والاحتياطات الأمنية.
كما أكد العقيد الركن تركي المالكي، الناطق الرسمي باسم قيادة قوات التحالف المشتركة لاستعادة الشرعية في اليمن، أن التحالف قد أجرى تقييما شاملاً لهجمات الميليشيات الحوثية، التي تستهدف حرية الملاحة في مضيق باب المندب، واتخذ حيالها جميع التدابير اللازمة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر المضيق، بالتنسيق مع المجتمع الدولي.
وأعلنت السعودية منذ 25 يوليو الماضي، تعليق نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، في أعقاب المحاولات الإرهابية الفاشلة التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإيرانية ضد ناقلتي نفط تابعتين لها في البحر الأحمر، والتي أسفرت عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين.
كما أعلنت الإدارة الأمريكية، السبت الماضي، أنها تدرس إمكانية تنفيذ عملية عسكرية ضد الحوثيين، بعد "تهديداتهم ناقلات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر"، وذلك بهدف الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة وآمنة، وذلك وفق ما أفادت به شبكة "سي إن إن".
وعقب الاعتداءات الحوثية على الشاحنات السعودية، نقل موقع قناة "الحرة" تحذيرا للولايات المتحدة، عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، من الدخول في حرب مع إيران، قائلا: "إن البحر الأحمر لم يعد آمنا بوجود القوات الأمريكية".
وتسعى إيران، من خلال ميليشيات الحوثي المتواجدة في الحديدة، إلى الضغط على المجتمع الدولي من خلال "باب المندب"، وتنفيذ تهديداتها الإرهابية، لما يمثله هذا المضيق من أهمية على صعيد الملاحة الدولية.
ودولة الكويت، أعلنت هي الأخرى، بحسب تصريحات لرئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، بدر الخشتي، دراستها، اتخاذ قرار بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، وذلك في سياق التضامن مع السعودية، بعد الاعتداء الحوثي على شاحنتيها النفطيتين.
وزادت أهمية مضيق باب المندب مع الاكتشافات النفطية في منطقة الخليج العربي، إضافة إلى كونه ممرا مائيا تجاريا هاما على صعيد سرعة النقل البحري والتبادل التجاري بين أوروبا وآسيا، حيث أن عدد القطع البحرية المختلفة التي تعبره سنويا يقدر بحوالي 25 ألفا، أي بمعدل 70 قطعة يوميا، حيث يشكل ممرا لنحو 7% من حجم التجارة العالمية.
ويربط مضيق باب المندب، البحر الأحمر من الجنوب، بالمحيط الهندي، كونه يقع في منتصف المسافة بين محافظة السويس (المصرية) ومدينة مومباي (الهندية)، ويحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب.
ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط، من كمية النفط المارة به، والتي تقدر بحدود 3.5 مليون برميل يوميا، وكونه يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط بـ60%، وإغلاقه سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول إفريقيا، وسيرفع تكاليف نقل النفط بشكل كبير، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
ويبلغ عرض المضيق حوالى 30 كيلومتر تقريبا، تتوسطه جزيرة بريم، وتتم الملاحة في الجزء الغربي من المضيق، لأنه الأوسع، حيث يبلغ عرضه 25 كيلومترا ويصل عمقه إلى 310 أمتار، ويطلق عليه اسم "دقة المايون".
أما الجزء الشرقي ويسمى "قناة اسكندر"، فهو لا يصلح للملاحة الدولية، بسبب ضيقه، وسطحية المياه فيه، حيث يبلغ عرضه ثلاثة كيلو مترات وعمقه، في أعمق منطقة، 30 مترا.