هيثم شاكر فى ندوة «الوطن»: الدراما أصبحت فى قمة أولوياتى.. والجمهور لم ير سوى 10% من موهبتى
تصوير:
محمود صبرى
09:58 ص | الثلاثاء 01 أغسطس 2017
الفنان هيثم شاكر
يتهم الكثيرون من النقاد وأبناء الوسط الفنى الفنان هيثم شاكر بالإهمال فى حق نفسه وموهبته الغنائية، ما جعل البعض من أبناء جيله يسبقونه بخطوات، لا سيما أنه بدأ مشواره فى عالم الطرب والغناء منذ 16 عاماً بأغنيته الشهيرة «أحلف بالله» فى 2001.
استضافت «الوطن» الفنان هيثم شاكر، الذى تحدّث عن أبرز الأزمات والمشكلات التى واجهته فى مشواره الفنى، بداية من المنتج نصر محروس وصولاً إلى جمال مروان، كما كشف عن تفاصيل مشاركته الأولى فى الدراما التليفزيونية مع الفنانة غادة عبدالرازق، من خلال مسلسل «أرض جو»، إلى جانب المشاهد التى جمعته بالفنانة نادية خيرى، حيث اعتبرهما البعض من أفضل ثنائيات الشهر الكريم، كما تطرّق إلى تفاصيل ألبومه الغنائى الجديد، الذى يعكف على الانتهاء منه تمهيداً لطرحه فى الأسواق.
أنفقت كل ما أملك لفسخ تعاقدى مع نصر محروس.. وجمال مروان نصب على فى «أحلى قرار»
■ ما سبب موافقتك على اقتحام عالم الدراما التليفزيونية بمسلسل «أرض جو»؟
- فكرة التمثيل تراودنى كثيراً منذ أن دخلت عالم الفن والغناء، ولكننى طيلة السنوات الماضية كنت متخوفاً للغاية من المشاركة فى أى عمل درامى، فأنا مكتفٍ بالنجاح على صعيد الغناء ولا أفضّل المغامرة فى مجال جديد لم أكتشف جميع جوانبه بعد. وعلى الرغم من عشرات القصص والأفكار السينمائية والتليفزيونية التى عُرضت علىّ فإننى رفضت الفكرة وقررت أن أصقل موهبتى الفنية بالاشتراك فى كورسات تمثيل، وبالفعل قمت بذلك فى عام 2007 لكى أكتسب قدرات ومهارات جديدة فى عملى، وظللت طيلة هذه الفترة أشترك فى عدة كورسات تمثيل على فترات متباعدة، إلى أن تلقيت اتصالاً من صديقى السيناريست محمد عبدالمعطى يعرض علىّ المشاركة فى مسلسل «أرض جو»، وقال لى بالحرف: «يا هيثم، أنا هبعتلك ورق عاوزك تقراه.. واسمع كلامى واعمل الدور ده، أنا شايفك فيه».
■ ما العوامل التى جذبتك للمشاركة فى مسلسل «أرض جو»؟
- المسلسل ملىء بعوامل الجذب، فأنا أشارك فى عمل من بطولة نجمة كبيرة مثل غادة عبدالرازق، تمتلك جماهيرية مرعبة فى مصر والوطن العربى، فهى تُعد النجمة الأكثر شهرة فى الوطن العربى، كما أقف أمام عدسة مخرج متميز مثل محمد جمعة، فهو شخص متمكن من أدواته ويجيد إظهار الفنان فى أحسن صورة ممكنة، وأيضاً ورق السيناريست محمد عبدالمعطى، فهو من أفضل المؤلفين الذين يرسمون الشخصيات الدرامية، بالإضافة إلى الإنتاج المحترم من شركة «سينرجى»، كما أننى لم أكن متخوفاً من التجربة، بعد أن صقلت موهبتى خلال الفترة الماضية بكمية الكورسات التى تلقيتها على يد أكبر المدربين فى مصر والوطن العربى.
الكيمياء التى جمعتنى بنادية خيرى من عند ربنا.. وغادة عبدالرازق دعمتنى كثيراً
■ كيف تعاملت مع الورق بعد موافقتك على المشاركة فى العمل؟
- عقب تسلمى ورق شخصيتى اتصلت بالفنان أحمد كمال الذى دربنى على التمثيل، ولكنه اعتذر عن استكمال مهمته لاعتزاله التدريب، ورشح لى الأستاذ سامح عزت، وهو من أفضل مدربى التمثيل فى مصر، وعمل معى كثيراً على الورق، وقال لى إن مهمته معى ستكون منصبة على كيفية تحريك العين والنظرات ومواقف الصمت خلال التمثيل، أما الأداء فهو نابع من داخل شخصية الإنسان ولا يوجد مدرب قادر على تلقينه لأى شخص. وأتذكر أن أول مشهد لى فى المسلسل كان ضمن سياق الحلقة الحادية عشرة مع الفنانة نادية خيرى، وقبل التصوير طلبت الجلوس مع المخرج محمد جمعة، واستأذنته أن يكون صريحاً معى ويخبرنى برأيه فى أدائى، ولو كان سيئاً، فأنا شخص يتقبل النقد لأقصى صورة ممكنة، ولكن عقب التصوير تفاجأت بالمخرج يقول لى: «انت هايل».
