ليلة دامية بالبحيرة: الإخوان يرتدون «الخوذ» ويهاجمون شباب المعارضة بالشوم.. وإصابة 28
أصيب 28 شخصا بينهم 3 بالخرطوش فى اشتباكات عنيفة وقعت مساء أمس الأول أمام مقر نقابة المحامين بدمنهور بين شباب جماعة الإخوان الذين ارتدوا خوذا على رؤوسهم وحملوا الشوم والعشرات من شباب القوى السياسية.
بدأت الأحداث عندما حاول عدد من المشاركين فى وقفة إحياء ذكرى استشهاد خالد سعيد، ووقفة مثقفى البحيرة أمام دار الأوبرا، الدخول للمشاركة فى مؤتمر «المساواة مبدأ دستورى»، الذى دعا له اتحاد النقابات المهنية بالبحيرة «تحت التأسيس»، بمقر نقابة المحامين، إلا أن أنصار الإخوان منعوهم، الأمر الذى أدى إلى حدوث مشاحنات بين الطرفين، تطورت إلى مشادات وتشابك بالأيدى والألفاظ.
وهاجم أشخاص كانوا يرتدون «الخوذ» ويحملون «الشوم» النشطاء السياسيين، وقال الدكتور عبدالفتاح منيسى، نائب مدير معهد دمنهور الطبى: إن الحصيلة النهائية للاشتباكات وصلت إلى 28 مصابا من بينهم 3 بطلقات خرطوش و7 مجندين باختناق.
وفى تطور لاحق، تجمع بميدان الساعة عشرات المواطنين للتنديد باعتداءات الإخوان، وقطع الأهالى خط السكة الحديد «القاهرة - الإسكندرية» عدة ساعات، ما تسبب فى توقف حركة القطارات قبل أن تعود إلى طبيعتها مرة أخرى.[SecondImage]
وحول الأحداث، قال عادل محلاب، أمين تنظيم حركة شباب الثورة العربية ومحامى بعض المصابين، لـ«الوطن»: إن الدعوة لمؤتمر «المساواة مبدأ دستورى» كانت عامة، وهو ما شجعنا على الذهاب إلى النقابة للحضور، لكننا فوجئنا ببعض أنصار الإخوان يمنعوننا، وكانت المفاجأة الأكبر عندما رأيناهم يرتدون «الخوذ» ويحملون «الشوم»، وقالوا لنا: «مش مدخلين حد منكم لو وقفتوا على دماغكم»، مشيرا إلى تعرض إحدى الناشطات للاعتداء من قبل أنصار الإخوان الذين قالوا لها: «مرسى ده يبقى سيدك والإخوان دول أسيادك».[FirstQuote]
وأوضح «محلاب» أنهم حرروا محاضر بقسم شرطة دمنهور ضد بعض قيادات الإخوان ونقيبى المحامين والأطباء وأحد أعضاء نقابة المحامين، بتهمة التحريض على الاعتداء على المتظاهرين، مشيرا إلى أن المصابين الذين وكلوه لتحرير المحضر رقم 7 أحوال هم: حنفى محمد عبدالمنعم خميس، على جمال الدين، مصطفى عساف، محمد أحمد عادل الشناوى، من حركة شباب الثورة العربية، وعبدالرحمن خالد نصرة، من حركة صوت الغلابة، وأحمد عبدالعزيز عمر، مراسل صحفى، ومحمد محمود نظير، من حزب الدستور، وهشام البندراوى، من حزب التحالف الشعبى، ومحمود محمد الشبراوى، محام، مضيفا أنه من بين المصابين أيضا أسامة الرفاعى ومصطفى الجبرونى ومصطفى بخاتى وحسين أحمد وأحمد عبدالعزيز وأسماء دعبيس وهدير الشرقاوى وسارة كحلة ويوسف شعبان. وشدد على أن شباب الثورة سيستمرون فى الحشد لمليونية 30 يونيو المقبل.
