طلاب الدبلومات يقدمون 57 مشروعاً ابتكارياً تحت شعار «تعليم فنى وأفتخر»
أصحاب المشروعات الفائزة بمسابقة «بوابة الابتكار»
«تعليم فنى وأفتخر».. شعار رفعه ما يقرب من 3 آلاف طالب بالتعليم الفنى قاموا بابتكار 1447 مشروعاً بمختلف محافظات الجمهورية، ضمن مسابقة بوابة الابتكار التى نظمها برنامج دعم إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى، حيث وصل 57 مشروعاً منها فقط إلى نهائيات المسابقة، التى فاز فيها 10 مشروعات، بالإضافة إلى توزيع جوائز خاصة، بالتنسيق مع وزارتى الصناعة والتعليم. «الوطن» التقت الطلاب المبتكرين الذين حوّلوا شعارهم من خلال مشروعاتهم الابتكارية إلى «تعليم فنى وأبتكر»، فهذا مشروع للتخلص من ثانى أكسيد الكربون، وآخر يبتكر طابعة طائرة، وثالث ينفذ مشروعاً يوفر 60% من مياه الرى، فضلاً عن مشروعات تتعلق بالجانب العسكرى والسياحى والطبى، ونبدأ بمشروع التخلص من غاز ثانى أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات، وهو عبارة عن جهاز يقوم بمعالجة غاز ثانى أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات باستخدام هيدروكسيد الكالسيوم ويقوم بتحويله إلى كربونات كالسيوم «طباشير»، وهو عبارة عن مرحلة إضافية تضاف لنظام العادم فى السيارات. يقول مصطفى بدر غريب، طالب بمدرسة السويس الفنية الصناعية، إن ثانى أكسيد الكربون هو أحد الغازات السامة التى تسبب العديد من المشاكل الخطيرة للنظام البيئى، ولكونه أحد غازات الاحتباس الحرارى، لذا فهو يتسبب فى ظاهرة ثقب الأوزون كما أنه ضار للإنسان فى تركيزاته العالية مع قلة الأكسجين مما يسبب العديد من المشاكل المرضية مثل تأثير هالدين وفرص ثانى أكسيد الكربون فى الدم ونقص الكرمبية.
ثم يأتى مشروع قطع المعادن بالبلازما، وهو عبارة عن أحد أنواع ماكينات التحكم الرقمى التى تستخدم فى تشغيل وقطع المعادن الموصلة للطاقة الكهربائية باستخدام الحالة الرابعة للمادة وهى البلازما. ويقول عبدالرحمن جمال، خريج المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات، إن الفكرة الابتكارية كانت عبارة عن مشروع تخرجه هو و3 من زملائه بالمدرسة قبل أن يلتحقوا بكلية الهندسة، وقائمة على فكرة تشغيل المعادن وتقطيعها بشكل رقمى فضلاً عن تكلفتها الصغيرة.
أما مشروع تطوير فكرة المصعد الكهربائى، فيقوم على توفير الطاقة الكهربائية أثناء التشغيل وتشغيل «الأسانسير» عند انقطاع التيار الكهربائى ليصل إلى أقرب دور. فيقول إسلام خالد، الطالب بالمدرسة الفنية الصناعية تعليم مزدوج، إن فكرة المشروع أتت لهم حينما تعرضوا لموقف تعطل الأسانسير هو وزملاؤه فى إحدى المرات، وكان أحد زملائه يعانى من فوبيا الأسانسير ومروا بحالة من الرعب حينها، خاصة أنهم لجأوا لبواب العقار الذى أخرجهم من فتحة صغيرة بين الأسانسير وأحد الأدوار، وكان موقفاً لا ينسى، على حد قوله.
ولفت إلى أن المشروع قائم على فكرة تغذية بطارية من شاحن من المصدر وتحويله إلى تيار متردد عن طريق كونفيرة وتغذية دوائر الكونترول والفرملة، موضحاً أن المشروع فى حالة رعايته يوفر دائرة لتشغيل المصعد بأقل التكاليف، كما أنه يحمى الأفراد خاصة كبار السن من مخاطر انقطاع الكهرباء عن المصاعد بشكل مفاجئ.
«غريب» اخترع جهازاً لتنقية الهواء.. و«صبحى» توصل لتوفير 70% من مياه الرى.. و«علوى» ينفذ مشروعاً لإنقاذ السفن من الغرق.. و«أحمد» يصمم دائرة إلكترونية تمنع تعطل «المصاعد»
بينما يعتبر مشروع الطابعة الطائرة، طائرة بدون طيار تقوم بعملية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وما يميزها أنها تستطيع طباعة مجسمات كبيرة الحجم بتكلفة قليلة جداً بالمقارنة بغرف الطباعة الثلاثية الموجودة حالياً عن طريق عدم التقيد بالحجم والمكان. ويقول عبدالحميد إسماعيل، طالب بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات ببورسعيد، إن المشروع يعد جيلاً جديداً فى الطباعة ثلاثية الأبعاد، وثورة صناعية جديدة فى شتى المجالات، كما أنه يحقق حلم المدن المبنية كاملة بالطباعة الثلاثية. أما مشروع تدوير مخلفات هدم المبانى، وأعدته ندى مصطفى عباس، وهدير الجوهرى السعيد، بمدرسة ميت غمر الفنية بنات، قالت «ندى»: «مشكلة مخلفات هدم المنازل تعتبر من أخطر المشكلات التى يواجهها المجتمع لأنها تؤدى إلى تلوث البيئة، ونحن نريد الاستفادة من الهدم مرة أخرى فى البناء لذلك نقوم بتحويل مخلفات هدم المنازل إلى طوب مرة أخرى، فنقوم أولاً بتكسير الطوب وتحويله إلى بودرة ثم يتم إضافة مواد كيميائية تساعد فى صلابته ليكون صالحاً للبناء مرة أخرى». ولفتت إلى أنه تم عمل العديد من التجارب بنظام الخلط والدمج مع الماء ثم تم إجراء التجارب على 4 أنواع من المواد، وتم تثبيت الحجم والوزن والحرارة، وتم تغيير المواد المضافة مع تغيير النسب لها أحياناً وملاحظة الفروق بينها، مشيرة إلى أن النتائج كانت جيدة، وأنه لو تم تبنى المشروع ستزيد من الأرباح فى هذا المجال بنسبة 88%. ثم يأتى الدور للحديث عن مشروع ثلاجة كهروحرارية، وهو عبارة عن حيز مبرد يتم تبريده بواسطة سبائك مصنعة من أشباه الموصلات، وبالتالى تكون غير ضارة على البيئة بشكل عام وعلى طبقة الأوزون بشكل خاص، وذلك بسبب الاستغناء عن مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون وتم الاستغناء أيضاً عن العناصر الأساسية التى تتكون منها أى دائرة تبريد تقليدية مثل الضاغط والمكثف.