■ هل ساندتك غادة عبدالرازق خلال تصوير العمل؟
- غادة فنانة عظيمة، منذ أول يوم وهى تشجعنى وتدعمنى وتساندنى لكى أقدم كل ما فى جعبتى، سواء وقت التصوير أو حتى بعده، ولا أنسى أبداً شهادتها عن أدائى فى كافة تصريحاتها الصحفية والإعلامية، كما كانت تحرص طيلة وقت التصوير على مشاهدة المسلسل فى المونتاج، وتتصل بى وتهنئنى على أدائى، وللأمانة كنت أرى دائماً الفرحة فى عينيها، لدرجة أننى أحياناً كنت أبكى فى داخلى، لأننى كنت أتمنى أن تكون أمى رحمة الله عليها موجودة بيننا لكى ترى نجاح ابنها.
لم يساندنى أحد فى مشوارى الفنى.. وتعرضت لأزمات لا يستطيع أبناء جيلى تحملها
■ ما ردك على اختيارك والفنانة نادية خيرى كأفضل ثنائى فى السباق الرمضانى؟
- هذا النجاح من عند الله سبحانه وتعالى، فأنا لم أخطط له، ولا نادية، والكيمياء التى جمعتنا معاً كانت من عند ربنا، والجميع لاحظ هذا الأمر منذ أول مشهد قمنا بتصويره فى المسلسل، ربما كان المخرج والمؤلف لديهما رؤية لنا، نحن لا نعرفها، فنادية فنانة واعدة، وسيكون لها مستقبل كبير.
■ هل أزمة «شريف إمام» مع منتجه فى المسلسل تُعد إسقاطاً على منتجك السابق «نصر محروس»؟
- ما حدث فى المسلسل مع «شريف إمام» نسخة طبق الأصل مما حدث معى من قبل مع المنتج نصر محروس، ولكننى أقسم بالله أن كل ما دار فى المسلسل جاء بمحض الصدفة، ولم أقصد الإسقاط على أى شخص أو التلميح له، فأنا مررت فى حياتى الحقيقية بكل ما حدث لشخصية «شريف إمام»، وهو أن يرفض المنتج فسخ التعاقد، ويصر على عدم رحيلى من شركته، ربما الاختلاف أن المسلسل كان يربط المشكلة بشخصية فتاة أخرى.
■ هل تلقيت عروضاً درامية بعد النجاح الذى حققته فى المسلسل؟
- خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد انتهاء عرض المسلسل، تلقيت عرضين لمسلسلين، بالإضافة إلى آخر لفيلم سينمائى، ولكن تركيزى الآن منصب بشكل كبير على الانتهاء من ألبومى، حيث إنه كان من المفترض أن يُطرح خلال عيد الفطر الماضى، ولكن بسبب انشغالى بتصوير المسلسل قمت بتأجيله.
■ هل احتلت الدراما مكانة كبيرة فى حياة هيثم شاكر؟
- بكل تأكيد، فأنا أصبحت مستمتعاً بهذا المجال، ربما لم أكن أشعر به خلال التصوير نظراً لأننى كنت أعمل طيلة 18 ساعة متواصلة، ولكن بعد النجاح الذى رأيته بعينى أصبحت أضع التمثيل فى قمة اهتماماتى، ولن أبتعد عنه مرة أخرى.
■ لماذا يرى جمهورك أنك مقصر فى حق موهبتك الغنائية؟
- أعلم جيداً أن الناس ترى أننى مقصر فى حق نفسى وأهملت موهبتى، ولكن من يسمع قصتى ومشوارى مع الغناء طيلة السنوات الـ16 الماضية سيرى أننى ظُلمت كثيراً، فأنا حتى الآن لم أقدم سوى 10% من موهبتى، فلو كانت الأمور تسير بطبيعتها كان من المفترض أن أكون فى مكانة مختلفة تماماً عما يحدث الآن، ولكن فى النهاية هذا نصيب، وأنا راض بما قسمه الله لى، وكل ما أعد به جمهورى هو أننى ما زلت صغيراً وقادراً على أن أقدم لهم كل ما يتمنونه منى، وأعمالى المقبلة ستكون متنوعة وجريئة.
