«الدورى المصرى للمحترفين» هذا هو المسمى الجديد للدورى المصرى لكرة القدم بشكله الجديد فى الموسم المقبل، حيث تعمل الأندية الآن على تكوين رابطة الأندية للمحترفين، وهى خطوة ستضع الكرة المصرية على الطريق الصحيح لتطوير نفسها بعد أن تخبطت على مدار السنوات الماضية بسبب تعنت مسئولى اتحاد الكرة السابقين ضد أى فكرة من شأنها أن تسهم فى الخروج بنظام إدارة الكرة المصرية من الظلام إلى النور، وأقصد هنا أنهم كانوا مستفيدين من التخبط الإدارى السابق، عن طريق وجود ثغرات فى النظم الإدارية للكرة المصرية، وبالتالى فوجود رابطة الأندية للمحترفين ضرورى جداً فى الفترة المقبلة حتى يحد من دور الاتحاد المصرى فى إدارة المسابقة، ولكى تحفظ للأندية حقوقها وتعمل على زيادة دخل الأندية من خلال الحرص على تحويل جزء كبير من دخل الاتحاد المصرى إلى الأندية، وبالتالى عدم ظهور المشاكل المالية التى تعرقل الفرق الكبرى.
وسأضرب لسيادتكم مثالاً على ما أقول؛ فمنذ أن تم تكوين رابطة الأندية للمحترفين للأندية الإنجليزية وتم تحويل الدورى الإنجليزى إلى مسماه الجديد الدورى الإنجليزى للمحترفين «Premier league» عام 1992، تم توجيه الربح الناتج عن مسابقة الدورى إلى الأندية بدلاً من أنه كان يذهب بالكامل إلى الاتحاد الإنجليزى، وعندما اشترى باركليز الدورى الإنجليزى دفع مليون جنيه استرلينى لأندية الدورى والبالغ عددها 20 نادياً بشرط أن توزع النسب بالتساوى.
وهنا زادت قوة الدورى الإنجليزى حيث ساعدت هذه المبالغ الأندية الصغيرة على النهوض بمستواها وزيادة قدرتها على الإنفاق، وتحقيق سياسة الاكتفاء الذاتى، وتمكنت هذه الأندية من التعاقد مع لاعبين مميزين حتى يستطيعوا منافسة الكبار؛ وأكبر دليل على ذلك هو فوز بلاكبيرن أحد أندية الوسط بأول نسخة للدورى الإنجليزى للمحترفين بقيادة المهاجم الشاب حينذاك آلان شيرر، وهنا زادت قيمة الدورى الإنجليزى لوجود عدد كبير من أعظم لاعبى العالم يشاركون مع الأندية المختلفة وليس نادياً واحداً فقط.
واستفادت الكرة الإنجليزية من وجود هؤلاء اللاعبين فى المسابقة الأفضل فى العالم، وسأعود بكم إلى النسخة المصرية وأتساءل؟ لماذا يحصل الاتحاد المصرى على قيمة شراء الدورى العام؟، ولكن عند تكوين رابطة الأندية للمحترفين ستطالب هذه الرابطة بأن يدخل هذا المبلغ خزائن الأندية بدلاً من خزينة الاتحاد المصرى.
وفى هذه الحالة لن نجد نادياً كبيراً مثل النادى الإسماعيلى يتم الحجز عليه من الضرائب بسبب عدم السداد، ولن نجد نادياً كبيراً مثل الاتحاد السكندرى لا يستطيع أن يدفع أجور الشقق للاعبيه، ولن نجد أبداً نادياً بحجم الزمالك لا يستطيع الوفاء بعقود لاعبيه.
ومن هنا أطالب بسرعة تطبيق رابطة الدورى المصرى للمحترفين لانتشال الكرة المصرية من أزماتها المالية، والانتقال بها إلى الاحتراف الحقيقى.