حملات موسعة وقصف جوى لبؤر الإرهابيين بـ«العريش وبئر العبد».. واكتشاف برميل متفجرات على الطريق الدولى
قوات الجيش تواصل مطاردة الإرهابيين فى سيناء «صورة أرشيفية»
شنّت أجهزة الأمن حملات موسّعة على مناطق متفرقة من العريش حتى الساعات الأولى من صباح أمس، بالتزامن مع انفجارات متتالية نتيجة غارات جوية على بؤر تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، جنوب العريش، وفى منطقة الظهير الصحراوى لمركز بئر العبد، حسب مصادر أمنية، أشارت إلى أن «الحملة الأخيرة واحدة من أشرس الحملات الأمنية على العريش وبئر العبد».
مصادر قبلية: انشقاقات جديدة داخل تنظيم «بيت المقدس».. وعدد من الفصائل الإرهابية رفضت الهجوم على مسجد الروضة
وأوضحت أن «قوات الأمن تلقّت معلومات عن اعتزام عدد من العناصر الإرهابية تنفيذ عملية ضد قوات الأمن، صباح الجمعة، فبدأ القصف بشكل مكثف على عدة أهداف للتنظيم فى منطقة مزارع العريش، ودمرت سيارة دفع رباعى فى مدخل مزرعة المسمى، جنوب العريش، ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين داخلها».
وأضافت: «بالتزامن مع الحملات الجوية المكثقة، شنّت القوات البرية أكبر حملة لتمشيط منطقتى ابنى بيتك والشاليهات القديمة، والمناطق الصحراوية فى بئر العبد، ومحيط الطريق الدولى المؤدى إلى القنطرة شرق، حتى الكيلو 17، ودمرت 3 عشش تستخدمها العناصر الإرهابية مأوى لها، كما ألقت القبض على 3 هاربين من أحكام قضائية جنائية، و19 شخصاً للاشتباه فى انتمائهم للتنظيمات التكفيرية».
وللمرة الثانية خلال 48 ساعة، عثرت قوات الأمن على برميل مفخخ بكمية كبيرة من المتفجرات بجانب الطريق الدولى العريش - القنطرة شرق، ومُعد للتفجير عن بُعد عند مرور القوات المسئولة عن تمشيط المنطقة»، وقالت مصادر أمنية: إن «خبراء المفرقعات عثروا على برميل مفخخ بـ200 كيلوجرام من مادة تى إن تى شديدة الانفجار، ومتصل بدائرة كهربائية وأسلاك، استعداداً لتفجيرها عن بُعد».
وأشارت إلى أن «خبراء المفرقعات كانوا يمشطون الطريق الدولى قرب منطقة الكيلو 17 فى وقت متأخر من مساء الخميس، قبل شن حملة تمشيط للطريق، فاكتشفت البرميل المفخخ، وتعاملت معه على الفور بإطلاق الذخيرة الحية، ما أدى إلى تفجيره دون وقوع أى إصابات أو خسائر فى الأرواح أو المعدات».
وأوضحت أن العناصر الإرهابية اتجهت إلى استخدام العبوات الناسفة كبيرة الحجم، وتفخيخ البراميل، نظراً لما تعانيه من حصار فى المناطق الواقعة بين العريش وبئر العبد، بعدما كانت تتحرك فيها بِحرّية أكبر خلال الفترة السابقة، مضيفة أن «الإرهابيين زرعوا أكثر من عبوة ناسفة كبيرة لاستهداف قوات الأمن خلال الفترة الأخيرة، ومنذ يومين أعلنت وزارة الداخلية العثور على برميل مفخخ على طريق العريش - بئر العبد، يحتوى على ربع طن متفجرات».
وعادت الانشقاقات لتضرب صفوف تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى مجدداً، على خلفية استهداف مسجد روضة الشهداء فى بئر العبد، حسب مصادر قبلية، أشارت إلى أن أعداداً كبيرة من عناصر التنظيم اعترضت على استهداف هذا العدد الكبير من المسلمين داخل أحد بيوت الله، ما يزيد العداوة بين التنظيم والقبائل.
وأضافت أن «التخطيط لعملية استهداف المصلين فى مسجد الروضة تم فى سرية تامة، بعلم قيادات التنظيم وعدد قليل من العناصر، لضمان تنفيذها دون أى اعتراضات، فى محاولة لإرضاء زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادى، الذى نقلت عنه مجلة النبأ، الناطقة باسم التنظيم، تصريحات مقتضبة قبل عملية مسجد الروضة بأيام، تضمنت انتقادات لتنظيم بيت المقدس، أو ما يسمى بولاية سيناء، وتوجيهه اتهامات غير مباشرة لهم بأن عملياتهم تقلصت مؤخراً».
وكشفت المصادر القبلية، التى طلبت عدم ذكر اسمها، عن رفض عدد من الفصائل الإرهابية الهجوم على المسجد، خاصة مع استعدائه أبناء قبيلتى السواركة والتياها على التنظيم، مشيرة إلى أن «التنظيم لم ولن يعلن مسئوليته عن العملية الإرهابية، وحاول نشر الفتنة الطائفية بنشر بيان مفبرك منسوب لجماعة غير موجودة باسم أبناء يسوع، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، تزعم فيها مسئوليتها عن الهجوم».
وأشارت إلى أن «التنظيم اضطر لقتل 4 من عناصره ودفنهم فى منطقة مزارع العريش، بعد اعتراضهم على العملية الإرهابية، وإعلانهم الانشقاق عن بيت المقدس»، متوقعة أن يعانى التنظيم مزيداً من الانشقاقات خلال الفترة المقبلة، بعدما تمكن عدد من عناصره من مغادرة سيناء دون رجعة، اعتراضاً على سياسات قادته».
من جهة أخرى، أعلنت إدارة الإعلام والعلاقات العامة فى محافظة شمال سيناء أن المحافظ اللواء عبدالفتاح حرحور أدى صلاة الجمعة فى مسجد روضة الشهداء بمدينة بئر العبد، بمرافقة أعضاء لجنة الشئون الدينية فى مجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، للتضامن مع أهالى القرية، وتقديم واجب العزاء لهم فى استشهاد 312 شخصاً وإصابة 128 آخرين من أبنائهم.
ونفت مصادر فى هيئة الرقابة الإدارية بشمال سيناء ما تناقلته مواقع إلكترونية عن تبرعها بـ5 آلاف جنيه لأسرة كل شهيد فى حادث مسجد الروضة، موضحة أن أحد رجال الأعمال قدم مبلغ 204 آلاف جنيه إلى الرقابة الإدارية، لتوزيعه على أسر الشهداء بواقع 5 آلاف جنيه لكل أسرة، لضمان وصول المبالغ إلى الأسر بالفعل.