تمنيت أن تعيش والدتى لترى نجاحى فى «أرض جو».. وشخصية «شريف إمام» تشبهنى
■ لماذا لم يحقق ألبومك الثانى «جديد عليا» نجاحاً مماثلاً لنجاح ألبوم «خليك جنبى»؟
- المشكلات والأزمات بدأت تلاحقنى بعد نجاح ألبوم «خليك جنبى»، فقررت أن أتوقف فترة أستعيد فيها نفسى، إلى أن تلقيت عرضاً من المنتج نصر محروس للانضمام لشركته «فرى ميوزيك»، وحينها استمعت منه لأجمل كلام يتمناه أى مطرب، حيث إنه وعدنى بأن يحقق لى كل أحلامى. وحينما بدأنا فى تنفيذ الألبوم الأول نشبت بيننا خلافات شرسة فى وجهات النظر، فهو معتاد على التدخل فى ألبوماته، لكونه معتاد على فعل ذلك مع المطربين الذين يكتشفهم ويكون له فضل فى نجاحهم، لكننى تعاقدت مع نصر واسمى يحتل مكانته فى سوق الأغنية، ورفضت وقتها الدخول فى صراعات ومشكلات، وقررت أن أتغاضى عن تصرفاته حتى يخرج ألبومى للنور، نظراً لأننى فى وقتها كنت قد ابتعدت عن جمهورى لأكثر من ثلاث سنوات، وفى منتصف عام 2008 طرحت الشركة ألبومى «جديد عليا» فى الأسواق، ومعها اختفى نصر محروس تماماً ولم أعلم عنه شيئاً.
■ ما الذى فعلته لكى تحصل على حقوقك من نصر محروس؟
- ظل نصر محروس مختفياً لمدة تجاوزت أربعة أشهر، والألبوم طُرح فى الأسواق دون أى دعاية أو بوستر أو كليب مصور، وحينما ظهر قال لى إنه تعرض لبعض الظروف الشخصية التى أبعدته عن العمل، وحينما طلبت منه تصوير الأغانى بطريقة الفيديو كليب أو عمل دعاية جديدة للألبوم، طلب منى أن أنسى الألبوم الذى طُرح فى الأسواق، لكونه أصبح قديماً، وأن نبدأ العمل على ألبوم غنائى جديد.
■ لماذا لم تقدما معاً ألبوماً غنائياً آخر بعد «جديد عليا»؟
- طلبت منه أن يضع خطة عمل للألبوم الجديد، ولكننى تفاجأت بعدم رغبته فى العمل عليه بداعى ظروف الإنتاج وكساد السوق، وأنه ليس قادراً على أن ينفق أموالاً لن تُرد له مرة أخرى، فطلبت منه وقتها فسخ التعاقد بالتراضى، نظراً لكونه لا يستطيع الإنتاج فردّ علىّ قائلاً: «أنا لن أنتج ولن أدعك ترحل دون ثمن، لو عاوز تقعد اقعد لغاية ما ربنا يحلها من عنده، عاوز تمشى ادفع الشرط الجزائى»، فظللت دون عمل ولم أصدر أى أغنية جديدة لمدة عام ونصف العام، وبالتحديد حتى شهر أبريل عام 2010، وقررت وقتها أن أسدد له كل ما له لكى أفسخ تعاقدى معه.
■ لماذا استطاع أبناء جيلك أن يتخطوك فى السباق الغنائى؟
- أعترف بأن هناك عدداً من أبناء جيلى استطاعوا أن يسبقونى بخطوات، ولكن حينما تقارن مشوارهم بمشوارى تجد هناك فوارق عديدة، فهناك من خدمته الظروف للنجاح، وبعضهم ساندتهم شركات كبرى، ولكننى طيلة مشوارى كنت بمفردى ولا يوجد شخص ساندنى ودعمنى، ولو تعرض زملائى لما تعرضت له فربما لم يكن فى مقدورهم الصمود مثلى.
■ ما هى تحضيراتك لألبومك الجديد؟
- بدأت التحضير للألبوم الجديد منذ قرابة الثلاث سنوات، والألبوم سيكون من إنتاجى الشخصى، حتى أكون قادراً على تحقيق كل أحلامى وتنفيذ كل الأفكار التى تعجبنى دون تدخل من شركة أو منتج يفرض علىّ أسلوبه الخاص، ولذلك أستعين فى هذا الألبوم بأهم وأكبر الأسماء فى مجالات الشعر والتلحين والتوزيع، فمن بين تلك الأسماء التى سأتعامل معها عمرو مصطفى ووليد سعد ومحمد يحيى وأحمد صلاح حسنى ونادر عبدالله وأيمن بهجت قمر وبهاء الدين محمد وأمير طعيمة ورمضان محمد وشريف مكاوى وأحمد إبراهيم وتميم وأحمد وجيه.