«قطر تحت الحصار».. وزير خارجية البحرين يلمح إلى فشل وساطة «الصباح»: كل الخيارات متاحة
الملك سلمان خلال استقبال ملك البحرين بالرياض لبحث الأزمة «أ.ف.ب»
لمّح وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن أحمد الخليفة إلى فشل المساعى الكويتية نحو إيجاد مخرج للأزمة الخليجية العربية مع قطر، فى وقت عرض فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المساعدة، بينما اتهم الجيش الليبى «الدوحة» بالمسئولية عن نقل مقاتلين لتنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا. ونقلت صحيفة «مكة» السعودية، أمس، عن وزير خارجية البحرين قوله إنه يقدر الوساطة الكويتية لحل خلاف الدول العربية مع قطر، لكنه قال إن كل الخيارات متاحة أمام بلاده لحماية نفسها من «الدوحة». وقال «الخليفة» إنه يشك فى أن قطر ستغير من سلوكها، مضيفاً أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «ساع بالخير، لكن سياسات قطر لم تمنح مساعيه النجاح». وقطعت البحرين والسعودية ومصر والإمارات وعدة دول أخرى العلاقات مع «الدوحة»، الاثنين الماضى، متهمة إياها بدعم متشددين وإيران، وهى اتهامات تقول قطر إنها لا أساس لها. وقال «الخليفة»: «لن نتردد فى حماية مصالحنا، والطريق مفتوح أمام أى خيارات تحمينا من قطر».
الإمارات تغلق المجال الجوى أمام «الدوحة» وتهددها بحصار اقتصادى.. و«ترامب» يعرض المساعدة للمرة الثانية
وعرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، المساعدة فى حل الأزمة، فى ثانى تدخل له فى يومين، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»، دعا «ترامب» إلى التحرك ضد الإرهاب، فى اتصال مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى. وقال «البيت الأبيض»، فى بيان: «عرض الرئيس مساعدة الأطراف فى حل خلافاتها من خلال اجتماع فى البيت الأبيض إذا دعت الحاجة لذلك». وذكر «البيت الأبيض» أن «ترامب»، فى اتصال بولى عهد «أبوظبى» الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعا للوحدة بين دول الخليج العربية «على ألا يكون ذلك أبداً على حساب القضاء على التمويل للتطرف أو هزيمة الإرهاب».
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الأمريكى، بول رايان، إنه رغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية فى قطر، فإنه يجب الضغط عليها من أجل تحسين سياستها الخارجية، وفق ما صرح به، مساء أمس الأول، لقناة «سكاى نيوز».
وقال المحلل والكاتب السياسى الإماراتى الدكتور عبدالخالق عبدالله، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «كل الخيارات بالنسبة لدول الخليج تجاه قطر واردة، والأمر كله برمته يتوقف على ردود الفعل القطرية، إذا لم يكن هناك تراجع عن سياسات الدوحة الحالية، فالعقوبات ستستمر وسيكون هناك تصعيد فى العقوبات، كما قلت كل شىء وارد». وأضاف: «الكويت تبذل مساعى كبيرة من خلال الأمير صباح أمير الدبلوماسية العربية، ولكن يتوقف أى تحرك على أولئك الذين يحكمون قطر، ولكن فى اعتقادى أن الأزمة ستستمر لفترة».
وواصلت الإمارات تضييقها الخناق على «الدوحة»، وقال وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش، فى مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن احتمال فرض مزيد من القيود على قطر لا يزال خياراً مطروحاً، وإن على قطر أن تعلن التزامها الكامل بتغيير ما يصفها منتقدوها به بأنها سياسة لتمويل المتشددين الإسلاميين. وقال «قرقاش»، لقناة «فرنسا 24»، إن أى خطوات أخرى يمكن أن تأخذ شكل نوع من الحصار على قطر. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدنى الإماراتية، أمس، إغلاق المجال الجوى لدولة الإمارات أمام جميع الرحلات من وإلى قطر. وغادر السفير القطرى لدى موريتانيا عبدالرحمن الكبيسى «نواكشوط»، أمس، عائداً إلى بلاده عقب إعلان موريتانيا، الثلاثاء الماضى، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وغلق السفارة.
وبعد مرور نحو 12 يوماً على تخفيض وكالة «موديز» العالمية تصنيفها الائتمانى بعيد المدى لقطر من «إيه إيه 2» إلى «إيه إيه 3»، أعلنت، أمس الأول، وكالة «ستاندرد أند بورز» خفض تصنيفها الائتمانى للديون القطرية الطويلة الأجل درجة واحدة من «إيه إيه»: إلى «إيه إيه سالب»، ووضعتها على قائمة المراقبة الائتمانية ذات التداعيات السلبية، ما يعنى أن هناك احتمالاً كبيراً لخفض جديد فى التنصيف.
فى سياق متصل، أكد الناطق باسم الجيش الليبى العقيد أحمد المسمارى أن قطر دعمت «فاسدين» فى ليبيا، مشيراً إلى أن ضابطاً فى الاستخبارات القطرية هو المسئول عن إرسال مسلحى «داعش» إلى بلاده. وأضاف، فى مؤتمر صحفى مساء أمس الأول، أن الضابط القطرى برتبة عقيد ويعمل فى تونس «وهو المسئول عن الخراب المالى والأخلاقى فى هذه المنطقة»، مضيفاً أن قطر «حاولت إفساد المجتمع الليبى بمليارات الدولارات، وحاولت أن تلعب بالنسيج الاجتماعى الليبى، إضافة إلى محاولة اغتيال خليفة حفتر». وقال «المسمارى» إن «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» متورطة فى ليبيا بإدارة قطرية، ناشراً خلال المؤتمر وثائق تثبت تورط «حماس» فى ليبيا. وأشار «المسمارى» إلى أن هناك توجهاً لرفع قضايا إلى «المحكمة الجنائية الدولية» حول دور «الدوحة» فى «الاغتيالات» فى ليبيا. من جانب آخر، اعتبرت كلوديا روث، نائب رئيس مجلس النواب الألمانى، أن قطع العلاقات السياسية بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر «دليل دامغ على أن الأخيرة ليست البلد المناسب لاستضافة كأس العالم 2022». فيما قالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن على إدارة «ترامب» معاقبة قطر «لدعمها الإرهاب».