«الوفد»: التوعية الشعبية ومواجهة فساد المحليات.. الطريق إلى تفادى الفشل
«البدوى» فى مؤتمر سابق لحزب الوفد
قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن أخطر شىء يضر بمصر هو حالة الإحباط، لأنها إذا تمكنت من المصريين وفقدوا الأمل فى الغد سيؤدى ذلك لكارثة، وهنا نستطيع أن نقول إن هناك خطراً على استقرار الدولة المصرية. وأضاف «البدوى» لـ«الوطن» أنه يجب على الحكومة بث الأمل فى الشعب من خلال مصارحته بحقيقة الأزمة الاقتصادية وحلولها وبعث كل ما يبعث طاقة إيجابية وثقة فى الدولة، مع مدّ جسور التواصل مع الشباب وحل مشاكلهم. وشدد «البدوى» على ضرورة نشر الفكر المستنير، وكشف الأفكار التى تدعم الإرهاب والتطرف ومحاربتها وإشراك القوى السياسية والحزبية فى عملية التوعية الشعبية والأخذ بمقترحاتها فى القضايا المختلفة فى إطار خطة دعم للحياة الحزبية، لافتاً إلى ضرورة العمل على زيادة الإنتاج وإعادة فتح المصانع المغلقة لاستيعاب طاقات جديدة عاملة وزيادة فرص عمل الشباب كأحد الحلول للقضاء على البطالة. وقال الدكتور محمد فؤاد، المتحدث باسم الحزب، إن 90% من المواطنين يعانون من مشاكل المحليات، مشيراً إلى وجود فشل كبير فى جانب الإدارة المحلية، جزء كبير منه إدارى، والجزء الآخر مالى، قائلاً: «الأحياء ومجالس المدن تعج بالفساد، فالبناء المخالف، وتهالك البنية التحتية، يضعنا أمام خلل كبير، سواء على مستوى التنظيم، أو الإشراف والمتابعة، ويمكن التغلب عليه عن طريق تقنين الوضع، فقانون الإدارة المحلية بمجلس النواب لم يتم إقراره حتى الآن، ولم تُجر انتخابات المحليات حتى الآن، وهذا الأمر يساعد فى تفشى الخلل وزيادة معدلات فشل هذا القطاع».
«البدوى»: على الحكومة بث الأمل فى الشعب ومصارحته بحقيقة الأزمة الاقتصادية وحلولها ومدّ جسور التواصل مع الشباب
وأضاف «فؤاد»: «يجب وقف عمليات الرشاوى والفساد التى نسمع عنها، وتؤدى لتزايد عمليات البناء المخالف، بما يهدد حياة الناس»، وأوضح أن صدور قانون المحليات قرار سيادى بالأساس، وينتظر المناقشة داخل مجلس النواب، ثم إجراء انتخابات المحليات. وتابع أن مصر تعانى من ارتفاع قيمة الديون، ومعدلات التضخم العالية، ما يؤدى إلى تخفيض الإنفاق على التعليم وغيره، وضعف القدرة الشرائية للناس وزيادة أعبائهم المعيشية، مؤكداً على حالة التخبط فى قطاع المحليات، فالكهرباء تنقطع عن مناطق كثيرة، فضلاً عن انقطاع المياه، ووجود بنية تحتية مهترئة، والشوارع والطرق غير الممهدة، وأكوام القمامة التى تراكمت فى الشوارع، وتدنى مستوى التعليم، وعدم توافر الأسرّة فى المستشفيات، مشدداً على أن هذه الأمور تُعد نتائج مباشرة لغياب الإدارة المحلية. وشدد «فؤاد» على ضرورة صدور قانون الإدارة المحلية، وإصلاح اقتصادى برؤية واضحة هو الحل، ومن المفترض أن يكون لدينا رئيس وزراء اقتصادى، وليس مهندساً، لوضع خطط متكاملة للإصلاح، فالاقتصاد لا يدار بنظرية رد الفعل. وقال المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد: «فوبيا إسقاط الدولة المصرية» يرتبط بشكل وثيق بالوعى الشعبى وتماسك فئات الوطن، خاصة فى ظل المحاولات التى تهدف لتزييف وعى الشعب لتحريكه ضد قيادته، مؤكداً أن تماسك الوعى الشعبى يكون من خلال المشاركة فى القرارات التى تتخذها السلطة التنفيذية حتى يفهم الشعب حقيقة هذه القرارات.
وأضاف «الخولى»: «يجب على الحكومة التوعية الشعبية بالأعباء والآمال للخطط القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى لأن الشعب المصرى لديه خبرات سيئة سابقة مع الخطط بعيدة المدى من الحكومات السابقة». وتابع أن المشاركة أمر مُنعدم تماماً لعدم إمكانية إتاحة المعلومات التى يتم الإعلان عنها فى مؤتمرات الرئيس فقط، وهذا يرجع إلى أن الحكومة الحالية «تكنوقراط» لا تعتمد على إفهام الشعب وتوضيح أسباب أى قرار يتم اتخاذه، لافتاً إلى أن الوعى يتم من خلال تحقيق التواصل مع القوى الحزبية والمدنية دون تهميشهم وتجاهلهم لأن توضيح المعلومات للقوى المجتمعية من شأنه التسويق لها وإقناع الشعب بها، مشدداً على ضرورة فرز الشائعات الكاذبة والمعلومات المغلوطة واستخدام القوة الناعمة لتشكيل الوعى لدى المواطنين والاهتمام بالقضايا ذات الأولوية الشعبية.