الخير مش بس أكل.. ممكن يبقى «الحيطة الملونة»
مبادرة لتلوين الحوائط لإسعاد أبناء العشوائيات
«الخير فى الإطعام وحقائب رمضان وموائد الإفطار فقط»، مفاهيم اختلفت كلياً خلال شهر رمضان الماضى حين قدّم مجموعة من الشباب معانى جديدة لـ«التبرع» فى الشهر الكريم، خرجت عن النطاق التقليدى لتشمل التبرع بـ«الجمال» و«الألوان» و«الحب».
«جدارى» و«فرشة خير» مبادرات شبابية لإبهاج المناطق الفقيرة
هذا ما حدث فعلاً فى قرية كفر الغاب فى دمياط، حيث فوجئ أهل القرية البسيطة بشباب يبذلون أقصى طاقتهم لأيام طويلة من أجل وضع لمسة جمال على جدران قريتهم، مسألة تكررت بحذافيرها فى عزبة خيرالله عقب قيام مجموعة من الشباب بلغ عددهم 50 شاباً تقريباً بتلوين جدران المنطقة التى تساقط الطلاء عن أكثرها، وطبع رسومات غاية فى البهجة والاختلاف على جدرانها.
النشاط المبهج الذى تكرر فى مناطق عشوائية عديدة فى محافظات مصر بدا عائده الحقيقى، ليس فقط فى الثواب، ولكن فى ردود فعل أهالى المناطق. لا ينسى حسن صبحى، قائد فريق الرسامين فى العزبة، مؤسس مجموعة «إحياء» التى نفذت الفكرة، ردات فعل سيدات المنطقة التى تراوحت بين المشاركة فى اختيار الألوان وبين الدعم: «مش هنسى كلمة واحدة أول ما عرفت إننا هنلوّن الجدران قالت لى حقة لو صدقتوا دا احنا نأكّلكم ونشرّبكم ولو معانا فلوس نديكم». وعد صدقه أهالى المنطقة، حيث أمطروا فريق العمل بالطعام والعصائر طوال مدة العمل التى استمرت خلال الشهر الكريم، والتى اختتمها الشباب بمهرجان للألوان: «الأمهات كانوا بيبعتوا ولادهم يساعدونا، وكانوا بيوفرولونا أى حاجة نطلبها، وكان منتهى سعادتهم لما ندخل بيت من البيوت ونلوّنه من جوه زى من بره»، حالة من السعادة علّمت الشاب والفريق الذى تألف فى معظمه من الفتيات أن المناطق العشوائية ليست مخيفة بالقدر الذى تبدو عليه: «الناس بتتنشق على شوية جمال».