تشبه بقية العربات، يبيع أصحابها البطاطا أو الذرة المشوية، أو حتى بعض الحلويات والألعاب، لكنها تتميز بشكلها اللافت، فعربة اليد التى غالباً ما تكون متّسخة، ويتحول لون خشبها للأسود بفعل الماء والتراب والشمس، تظهر فى المعادى ملونة وملفوفة بورق «السوليفان» لتلفت أنظار الزبائن.
يبيع رضا محمود، ذرة مشوية فى المعادى، فى شارع الـ250، لكن عربته مختلفة، فإطاراتها ملونة بالأصفر وأرضية العربة مفروشة بأوراق مختلفة الألوان، والهوّاية التى يستخدمها ملونة بالأحمر: «لكل منطقة زبونها، ولو مش فاهمين الزبون مانكسبش»، يحكى الشاب الذى يخرج كل يوم بجوال ممتلئ بالذرة: «إحنا هنا فى دجلة، الزبون حالته مرتاحة شوية، لو ماعملناش كده ممكن يتقرف من العربية أو يبص لها على أنها وحشة وماياخدش درة». بضعة جنيهات يتكلفها الشاب مرتين فى الأسبوع لفرش العربة وتنظيفها: «باجيب كام فرخ سوليفان من أى بياع، وبانضّف العربية وأزوّقها لحد ما أبيع».
عربة أخرى تقف إلى جوار عربته، تبيع البطاطا، غلّفها صاحبها بورق «السوليفان» لتختفى معالم الفرن الذى تحول إلى اللون الأسود: «علشان يبقى شكلها حلو، وتلفت نظر الزبون، لما كنت بابيع فى السيدة زينب، كنت باحط على ورق ولا يهمنى، هنا لازم طبق فويل وأكياس جديدة»، يحكى سالم عوض، الشاب الذى ترك المنيا وجاء إلى القاهرة للعمل فى بيع البطاطا: «هنا الحاجة سعرها بيبقى أغلى شوية، بس البيع بمزاج، ومفيش فصال، ولا مناهدة»، قالها وهو يشير إلى الورقة الفضّية التى كست الفرن: «باغيرها كل يومين».
تروسيكل صغير وضع عليه عدداً من الألعاب، وبينما تظهر أوراق ملونة باللون الذهبى، كانت تحتها أعواد الجريد: «لازم نشغّل دماغنا، والمعادى مش كلها زى بعضها، فى مناطق بننزل عادى من غير ما نزوق عربياتنا»، كلمات عبدالحليم نبوى، الذى يملك العربة منذ سنوات.
تعليقات الفيسبوك