«لا كان شايل ألوانه ولا رايح مدرسته».. «الدرة» كان إجازة يوم استشهاده
صورة من الأوبريت
«كان شايل ألوانه كان رايح مدرسته وبيحلم بحصانه وبلعبه وطيارته ولما انطلق الغدر وموت حتى براءته سال الدم الطاهر على كراسته.. كلنا بنقول أرضنا، أرضنا دمنا أمنا وإن مات ملايين مننا القدس حترجع لنا»، أوبريت مصري أنتج بداية الألفية الجديدة خلال أحداث انتفاضة الأقصى وتحديدا منذ 16 عاما، والتي استشهد فيها الصبي الفلسطيني محمد الدرة في مشهد دراماتيكي حينما استهدفه جنود الاحتلال هو ووالده في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، وأطلقوا عليهما النيران بشكل عشوائي.
المفارقة هنا تكمن في مقدمة الأوبريت الذي كتب كلماته الدكتور مدحت العدل، حيث إن والدة «الدرة» أكدت لـ«الوطن»، أن نجلها لم يكن ذاهبا للمدرسة من الأساس، فيوم السبت الذي استشهد فيه الدرة كانت المؤسسات الفلسطينية تنظم إضرابا شاملا كخطوة احتجاجية على اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق آريئيل شارون للمسجد الأقصى.
وحسب رواية والدة الدرة، فإن نجلها كان فرحا في اليوم السابق لاستشهاده لأنه لن يذهب للمدرسة وظل يشاهد التلفاز حتى ساعات متأخرة من الليل، ليستيقظ من نومه ويتناول وجبة الإفطار مع العائلة، ويستعد فيما بعد للخروج مع والده في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا، إلى سوق السيارات في غزة.
ستة عشر عاما مرت وجيل كامل يعتقد أن الشهيد محمد الدرة كان «ذاهبا لمدرسته وحاملا لألوانه وحالما بحصانه»- حسبما جاء في أوبريت «العدل»، لكنها ليست هذه الحقيقة، غير أن ذلك الأوبريت، الذي شارك فيه ما يزيد على 35 فنانا مصريا من أجيال مختلفة حينها، حمل كل معاني التقدير للشعب الفلسطيني المناضل لنيل حقوقه من براثن الاحتلال سواء خلال انتفاضة الأقصى أو قبلها بعقود وحتى الآن.