الدكتور محمد يسرى إبراهيم: لست مرشح خيرت الشاطر .. وعلاقتى بشيخ الأزهر «علاقة التلميذ بأستاذه»
ترشيح الدكتور محمد يسرى إبراهيم لتولى حقيبة الأوقاف أثار العديد من الأسئلة والتخوفات المتعلقة بإسناد مهام الدعاة والمنابر إلى شيخ سلفى، وتجاهل علماء الأزهر المشهود لهم بالوسطية والاعتدال، فضلاً عن التكهنات المتعلقة بأن المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، هو من رشح يسرى لهذا المنصب.
الدكتور يسرى أكد، فى حواره لـ«الوطن»، أن علاقته بالإخوان المسلمين حميدة وطيبة، لكنه نفى ما تردد حول ترشيح الشاطر له، مؤكداً أنه التقى رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل، لكن الأمر لا يخرج عن نطاق التشاور والترشيح.
وتحدث يسرى عن علاقته بالأمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودور وزارة الأوقاف فى عهده، كما تطرق إلى الدور الوسطى للأزهر وكادر الدعاة وتجديد الخطاب الدينى وقضايا أخرى كثيرة فى سياق الحوار التالى..
* بداية.. ما حقيقة توليك حقيبة الأوقاف فى الحكومة الجديدة؟
- والله حتى الآن لا أعرف، لكننى أجريت مقابلة مع الدكتور هشام قنديل، المكلف بتشكيل الحكومة، منذ أربعة أيام وقال لى إن هذا اللقاء تشاورى لكل المرشحين.
* وهل ستقبل هذا التكليف؟
- هى مسئولية كبيرة وتجعل كل واحد يتردد قبل قبول المنصب، لكننى استشرت عددا من العلماء واستخرت الله تعالى وتوكلت عليه وقررت قبول التكليف إن حدث، فكل واحد عاقل لديه تبصر لعواقب الأمور يقف مع نفسه كثيرا قبل تحمل أعباء تلك المسئولية والأمانة.
* تردد أنك مرشح من قبل المهندس خيرت الشاطر لتولى الأوقاف.
- طبعا أنا علاقتى بالإخوان المسلمين علاقة حميدة وطيبة فنحن فى أمس الحاجة إلى التقارب والتكاتف والتلاحم لخدمة الوطن، لكننى لست مرشح المهندس خيرت الشاطر كما يدعى البعض.
* ما طبيعة علاقتك بالدكتور مصطفى النجار، خاصة أن انتخابات الشعب الأخيرة شهدت شدا وجذبا بينكما؟
- علاقتى بالدكتور مصطفى النجار طيبة، وما حدث فى الانتخابات الأخيرة انتهى وكان مجرد زوبعة انتخابات، وأى انتخابات تشوبها تجاوزات من أنصار ومؤيدى كل مرشح، لكننا فى النهاية أحباب، وبادر النجار وهنأنى على ترشحى للأوقاف من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وأنا شكرته على ذلك، لكن حتى الآن لم يجزم بتكليفى بالوزارة والأمر لا يتعدى مرحلة الترشيح.
* ما العقبات التى تواجه وزارة الأوقاف من وجهة نظرك؟
- الأوقاف كغيرها من الوزارات والهيئات تحتاج إلى تطوير وتحسين فى أدائها من أجل خدمة المجتمع وقضاياه، وذلك من خلال المساجد والمنابر وكل وسائل الدعوة، ولا بد من تحسين وتطوير الخطاب الدينى، وربنا يولى من يصلح لها سواء كان أنا أم غيرى».[Quote_2]
* هل الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد؟
- الخطاب الدينى يحتاج إلى تطوير فى أساليبه ومضمونه وطريقة أدائه حتى يصبح مواكبا للعصر بعقلية هذا الزمان، خاصة أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين. وعلينا إدراك أن المضمون ثابت والتغير يكون فى الوسائل والأساليب والأدوات.
* ما رأيك فى وضع إمام المسجد حاليا؟
- من الظلم أن الإمام الذى تخرج فى كلية شرعية ويقوم بأداء رسالة الدعوة ويمثل نموذجا وقدوة للجميع أن يعانى بسبب تدنى مستوى معيشته نظرا لضعف الراتب الذى يتقاضاه، وفى هذه الحالة لن يستطيع أداء رسالته؛ لذلك أنا أطالب أى وزير يأتى على رأس وزارة الأوقاف أن يهتم بالإمام ويجعله على رأس أولوياته؛ فالإمام لا بد أن يحظى برعاية وعناية مادية وأدبية وعلمية واجتماعية له ولأسرته، وبناء على هذا سيكون على قمة أولوياتى تحقيق كادر للدعاة.
* تقصد أنك لن تطالبهم بمهام قبل تحقيق الكادر؟
- نعم؛ لأننى لا يمكن أن أطالبهم بالارتقاء بالدعوة والخطاب الدينى إلا فى حالة تلبية طلباتهم وعلى رأسها تحسين أوضاعهم المعيشية؛ لأنه لا يصح أن أترك الداعية مشغولا بالبحث عن لقمة العيش فى أكثر من مهنة؛ فهذا أكبر إهانة للدعوة والدعاة ويدفع المجتمع فاتورتها باهظة؛ لذلك سأسعى إلى توفير حد الكفاية لهم لأنهم يستحقون كل خير وتحملوا الكثير فى سبيل القيام بمهامهم.
* وما حد الكفاية للإمام؟
- فى تصورى أن هذا الأمر لا بد أن يخضع للدراسة حتى يتماشى ما نطلبه مع ظروف الدولة، لكن لا يصح أن يتقاضى الإمام 400 جنيه فى ظل الظروف الراهنة وغلاء المعيشة، وبالتالى لا بد أن يكون الحد الأدنى لراتب الإمام 1200 أو 1400 على أقل تقدير حتى تكون الدعوة والدعاة على الطريق الصحيح.[Quote_1]
* ما علاقتك بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟
- علاقتى بشيخ الأزهر علاقة التلميذ بأستاذه؛ فأنا أكن كل الاحترام والتقدير لشخصه الكريم؛ فهو أستاذنا، وأنا أدرس بالأزهر منذ عشرين عاما وتحديدا منذ عام 1990 أتلقى العلم فى هذه المؤسسة العريقة، وفى حالة إسناد مهام الأوقاف لى سيشهد الجميع على حسن العلاقة بيننا.
* لكن توجد تخوفات من تولى حقيبة الأوقاف شخصية لها انتماءات سلفية؟
- هذا الكلام لا أساس له من الصحة؛ لأننى فى المقام الأول أزهرى قبل أن يكون انتمائى سلفيا، ولا بد أن تكون علاقتى برأس المؤسسة الدينية قائمة على الود والاحترام وألتزم بالمنهج الأزهرى المعتدل.
* من لا يعرف أنك أزهرى وصاحب منهج معتدل، ماذا تقول له؟
- لمن لا يعرفنى أقول: حصلت على الترتيب الأول فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وفى مادة العقيدة حصلت على 100%، وكان أستاذى وقتها الدكتور عوض الله حجازى، نائب رئيس جامعة الأزهر حينها. وبالتالى لا محل لهذه التخوفات من الإعراب؛ فأنا أكن كل الاحترام للأزهر وللرموز والمشايخ، وممن تعلمت على أيديهم الدكتور أحمد على طه ريان؛ فهو من أهل العلم والتصوف وكلما قابلته قبَّلت يده، وخلاصة كلامى أن المنهج الأزهرى الوسطى المعتدل هو نهج وزارة الأوقاف وليس غيره فى حالة تنصيبى وزيرا للأوقاف.