وقال محمد مصطفى، المشرف على المشروع الذى أعده طلاب بالمعهد الفنى للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية، إنه يمكن تزويد سيارات الإسعاف بهذه الثلاجة تنفيذاً لتوصيات جراح القلب العالمى مجدى يعقوب، الذى طالب بالحفاظ على العضو المبتور من جسم الإنسان فى مكان بارد، وبالتالى فإن هذه الثلاجة لن تتأثر بقطع طارئ للكهرباء، فضلاً عن أن معامل الأمان بها أعلى، كما تخدم المجال السياحى فى الفنادق، فضلاً عن المجال الزراعى فيما يتعلق بحفظ التقاوى وتبريدها.
وفى المجال العسكرى، تم ابتكار مشروع نظام هيدروليكى لحماية الدبابة، أعده حسن سمير حسن ندا، الطالب بمدرسة دمنهور الميكانيكية العسكرية، حيث قال إن المشروع عبارة عن تطوير وتعديل فى وضع الدبابة العسكرية فى مختلف الطرازات عند وضع الانقلاب على أحد جانبيها، أو رأساً على عقب باستخدام نظام تحكم هيدروليكى يقوم بتعديل وضعها دون استخدام أو استدعاء ونش الإنقاذ مما يوفر الوقت والجهد.
وفى ذات المجال أيضاً تم تنفيذ مشروع جهاز روبوت لفك القنابل، وأعده أحمد طارق المحسناوى، الطالب بالثانوية الفنية للتعليم المزدوج بالغربية، ويقول إنه عبارة عن روبوت يعمل على تفكيك القنابل بمساعدة خبير المتفجرات الذى سيتحكم فى الروبوت على بعد مسافة من 30 إلى 50 متراً، ولفت إلى أن الجهاز يتوافر به جميع مراكز الإحساس والاستشعارات الكاملة ما يعادل وجود الخبير أمام القنبلة.
مشروع إنقاذ السفن، وهو عبارة عن وسادة هوائية تفتح ذاتياً عن طريق غاز الهيليوم، وذلك عند حدوث صدمة مؤثرة تؤدى إلى غرق السفينة، وقال أبوبكر أحمد، الطالب بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات بالإسماعيلية، إن فكرة المشروع أتت منذ 3 سنوات حينما كان هو وزميله أحمد علوى، المشارك له فى تنفيذ المشروع، فى مسابقة بالأكاديمية البحرية، عبارة عن غواصات آلية تسير تحت الماء وتقوم بعمليات استكشاف، ثم حدث أن إحدى الغواصات قد غرقت بسبب دخول المياه للدائرة الكهربية للغواصة. أما مشروع زيادة كفاءة طواحين الرياح العمودية، فتم تنفيذه عن طريق عمل مروحة ثابتة تتكون من 12 ريشة كل ريشتين يمثلان شكل البوق يبدأ بمساحة واسعة ويقل تدريجياً للداخل لزيادة سرعة الهواء الداخل للتوربينة. وابتكر الطالب أحمد صبحى، من الإسكندرية، جهازاً يساعد على توفير ٧٠% من مياه الرى، ويتم التحكم فيه بواسطة برنامج إلكترونى يحدد كميات المياه وتوقيتات الرى لأنواع الزراعات المختلفة.
من جانبه قال د. أحمد الجيوشى، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إنه بدون الشراكة الحقيقية فى كل مراحل العملية التعليمية والتدريبية لا أمل فى منظومة تعليم فنى حقيقى، موضحاً أن هذه الشراكة تجسدت من خلال هذه المسابقة، مشدداً على ضرورة أن تكون الشراكة مؤسساتية لأن التعليم الفنى فى الدول المتقدمة تقوده الصناعة وجهات الإنتاج وليس وزارة التربية والتعليم.
وقالت د. شيرين الصباغ، رئيس وحدة السياسات بوزارة التجارة والصناعة، إن التنمية الصناعية تحتاج ابتكاراً وجودة وإنتاجاً لتلبية احتياجات مصر الصناعية والإنتاجية، وأوضحت أنها تعلمت الكثير من تجربة المسابقة فى حد ذاتها، ولفتت إلى أنه بدون الشراكة مع القطاع الخاص بشكل قوى لن تتحقق نتائج مرجوة. وطالبت جهاز تنمية المشروعات الصغيرة بتبنى مشروعات الطلاب المبتكرين، مشيرة إلى أنه سيكون هناك رعاية خاصة بالفائزين ومتابعة لمن لم يفز بجوائز فى المسابقة ليكمل ابتكاره.