من جهته، قال محمد طه، محام وأحد المصابين: هرعت إلى نقابة المحامين بعد علمى بوقوع اعتداء عليها، وتفاجأت ببعض أنصار الإخوان يشتبكون مع شباب الثورة داخل مقر النقابة ويعتدون عليهم وهم يرتدون «الخوذ» ويحملون «الشوم»، فحاولت التدخل، فهاجمنى أنصار الإخوان وحطموا نظارتى وقطعوا ملابسى وأصبت بكدمات، وحررت محضرا بقسم شرطة دمنهور ضد اثنين من أعضاء الإخوان أتهمهما بالاعتداء علىّ.
بدوره، نفى أحمد عبدالعزيز، عضو حزب الدستور أحد المصابين، ما وصفه بادعاءات وأكاذيب الإخوان حول نية الشباب إفشال المؤتمر، وقال: ذهبنا للمشاركة بالمؤتمر، ولم يكن فى نيتنا إفشاله كما يدعى الإخوان، لكننا فوجئنا بأنصارهم مدججين بـ«الخوذ» و«الشوم» ومنعونا من الحضور بالقوة، لأنهم كانوا يريدون أن يخرج المؤتمر بتأييد الرئيس محمد مرسى.
من جهته، اعتبر أحمد الفيل، منسق حملة «تمرد» بكفر الدوار، أن الاعتداءات محاولة لترهيب القوى السياسية قبل 30 يونيو، مؤكدا أن كل خطوات التخويف والترهيب لن تثنى شباب المعارضة عن مواصلة الحشد للمظاهرات.
وأدان حزب الدستور بالبحيرة ما وصفه بـ«الاعتداء الهمجى السافر» الذى تعرض له مجموعة من المواطنين والنشطاء السياسيين المسالمين، على يد من وصفهم بـ«ميليشيات بربرية مسلحة» من جماعة الإخوان.[SecondQuote]
فى المقابل، اتهم اتحاد النقابات المهنية بالبحيرة «تحت التأسيس»، شباب القوى السياسية بمحاولة إفشال مؤتمر «المساواة مبدأ دستورى»، وقال فى بيان أصدره أمس: «أبت مجموعات من أعداء الثورة وكارهى المساواة والعدالة أن يروا راية الحق والعدل والمساواة ترفع فى مكانها الطبيعى بنقابة المحامين، فهاجموا النقابة وحاولوا الاعتداء على جموع المهنيين بالمؤتمر وإفساد فعالياته، وهو ما اضطر الاتحاد لإنهاء المؤتمر».
كما اتهمت جماعة الإخوان أعضاء حملة «تمرد» و6 أبريل والتيار الشعبى وحزب الدستور، بالاعتداء بالضرب والشتائم على المشاركين بالمؤتمر، وقال بيان للجماعة إن شباب القوى السياسية اقتحموا مقر النقابة وبعثروا بعض محتوياتها واعتدوا بالشتم والسب والضرب على المنظمين وسط تقاعس أمنى فى بادئ الأمر، مشيرا إلى إصابة 5 من حضور المؤتمر بجروح قطعية وسطحية، إضافة إلى جروح متعددة أصيب بها بعض الحاضرين ناتجة من الضرب وقذف الحجارة من المقتحمين.
ونفى شريف حشمت، عضو الأمانة العامة لحزب الحرية والعدالة بالبحيرة أمين الإعلام بالحزب، أن يكون من كانوا يحملون الشوم ويرتدون الخوذ من أعضاء الإخوان، مشددا فى الوقت نفسه على رفضه اقتحام مقر نقابة المحامين ومحاولة البعض إفشال المؤتمر.[ThirdQuote]
وقال سعيد نوار، نقيب محامى البحيرة، لـ«لوطن»، إنه قبيل بدء المؤتمر فوجئنا بأربع فتيات يدخلن قاعة المؤتمر ويصرخن بصوت عال: «الثورة اتسرقت، سرقتم الثورة يا حرامية»، ما أدى إلى حالة هرج ومرج بالقاعة، ما دعانى إلى إلغاء المؤتمر، مؤكدا أنه لا يستطيع الجزم بأن من كانوا يحملون الشوم ويرتدون الخوذ من الإخوان أم لا، معلنا عن عقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة لبحث الاعتداء على النقابة، متهما بعض القوى التى قال عنها إنها لا تتعدى عدد أصابع اليد -على حد قوله- بإهانة نقابة المحامين.